on
سوريا في الحرب … تحتل المرتبة ما قبل الأخيرة بين سلم الدول السعيدة
3 أيام انقضت على اليوم العالمي للسعادة الذي تصدر فيه مراكز البحوث والدراسات المختصة بالسلام ومؤشرات السعادة والأمان والخطورة تقارير عن ترتيب الدول بحسب مقاييس معينة، وسوريا إحدى الدول التي انطبقت عليها تلك المؤشرات لكن بشكل سيئ جداً للغاية بعد مرور 5 سنوات عليها من الحرب جعلتها مضرب مثل عن مدى تأزم الأوضاع فيها بكافة النواحي الحياتية.
أظهرت دراسة دولية لشبكة الأمم المتحدة عن حلول التنمية المستدامة (SDSN) حول السعادة أن الدنمارك هي أسعد بلد في العالم تليها مباشرة سويسرا فيما حلت سوريا في المرتبة ما قبل الأخيرة لعام 2016، وهذا أمر طبيعي بما أن مقومات مقياس السعادة في العالم كما حددها الشهابي مفقودة بسوريا، ولعل أولها وأهمها الاستقرار العائلي المتدهور فلا يوجد عائلة بقيت كما هي خلال سنوات الحرب وضحت بأحد أفرادها بل وحتى عائلات كاملة غدر بها قصف النظام وغدت مفارقة للحياة هذا، غير أن المنزل الذي يجمع العائلة قد دمرته طائرات النظام وهناك أكثر من 82 ألف عائلة من غير أب معيل كما أوردت الشبكة السورية، وثانيها الأمن والسلم الاجتماعي البعيد كل البعد عن الوضع السوري المتردي المتفكك اجتماعياً والذي يغذيه التأجيج الطائفي من قبل أطراف النزاع فينعكس على أحوال البيئة الاجتماعية المحيطة بالشعب السوري المعاني منها، وثالثها والمتصدر لما سبقه وفق الأمم المتحدة المقوم المادي الخاص برفاهية الأفراد ومستوى دخلهم المعيشي والمتجلي في سوريا بأبشع درجاته عقب إحصائية للأمم المتحدة قائلة أن 80% من الشعب السوري تحت خط الفقر بفضل الضائقة الاقتصادية التي ضربت البلاد من جهة والحصار المفروض من النظام السوري على مناطق عدة محررة.
فضلاً عن المحددات الصحية المتلاشية بفضل النظام وآليته التدميرية وانتشار الفساد بشتى صوره في كل الدوائر الحكومية، والتناقض الأكبر بين مقوم السعادة العالمي تمثل في سوريا من خلال سلب حريات اتخاذ قرارات الحياة من كل مواطن سوري وكانت نتيجة المطالبة به ما يزيد عن 300 ألف شهيد ومثلهم معتقلين في أقبية سجون الأسد، ناهيك عن الشعور بالسخط تجاه الرضى بالذات والمجتمع، وجميع ما سبق ذكره من مقومات السعادة العالمية المعدومة في سوريا.
إلى جانب كون سوريا أتعس دول العالم، هي أيضاً مصنفة منذ بداية النزاع في سوريا على أنها أخطر دولة في العالم للعيش فيها استناداً لمؤشر السلام العالمي وفق معهد الاقتصاد والسلام، وكما نقلت في تقريرها أن سوريا أصبحت أسوء من أفغانستان نسبة إلى انتشار الجرائم بها وضياع الأمان وتفشي الإرهاب بأنواعه المختلفة من عنف واضطهاد سياسي واجتماعي وفكري، والهرب من سوريا للدول الأوربية أكبر دليل على صحة ما ذكر فقد بلغ عدد السوريون المهاجرين إلى دول الجوار وأوربا أكثر من 8 مليون معظمهم من المناطق الخارجة عن سيطرة النظام على خلفية غياب حماية دولية لهم.
على اتساع رقعة العالم تبقى سوريا هي الأتعس والأخطر ويبقى شعبها هو الصامد والمضحي الأمثل في وجه إرهاب الأسد وسلاحه الأكبر هو الأمل والتفاؤل بالنصر المحتم على آل الأسد رغم المعاناة المستمرة للآن.
المركز الصحفي السوري – محار الحسن