on
شعراء الثورة في سوريا…أقلام نطقت بالحق في زمن الاستبداد
لطالما كان الشعر بكافة أشكاله أحد أهم الفنون برقيه وتساميه الذي يعبر عن ثقافة الشعوب وهويتها، وعرفت سوريا على مر العصور بشعرائها وكتابها الذين ذاع سيطهم في أرجاء العالم .
ويعتبر الشاعر نزار قباني من أهم الشعراء في سورية بكتاباته المعبرة والملامسة للواقع، وتخليدا لذكراه تقام سنويا أمسيات شعرية في ذكرى وفاته، كما قام محرك البحث جوجل في 21 آذارالماضي احتفالا بالشاعر السوري قباني في الذكرى الـ 93 لميلاده، بتغيير أيقونته الرئيسية إلى صورة الشاعر، ونشر “جوجل” صورتين للشاعر، إحداها وهو واقف ويحمل كتابا، فقد عرف قباني بشعره السياسي الذي أثار غضب النظام السوري في أيام حافظ الأسد، فتم نفيه من دمشق وحرم من دخول عدة دول بسبب عدة قصائد سياسية منها قصيدة عذرا فيروز، وعنترة، وقصيدة رثائه لزوجته بلقيس التي قتلت في تفجير في السفارة في العراق واتهم النظام السوري خلالها بافتعاله.
وكما هو معروف عن النظام السوري أنه يحب سياسة تلميع صورته والمباهاة، فالشعراء كي يشهروا وينالوا حقهم في سورية يجب عليهم تقديم الطاعة والولاء له من خلال تمجيد قادته وامتداحهم لتنشر تلك الأعمال في صحفه الرسمية وتذاع في قنواته الإعلامية، إلا أن الثورة في سوريا قلبت الموازين وساهمت في بروز عدد من الشعراء الذين كان النظام يغيبهم ويهمشهم إعلاميا، فكانت مواقع التواصل الاجتماعي منبرا لهم ليبوحوا من خلالها ويعبروا بشعرهم عن واقع النظام وحقيقته الزائفة .
وبعيدا عن أسلحة النظام الحربية والمدمرة، كان القلم والإبداع سلاح الشعراء، فأقيمت العديد من الندوات والأمسيات الشعرية سواء في الداخل السوري المحرر أو في دول اللجوء، وكان آخرها مهرجان القصيدة السورية الأول في ألمانيا وذلك في يومي 19/20 من مارس الجاري، وأهديت فعاليات المهرجان لروح الشاعر بشير العاني وابنه إياس اللذين قام تنظيم الدولة بإعدامهما بتهمة الردة في مدينتهما دير الزور، وأشهر أعماله الشعرية وردة الفضيحة وحوذي الجهات، ومن كتاباته الشعرية :” لينسربَ السوريون من شِباك ذهولهم../ يقفون في برك النار على أصابع قلوبهم../ واجمين.. بانتظار انجلاء عنوان القذيفة التالية”، فقد رفض الخنوع والهروب والانسياق وراء أي جهة تقيد شعره فولد ابن الفرات حرا ومات فيها حرا.
ونظم المهرجان الشاعر محمد المطرود، حيث شارك به 20 شاعرا سوريا قدموا من مناطق متفرقة من ألمانيا، وتخلله فعاليات ثقافية تمثلت بقصائد شملت بألوانها وصبغتها مختلف المدن السورية، ليكون نموذجا مصغرا عن وطنهم الأم سوريا.
استطاعوا بشعرهم الثوري الحر نقل الواقع دون أية قيود، ومن دماء السوريين الطاهرة كتبوا معاناتهم وآلامهم، ومن منا ينسى الشاعر حسن الخير الذي قام النظام باغتياله وقطع لسانه بسبب قصيدة ألقاها ليفضح ممارساته الوحشية، وبعض ماجاء فيها:” وان سكت فان الصمت ناقصة، إن كان بالصمت نور الحق يحتجب،
لكنني ومصير الشعب يدفعني، سأنطق الحق إن شاؤوا وإن غضبوا،
عصابتان هما: إحداهما حكمت، باسم العروبة لا بعث ولا عرب،
وآخرون لباس الدين قد لبسوا، والدين حرم ما قالوا وما ارتكبوا،
عصابتان أيا شعبي فكن حذرا، جميعهم من معين السوء قد شربوا.”
#المركز_الصحفي_السوري ـ سماح خالد