on
مترجم – الاتحاد برس: هل أوباما على حق؟
مترجم – الاتحاد برس: هل أوباما على حق؟
توماس فريدمان – نيويورك تايمز
ترجمة: الاتحاد برس – 23-03-2016
يمكن للمرء أن يلاحظ من مقابلة الرئيس أوباما الأخيرة مع مجلة أتلنتيك أنّه يكره كل حكام الشرق الأوسط بما فيهم تركيا والعراق, سوريا واسرائيل, السعودية وقطرو الأردن, ايران والفلسطينيين.
على ما يبدو أن هدف أوباما الرئيسي هو أن يترك منصبه قائلاً أنّه قلص التورط الأمريكي في افغانستان والعراق, وأنّه لم يتورّط بريّا في سوريا وليبيا. وأنّه علّمنا -نحن الأمريكيين- حدود قدرتنا على إصلاح أشياء لا نفهمها, وفي بلدانٍ لا نثق بحكامها, وحيث أن مصائرها لا تؤثر علينا كما كانت في السابق.
كما أشار الرئيس الأمريكي إلى أنّ الذين يقضون جرّاء حوادث اصطدام السيارات بالغزلان أو الإنزلاق في الحمامات أكثر بكثير من عدد الذين يقضون على يد الإرهابيين, لذا علينا أن نتوقف عن الحرب في الشرق الأوسط للرد على كل تهديد.
نظرياً كان يبدو ذلك عظيماً حتى قدوم هجمات بروكسل الإرهابية يوم الثلاثاء الماضي.
هل لايزال الرئيس أوباما محقاً بخصوص ذلك؟
قد تجعلك زيارة شمال العراق في كوردستان والحديث مع العديد من العراقيين أن تعتقد أنّ أوباما ليس مخطئاَ. كما أنّ الجلوس في منتدى الجامعة الأمريكية في العراق (السليمانية) ومشاهدة القادة العراقيين وهم يشيرون بأصابع الإتهام لبعضهم البعض أفقدني الرغبة في شراء المزيد من الأسهم في البورصة العراقية.
وأكثر ما لفتني هو عندما ما وقف شيخ عشيرة الشمر عبدالله حميدي الياور وهو يسأل وزير النفط “أين ذهبت ال700 مليار دولار التي أتت للعراق واختفت دون أي انجاز يذكر؟!”
كما أنّنا بدورنا لا يمكننا تحقيق الاستقرار في سوريا والعراق ما لم يتشارك القادة هناك ويتوقفون عن النهب.
لكن الجلوس هنا يجعلك تتساءل أيضاً فيما إذا كان نهج أوباما يقلل من الخطر الناجم عن سلبيته وفرصة الولايات المتحدة من توجيه المنطقة على طريقتنا دون الحاجة للحرب.
في البداية كنت مع أوباما في عدم التدخل في سوريا ولكن اليوم يتسبب توافد ملايين اللاجئيين الفارين من سوريا, إضافة إلى المهاجرين من افريقيا بعد فشل عمليات الناتو الدامية هناك, بزعزعة استقرار دول الإتحاد الأوربي (أهم شريك استراتيجي واقتصادي للولايات المتحدة ومركز مهم آخر للديمقراطية الرأسمالية) التي تضاعف من قوة الولايات المتحدة وفي حال تعثر ذلك سوف يتوجب علينا أن نفعل الكثير لوحدنا للدفاع عن العالم الحر.
علينا أن نفكر والإتحاد الأوربي في كيفية إنشاء مناطق آمنة في ليبيا وسوريا لوقف موجة اللاجئيين قبل أن تتسبب في انهيار الإتحاد الأوربي. وإذا ما استمر أوباما في تجنب ذلك سوف لن يرحمه التاريخ.
وفي الوقت نفسه, لدى أوباما فرصة لم يمتلكها رئيساً للولايات المتحدة من قبل وهي ظهور ديمقراطيتين ناشئتيين في الشرق الأوسط.
تونس: والذي حصل قادة المجتمع المدني فيها على جائزة نوبل للسلام إثر كتابة الدستور الأكثر ديمقراطية في المنطقة. ولكن اليوم التجربة التونسية مهددة بسبب ارتفاع صوت المدافع وتدفق اللاجئيين والإرهابيين الإسلاميين القادمين من ليبيا.
يجب أن يساعد الغرب تونس اقتصادياً وتقنياً وعسكرياً. وكما أخبرني رئيس وزرائها السابق مهدي جمعة “تونس هي أول دولة ديمقراطية في المنطقة, قد تكون صغيرة ولكن تأثيرها سيكون هائلاً على مستقبل الشرق الأوسط, ولا يمكنني تخيل أي استقرار فيه فيما إذا لم تنجح التجربة التونسية.”
التجربة الديمقراطية الأخرى هي كوردستان العراق, حيث بنى الكورد جامعتهم الأمريكية في السليمانية لأنهم أرادو أن يحاكوا الفنون الليبرالية لدينا, كما افتتحوا جامعة أمريكية أخرى في دهوك.
كوردستان الصغيرة اليوم تستضيف أكثر من 1.8 مليون لاجئ من سوريا وأجزاء أخرى من العراق ومع انخفاض أسعار النفط أصبحت مفلسة تقريباً. أضف إلى أن الحكومة الكوردية التي سمحت بظهور معارضة قوية وصحافة حرة, تتراجع اليوم وذلك بسبب رفض رئيسها مسعود البارزاني بالتخلي عن الحكم في نهاية ولايته, علاوة على الفساد الذي يحيط بكل مكان. التجربة الديمقراطية الكوردية معلقة بخيط رفيع, وقد تقطع مساعدة الولايات المتحدة المشروطة شوطاً طويلاً بإعادتها إلى مسار الديمقراطية.
هذا وقد صرح رئيس معهد أبحاث الشرق الأوسط في كوردستان دلوار علاء الدين بـ”أنها قضية إثبات وجود” كما يضيف أنّ “أمريكا بحاجة إلى العمل البنّاء مع الكورد وأن تقدم لهم المساعدة المشروطة لتجعلهم الشريك التي تستحقه. هنا الكل يحب ألولايات المتحدة ويستمع لها. في المقابل الشعب الكوردي يريد من أمريكا أن تحميه من ايران وتركيا.”
كوردستان وتونس ليستا إلا ما حلمنا به, ديمقراطيتان يمكن أن تكونا نموذجاً يحتذى به في المنطقة ولكنهما تحتاجان للمساعدة. أوباما يحاول تجنب تكرار تجربة جورج دبليو بوش في الشرق الأوسط لدرجة أنه نسي أن يكون نفسه – ونسي كيف أن عليه أن يترك إرثاً فريداً ويؤمّن موطئ قدم للديمقراطية دون الحاجة للحرب.
ترجمه للاتحاد برس: نبيل نبو
رابط المقال الأصلي في نيويورك تايمزhttp://www.nytimes.com/2016/03/23/opinion/does-obama-have-this-right.html?ref=opinion&_r=1
مترجم – الاتحاد برس: هل أوباما على حق؟ الاتحاد برس.