موسيقا الراب الثورية….وسيلة للسوريين لطرح قضايا من وحي ثورتهم


عرفت موسيقا الراب بصخبها وبتناولها قضايا أو قصص سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية بطريقة ساخرة، فهي فسحة من الحرية لم يجدها الشباب قبل الثورة، ولم يكن للراب حينها انتشارا واسعا في الساحة السورية، فبدأ بعض الشباب غناء الراب منذ بداية الثورة وقد تبنوا فكرها وحملوا هموم الناس وأوجاعهم وتحدثوا عن الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب من قتل واعتقال قصف وتدمير.

انتشر الراب بشكل فردي أو جماعي على شكل فرق تحت مسميات عديدة مستوحاة من الواقع المعيشي للبلد، فأكثر من 56 فرقة موسيقية نشأت في سوريا، ومن الفرق التي غنت الراب (فري دوم، المندسين، لاجئي الراب وغيرها من الفرق….)، عبرت عن الشارع السوري وأزمة البلد وصدحت بشعارات الثورة، فوجدوا من كلمة ارحل لحنهم الغاضب، إذ يعتبر الراب موسيقا صاخبة توحي بالتوتر والغضب مما لاءم الوضع المتوتر في سوريا، ماهر من مستمعي الراب يقول:” بحب استمع لراب الثورة لآنها بتوصف مشاعر الغضب من الشي يلي عم بيصير وبتعبر عني كمواطن عم يعاني الحرب.”

لم تجذب موسيقا الراب العديد من الفئات الاجتماعية فقد اقتصر مستمعيها على الشباب والمراهقين، إلا أن الأفكار والمواضيع التي تطرحها باتت تستقطب الكثيرين، فأوصلت معاناة الناس من الحرب السورية ما لم تستطع الكثير من المنظمات والمراكز الإعلامية أن توصلها، فالكثير من الأشخاص ممن ليسوا على اطلاع او اهتمام بالمجريات السياسية في العالم العربي علموا مدى مأساة الحرب السورية من خلال أغاني الراب.

ليزا فتاة عربية تعيش في السويد تقول :” لم اكن أعلم ما يحدث في سوريا إلا أنني سمعت راب سوري على اليوتيوب جعلني أحزن لما يحدث بسوريا وأود أن أساعد أطفالها”.

اسماعيل تمر أحد الشباب الذين غنوا لسوريا، فطرحت أغانيه العديد من المشكلات الاجتماعية والإنسانية، وغنى للشهيد وللغوطة عندما ضربت بالكيماوي، وتحدث عن معاناة الطفل السوري في الحرب، مما جعل الكثير من الشبان يتبعون أثره، وشكلوا العديد من الفرق الناشئة، فيقول رابر ناشئ :” انا بدي وصل صوتي والراب هو وسيلتي لعبر عن ذاتي وعن وطني المجروح”.

ولم تتوقف مواضيع الراب السوري هنا بل تعدت لطرح مواضيع دينية وتحث الشباب على المداومة على الصلاة والعودة إلى الله، ويضاف هذا لجملة الأفكار والمبادئ التي يطرحها الرابر السوري الحر.

لطالما قيل عن أغاني الراب أنها من المستحيل أن تعبر عن أسلوب حياة متوازنة بسبب موسيقاها الصاخبة، التي تنم عن توتر وغضب وتمرد، إلا أن الحرب السورية اشتركت معه بتلك الصفات، فكان الراب صورة دقيقة عما يحدث في هذه الأزمة الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية لشعب عرف كيف يتقن فن التعبير عن مشكلاته.
أيه رضوان

المركز الصحفي السوري