‘“براعم سوريا” احتفالات بمناسبة عيد الأم في مخيم باب السلام …’

25 آذار (مارس)، 2016
4 minutes

 

“كفراشات الفرح يرقصن، وأبطال يصارعن صعاب الحياة “، هكذا ظهروا ” براعم سوريا” فبإمكانيات بسيطة وجهود فردية من ثمانية نساء يقطن مخيم باب السلام الواقع على الحدود التركية عُرف منهن المدربة “أمل العلي”، استطعن تدريب مجموعة من أطفال المخيم، لتقديم عرض بمناسبة عيد الأم، شمل الحفل عدة عروض، ليفتتح الحفل بكلمة إحدى نساء المخيم المشاركة بتدريب الأطفال.
كانت فترة التدريب لا تتجاوز 20 يوما قبل العرض، وكما أكد الإعلامي “ماجد النجار”، الذي كان متابعا لجميع تفاصيل تنظيم العرض، أن التمارين مع البراعم استغرقت يوما كاملاً، في مساحة ضيقة من المخيم لا تتجاوز الأمتار، ولاقت الفكرة قبول أهالي المخيم وترحيبهم، كما ساهموا في تكاليف ملابس الطفلات لرقصة الباليه، حيث شارك في عرضها عشرات الطفلات، من عمر 6سنوات، وشارك في العرض الرياضي للأطفال أكثر من 20 طفلا بعمر9 سنوات، مع عدد من الأطفال المعنيين في العرض التمثيلي.
“من قلب المخيمات أصبحنا نكوّن جيلا، نزرع البسمة على وجه الأطفال الذين عاشوا بزمن حرب لا ذنب لهم فيها”، هكذا علق ماجد على فكرة الفتيات مشجعها لهم، حيث تم تفصيل لباس موحدة لراقصات الباليه من إمكانيات بسيطة، “كنزة زرقاء اللون وتنورة فضية، فضلاً عن طبعات على وجوههم على شكل فراشات ملونة بالذهبي والفضي، وشعرهم مرفوع للأعلى، أما لباس الفتيان كان عبارة عن قمصان بيضاء مع بنطال أسود.
بدأ الحفل مع اليوم المعلن عنه مسبقا، الجميع متفائل ومرحب بالفكرة، بعد كلمة ألقتها مُنظِمة الحفلة، تم عرض راقصات البالية، ليتعثرن تارة ويكملن بشكل محبب تارة أخرى، كانت ساحة العرض متواضعة، قطع اسفنجية وضعت على الأرض ليجري العرض عليها، فتدخل الطفلات لأداء العرض بشكل منظم كما يخرجن كذلك، انتهى عرض الكاراتيه للفتيان، فتلاه تمثيل مسرحي، ليسلط الأطفال عبره الضوء عن الصعوبات التي تواجههم في التعليم بظل الظروف الصعبة التي يعيشونها.
يعتبر هذا النوع من الأنشطة الفردية التي لا دعم لها محلياً أو دولياً، وهو العرض الأول في المخيمات المقامة داخل الأراضي السورية، فسكان المخيم يعانون من نقص في جميع مستلزمات الحياة، لا سيما أن المساعدات غطت جزء بسيطا من احتياجات ماكثيها، بعدما اضطرهم طيران النظام وحليفه الروسي لمغادرة منازلهم منذ أكثر من 3 أشهر، محاولين الدخول للأراضي التركية إلا أن الحكومة التركية أغلقت الحدود وشددت الإجراءات الأمنية لمنع معظمهم، فأقامت لهم مخيمات متفرقة على طول الحدود علها تلبي الطلب.
ما يفرح قلبك البسمة التي زرعت على وجوه الحضور وكذلك الأطفال، أنستهم ولو للحظات ما هم فيه، فمع كل ما يحدث الا أن لديهم إصرار على إكمال مسيرة الحياة والتأكيد أنهم على هذه الأرض باقون ليزرعوها حبا وتفاؤلا رغم كل الصعاب.

أماني العلي –المركز الصحفي السوري