استعادت قوات نظام بشار الأسد السيطرة على قلعة تدمر الأثرية، بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلي “تنظيم الدولة” الإسلامية، فيما تتواصل المعارك بين الجانبين، في مسعى من قوات النظام المدعومة بالميليشيات الأجنبية والطيران الروسي للسيطرة على كامل المدينة.

وقال الناشط “أسامة أبو زيد” من مركز حمص الإعلامي، اليوم السبت، في تصريح لـ”السورية نت” إن “قوات النظام وبدعم روسي وإيراني سيطرت على قلعة تدمر وحيي المتقاعدين، والجمعية الغربية، ومشفى المدينة”، لافتاً أن السيطرة جاءت بعد انسحاب مقاتلي التنظيم.

من جانبها بثت قناة “الإخبارية السورية” الموالية لنظام الأسد بثاً حياً ومباشراً لوجود كادرها داخل قلعة تدمر، فيما قالت وكالة أنباء النظام “سانا” نقلاً عما قالت إنه “مصدر في الجيش” قوله: إن “قوات النظام سيطرت على أجزاء واسعة من حي العامرية”، مشيراً إلى أن هذا الحي آخر الخطوط الدفاعية للتنظيم، حسب ادعائه.

وفيما روجت وسائل إعلام النظام لسيطرة قوات الأخير على المطار بعد سيطرته على طريق تدمر – دير الزور، نفى “أبو زيد” صحة هذا الكلام، وقال إنه “لا صحة للأنباء التي تتحدث عن سيطرة النظام على مطار تدمر الواقع شرق المدينة”، لافتاً أن قوات النظام ما تزال تبعد 1 كيلو متر عن أرض المطار. وبيّن المصدر أن التنظيم ما يزال يسيطر على مساحات واسعة من المدينة الأثرية.

وأوضح “أبو زيد” لـ”السورية نت” أن الاشتباكات الدائرة حالياً تتركز في مناطق “الجمعية الغربية، وقرية العامرية في شمال المدينة”، مرجحاً أن يكون ذلك ضمن خطة للالتفاف على قوات التنظيم التي كانت قد توقعت بدخول قوات النظام من محوري قوس النصر في الجهة الجنوبية، إلا أنها التفت على التنظيم من الشمال والغرب وتسللت عناصرها لجهة الشرق حيث المطار”.

ويستفيد النظام بشكل واضح من الدعم الروسي المقدم له في معارك تدمر، إذ نقلت وكالات أنباء روسية عن وزارة الدفاع الروسية أن “الطيران الروسي شن 41 طلعة جوية لمساندة قوات النظام في تدمر”. فضلاً عن أن روسيا زودت النظام مؤخراً بكميات من الأسلحة الحديثة.

بالمقابل ما يزال مقاتلو “تنظيم الدولة” يعتمدون على أسلوب المفخخات في هجومهم وصد تقدم النظام، ما يتسبب بوقوع العشرات بين قتلى وجرحى. وكان من بين القتلى عنصر من القوات الخاصة الروسية قتل الخميس الماضي قرب مدينة تدمر، وقال ﻣﻤﺜﻞ ﻟﻠﺠﻴﺶ ﺍﻟﺮﻭﺳﻲ ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺣﻤﻴﻤﻴﻢ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ ﻏﺮﺏ ﺳﻮﺭﻳة ﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺍﻧﺘﺮﻓﺎﻛﺲ: “ﻗﺘﻞ ﺿﺎﺑﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺍﻟﺮﻭﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﺪﻣﺮ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺪﺩ ﺍأﻫﺪﺍﻑ ﺍلإﺭﻫﺎﺑﻴﺔ ﻟﻠﻄﺎﺋﺮﺍﺕ ﺍﻟﺮﻭﺳﻴﺔ.”

وكان التنظيم أعلن في وقت سابق  عن ﻣﻘﺘﻞ 5 ﺟﻨﻮﺩ ﺭﻭﺱ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﺭﻙ ﻗﺮﺏ ﺗﺪﻣﺮ، أﺣﺪﻫﻢ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭ ﻋﺴﻜﺮﻱ. ﻭﻋﺮﺽ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻓﻴﺪﻳﻮ ﻳﻈﻬﺮ ﺟﺜﺔ “ﻣﺴﺘﺸﺎﺭ ﺭﻭﺳﻲ”، ﻭﺃﺳﻠﺤﺔ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺑﻨﺎﺩﻕ ﻭﺧﻮﺫﺓ ﻭﺻﻨﺪﻭﻕ ﻣﻮﺍﺩ إﺳﻌﺎﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﺑﺎﻟﺮﻭﺳﻴﺔ.