عسيري: المشاركة في التحالف الإسلامي طوعية ولا تدخّل عسكري إلا بطلب الدولة العضو


كشف المستشار العسكري لوزير الدفاع السعودي، أحمد عسيري، أن مشاركة الدول الأعضاء في "التحالف الإسلامي العسكري ضد الإرهاب" بقوات في هذا التحالف "طوعية"، لافتاً إلى أن الدول الأعضاء سيتبادلون المعلومات الاستخبارية، ولن يتم التدخل عسكرياً في أي دولة من دول التحالف إلا بطلب منها.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها عسيري، خلال مؤتمر صحفي عقده في العاصمة السعودية الرياض، اليوم، إثر اختتام أول اجتماع لرؤساء أركان الدول المشاركة في "التحالف الإسلامي"، الذي يضم 40 دولة، وأعلنت السعودية عن تشكيله في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وخلال المؤتمر، كشف عسيري، عن آليات ومحددات عمل هذا التحالف، قائلاً: إنه يقوم على أربعة أركان رئيسية؛ الأول هو الجانب الفكري، والثاني هو الجانب الإعلامي.

وبين في هذا الصدد أن أغلب التنظيمات الإرهابية تستخدم الإعلام بشكل مكثف؛ لذلك "من الطبيعي أن يكون لدى التحالف إستراتيجية إعلامية وفكرية لمواجهة الأفكار التي تطرح من قبل المنظمات الإرهابية، ويكون لها رسائل تصحيحية ووقائية".

وبخصوص الركن الثالث الذي يقوم عليه التحالف الجديد وهو الجانب المالي، فأوضح أن المقصود به "تتبع مصادر تمويل المنظمات الإرهابية، وتجفيف منابعها".

وذكر عسيري، أن الركن الرابع الذي يقوم عليه التحالف هو الجانب العسكري، لافتاً في هذا الصدد إلى أن السعودية قامت بإنشاء مركز لتنسيق عمليات التحالف مقره الرياض، وتبرعت بتوفير مبنى المركز، والميزانية التشغيلية له.

وحول آلية عمل التحالف، أوضح المستشار العسكري لوزير الدفاع السعودي، أن التحالف سيعمل "وفق المواثيق والأعراف الدولية، وسيحترم سيادة الدول وعدم التدخل في شأنها الداخلي". 

وبين أن التحالف "لن يتدخل في أي دولة عضو ما لم تكن الأخيرة هي من طلبت المساعدة من التحالف، وستتولى الدولة العضو إدارة العمليات عل أراضيها، وأن تكون العمليات وفق الأعراف والمواثيق الدولية".

وفي رده على سؤال بشأن ما إذا كان مؤتمر اليوم بحث اتخاذ إجراءات ضد "حزب الله" اللبناني بعد تصنيفه منظمة إرهابية من قبل جامعة الدول العربية، قال عسيري: "المبدأ الذي يقوم عليه التحالف هو المشاركة واحترام آراء الدول، هناك دولة عربية تحفظت على تصنيف حزب الله (يقصد لبنان)، وتم احترام رأي الدولة المعنية التي تحفظت على التصنيف، نفس الشئ سيكون على مستوى التحالف الإسلامي، التحالف الإسلامي ليس هدفه فرض أجندة معينة على الدول". 

وتابع: "اليوم لم يتم بحث حالة مسألة حزب الله أو خلافه، وسيترك هذا الأمر للمركز (مرك تنسيق عمليات التحالف) عندما يعمل، وسيكون هناك ممثلين للدول سيناقشون كل حالة، لو أن دولة س لديها منظمة إرهابية ولا تود أن تصنفها منظمة إرهابية فهذا شأنها، ولن تذهب الدول لمساعدتها، هدف هذا التحالف أن يوفر الإمكانات اللازمة لهذه الدول للتخلص من الآفات الإرهابية، وهذا يتوقف عل رغبة الدولة" .

وفي رده على سؤال بشأن سبب عدم اعتماد التحالف على قوائم إرهابية أصدرتها دول أعضاء في التحالف مثل السعودية، قال عسيري: "حتى يكون العمل ناجح يجب أن يكون منظم، لا يمكن أن يكون عملنا عشوائي، وكل دولة تبادر بإصدار قوائمها".

وأضاف: "هدف التحالف هو تنسيق وتوحيد جهود، وألا تعمل كل دولة من دوله بمفردها، المنظمات الإرهابية أكثر تنظيماً من الدول؛ إذ يتم العمل الإرهابي في جاكرتا، وبعدها بساعات يتم تبنيه من الرقة (في سورية) أو العراق، وهذا يدل عل قيادة وسيطرة لدى التنظيمات (الإرهابية)، وسرعة في الاستجابة". 

وأردف: "حتى نكون منظمين كدول يجب أن نتحرك بطرق علمية مدروسة، وخطوة خطوة، واليوم هو الخطوة الأولى، هناك إجماع على المفهوم العملياتي وعمل المركز وآلية عمله، وبمجرد أن يجتمع وزراء الدفاع، ويقر المركز (مركز تنسيق العمليات) بشكل رسمي، فإن المبادرات جاهزة وموجودة، وهناك مبادرات كثيرة في الجانب الإعلامي والمالي والعسكري والفكري". 

و كان ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، أعلن عن تشكيل "التحالف الإسلامى لمحاربة الإرهاب" في ديسمبر/كانون الأول الماضي، لافتاً إلى أنه يضم 34 دولة.

وبحسب بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية، آنذاك، فإن التحالف جاء "انطلاقاً من أحكام اتفاقية منظمة التعاون الإسلامي لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، والقضاء على أهدافه ومسبباته، وأداءً لواجب حماية الأمة من شرور كل الجماعات والتنظيمات "الإرهابية" المسلحة، أيا كان مذهبها وتسميتها، التي تعيث في الأرض قتلاً وفساداً، وتهدف إلى ترويع الآمنين". 

ويوم الخميس الماضي، أعلن عسيري، في تصريحات صحفية، ارتفاع عدد أعضاء هذا التحالف إلى 40 دولة، دون أن يحدد الدول الجديدة التي انضمت له.