ملايين الليرات تنفق في حلب على حملات انتخابية وهمية والمواطنون يدفعون الثمن
27 آذار (مارس)، 2016
بعد خمس سنوات من انطلاق الثورة السورية، ورغم الثمن الباهظ الذي دفعه السوريون لتحقيق مطالبهم، مازال النظام مستمراً في محاولاته لإسكات صوت الاحتجاجات، بكل الطرق المتاحة أمامه.
وفي محاولة منه لإظهار سيطرته على الوضع في سورية، قام النظام بالدعوة لما يسميها “انتخابات مجلس الشعب” الناطق باسمه، في الوقت الذي يموت فيه مئات الناس جوعاً.
ويقول مراسل “السورية نت” في حلب محمد الشافعي أن مرشحي هذا المجلس المشاركين في “مسرحية الانتخابات” المزعومة، ينفقون ملايين الليرات السورية على حملات انتخابية وهمية من أجل زيادة قوتهم ونفوذهم في أحياء حلب التي يسيطر عليها النظام.
وفي تلك الأحياء التي تفوح منها رائحة البؤس والفقر، وفي ظل تدهور الحالة المعيشية لسكانها الذين يعجز معظمهم عن تأمين حاجاتهم الأساسية الضرورية تنطلق الحملات الانتخابية لمرشحي النظام للفوز بمجلس لا يمثل الشعب السوري ولا الوطن، ولكنه يمثل النظام وأعضاءه فقط.
وبحسب مراسل “السورية نت” في حلب، قام المرشح المدعو “محمد ربيع عفر” بصرف ملايين الليرات السورية لدعم حملته الانتخابية حيث يقوم وبشكل يومي بتوزيع الحلوى على المواطنين في الشوارع.
وبلغت كمية الحلوى الموزعة إلى الآن أكثر من طن من الحلويات، بالإضافة إلى أنه وزع ألفي “أركيلة”، ويقوم بتقديم الطعام والشراب لمناصريه كوسيلة لكسب ودهم وتأمين حمايته. في حين لا يجد المواطنون الذين يعيشون بجانب خيمته الانتخابية المنصوبة بالقرب من الحديقة العامة ما يأكلونه.
كما ويتفاخر المرشح المذكور في خطاباته التي يخطبها أمام أنصاره وعن طريق مناشريه التي يقوم بتوزيعها بقيادته لـ900 مقاتل من شبيحة مدينة حلب يقاتلون في الفرقة الرابعة في جيش النظام، ومن المعروف أن من ينضم لهذه القوى يكسب الثقة والحصانة من مسؤولي النظام والأجهزة الأمنية التابعة له.
وبحسب الشافعي فإن الحملة التي يقوم بها تحولت إلى تجارة رابحة، ولأجل حشد من لا يملكون المال للالتحاق بصفوف تشكيلته “التشبيحية”.
وعلمت “السورية نت” بأن عناصر الأمن التابعين لهذا المرشح قاموا خلال اليومين الماضين بسرقة ثلاث شاحنات محملة بالحبيبات البلاسكتية كانت قادمة إلى مدينة حلب على “حاجز أثريا” وقاموا ببيعها بغية تعويض ما يتم صرفه في الحملة الانتخابية لهذا المرشح.
وبحسب ناشطين فإن الكثير من المرشحين في أحياء حلب التي يسيطر عليها النظام، يتبعون الأسلوب نفسه لحشد المناصرين، ودفع نفقات الخيم الانتخابية والطعام والشراب المقدم فيها.
ويشير الناشطون إلى اختفاء الكثير من المواد الغذائية في أحياء مدينة حلب بعد إضراب أصحاب الشاحنات منذ خمسة أيام عن الدخول عبر حاحز السلمية، حيث رفض أصحاب الشاحنات الدخول إلى مدينة حلب عن طريق خناصر بعد قيام حواجز مرشحي النظام بفرض ضرائب كبيرة عليهم، إلى حد لا يمكن السكوت عنه فضلاً عن اختفاء العديد من الشاحنات على هذا الطريق.
من جهتها قالت “سهام” وهي موظفة في أحد دوائر حكومة النظام في حلب لـ”السورية نت”: إن “مسرحية الانتخابات التي يقوم بها النظام وعناصره ومرشحوه لم تعد تنطلي على أي مواطن في حلب، فهم يعيشون بلا كهرباء منذ 8 أشهر وبلا ماء منذ 3 أشهر، وهي لا تتواجد إلا في أحياء المسؤولين والشبيحة”.
وأضافت أن “كل من قام بالترشح لمجلس الشعب لا يمثل الشعب فهم تجار حروب، قاموا بمنع دخول المواد الغذائية والتموينية إلى المدينة من أجل رفع أسعارها وإذلال المواطن وإجباره على شرائها مهما كان سعرها لتمويل نفقات طباعة صورهم وشعارتهم في شوارع كرههم أهلها وكرهوا أعمالهم وأفعالهم”.
وتابعت سهام: “الكل يعلم بأن هؤلاء المرشحين هم بالأصل شبيحة تابعون للجان الشعبية وقادة تشكيلات عسكرية، وقاموا بالترشح لإضافة تعريف وبرستيج (مكانة اجتماعية) لأسمائهم وآخر همهم أن يعيش المواطن بكرامة وراحة”.
الجدير بالذكر أن رئيس الهيئة القضائية التابع لحكومة النظام أعلن عن انطلاق الحملة الانتخابية في 14 مارس/آذار الحالي، على أن تكون الانتخابات في 13 إبريل/ نيسان القادم.