(كلنا شركاء) تستطلع آراء شخصيات من درعا فيما يتعلق بالقتال الدائر بالريف الغربي‎

28 مارس، 2016

إياس العمر: المصدر

تستمر الاشتباكات في ريف محافظة درعا الغربي بين تشكيلات الجيش الحر من جهة، وجماعات متهمة بأنها على علاقة مباشرة مع تنظيم “داعش” من جهة أخرى، وخلفت الاشتباكات على مدار عشرة أيام أكثر من مئة قتيل بينهم مدنيون.

وللوقوف على رأي الشخصيات البارزة في محافظة درعا في هذا الموضوع، كان لـ “المصدر” اتصال مع عدد منها، فقال اللواء محمد الحاج علي أحد أبرز ضباط محافظة درعا في مرحلة ما قبل الثورة، وأعلى رتبة عسكرية انشقت عن النظام منتصف عام 2012، في حديث لـ “المصدر” إن ثورتنا المباركة قامت من تراب حوران الطاهر، وبسواعد أهلها الأبطال، دون إيحاء أو تعامل أو مساندة من الخارج، وكان مرادنا استرداد حريتنا وكرامتنا المسلوبة من عصابة حكمت واستحكمت إرادتنا أكثر من أربعين عاما، أذاقتنا كل أنواع الذل والهوان، وعند انطلاقة شرارة الثورة من مدينة درعا، سرعان ما هب أهل حوران بجميع مكوناتهم وأراضيهم،  ووقفوا وقفة رجل واحد في وجه هذه العصابة التي استنفرت واستخدمت كل إمكانياتها قتلاً وتنكيلاً وإجراماً بحق أهلنا في حوران، ولم تثنهم عن مرادهم في الحرية والكرامة.

وأضاف، وما حمل أهلنا السلاح إلا لمواجهة وحشية وقذارة سلوك أفراد هذه العصابة بحق أهلنا، وكنا مكرهين على ذلك، وكانت حوران في ذلك وحدة واحدة الجميع يؤازر الجميع، وكنا نفتخر برجال حوران الذين يضحون بأنفسهم من أجل كرامة أهلهم، وهذه هي شيمة أهلنا، واستمرينا كذلك حتى جاءنا فكر غريب عن قيم وعادات أهل حوران الأصيلة في انتمائهم الديني والأخلاقي والوطني، فأهل حوران معروف عنهم أنهم مسلمون منذ فجر الإسلام، وهذا ما ورثناه عن أجدادنا المسلمين، الإسلام المعتدل دون غلو أو تفريط، فجاء فكر تكفيري دخيل لانعرف مصدره ومراده، متناقض مع أهداف ثورة الكرامة، وهدفه إبعاد أبناء حوران عن أهدافهم في الحرية والعدالة.

وأردف الحاج علي، ولا شك أن هذا الفكر له أهداف مختلفة عن أهداف ثورتنا، ولا يمثل أكثر من واحد في المئة من شعبنا، وبالتالي مكتوب عليه الفشل، وهدفه إجهاض ثورتنا المباركة، وهذا ما لا نسمح به، وسنحاربه كما حاربنا عصابة العهر الأسدية، وسننتصر عليهم لأن هدفهم مشترك هو القضاء على ثورتنا.

وختم حديثه، وفي الختام أريد أن أقول لشبابنا في حوران خاصة وعموم الوطن الحبيب سوريا، آن الأوان أن نعي مشكلاتنا بعد خمس سنوات من النضال والتضحيات التي كلفتنا الكثير، وتحملنا كل تبعات خيارنا في التحرر الوطني من كل أشكال الظلم والاستعباد، سواء أكان من النظام أو من أمثاله ممن يدعون ويتحدثون باسم الله، وكأنهم وكلاؤه في الأرض، وأهم مشكلاتنا هي الفرقة التي استغلوها هؤلاء لتنفيذ مأربهم، فلا حل لهذه المشكلة إلا بالوحدة والعمل المشترك المنظم ومحاربة هذا الفكر الضلالي والظلامي بكل قوة وسحق هؤلاء بدون رأفة، لتعود الثورة إلى ألقها.

ومن جانبه، الشيخ ناصر الحريري عضو مجلس الشعب المنشق عن النظام، وشيخ عشرة الحريري إحدى أكبر عشائر محافظة درعا، قال لـ “المصدر”، إنه ومما لاشك فيه أن ما يجري في المنطقة الغربية مخالف لكل ما خرجنا إليه منذ البداية، وبكوني أول من خرج على نظام الأسد وتحدى جبروته على مستوى سوريا، فلم يكن هذا مرادي من ال
ثورة، نحن مسلمون وسطيون نقيم شرائع الله بروحانية متميزة، وإقامة الشعائر الدينية في حوران مشهود لها، ولسنا تلامذة في مدرسة شرعية نحتاج من يعلمنا مبادئ الإسلام فيها، فنحن خرجنا مطالبين بالحرية والكرامة والعدالة وليس لإقامة خلافة.

وأضاف، نحتاج في حوران للعودة إلى الأيام الأولى من الثورة بما حملته من حب ومؤاثرة على النفس، والعودة للهدف الرئيسي ألا وهو إسقاط النظام، لا البحث عن موقع سلطوي يبنيه كل من يملك القوة لذاته، نريد عودة الجيش الحر الذي أحببناه وبايعناه وفديناه، ليدافع عن أرواحنا وأمننا، ويعود من جديد لهدفه الـم ألا وهو إسقاط النظام، مجدداً العهد أمام الله بالدفاع عن الأحرار وإعادة رموز الثورة لمواقعهم، والعمل معهم من جديد لرد الجامح من قادة الفصائل لموقعه الصحيح، والمتمرد يقوم بالقوة، فحوران بحاجه للعودة لذاتها وقيمها، فالتمرد على الذات ليس ثورة، بل فوضى يجني منها زعماؤها ثروة.

وأردف الحريري، نظراً لما ظهر من فتور كبير بين الوجهاء والقادة الاجتماعيين من جهة، وبين من تولى السلطة البديلة عن الأسد بسبب الفوضى المختلقة الأبعاد الآخرين عن المشاركة بالعمل، ليكون الناتج كحصاد أي دكتاتور بانتزاع السلطة عمن سواه، والحال هذا لابد من تجديد الوعي والحس المجتمعي من جديد، لاستثمار دور الوجهاء بتأثيرهم على وسطهم الاجتماعي، لمحاولة ردة من يمكن إصلاحه ممن خرج عن عباءة مجتمعه ودينه الحنيف، ومن يخرج بلا عودة تقرع له طبول الحرب، فالوجهاء كانوا ومازالوا في كل العالم صمام الأمان وناقوس الحرب.

وأما القائد السابق لجيش اليرموك ومدير الحالي للمكتب السياسي لجيش اليرموك بشار الزعبي بدوه قال في حديث لـ “المصدر”، إن ما يجري في ريف درعا الغربي ليس اقتتال، وإنما قتال للخوارج والدواعش، وسنستمر بالقتال حتى قطع رأس الأفعى.

وأشار إلى أن الجيش الحر لديه المقدرة على إعادة محافظة درعا إلى ما كانت عليه، والآن تتم عمليات التجهيز وترتيب الصفوف، والحملة مستمرة حتى القضاء على آخر داعشي في الجنوب، وتم قتل عدد من أمراء الجماعات المرتبطة بتنظيم “داعش”.

وأكد أن معظم تشكيلات الجيش الحر مشاركة في الحملة، وأن هناك تأييد شعبي واسع من قبل الحاضنة الشعبية، لأنها تريد التخلص من الفكر الظلامي، على حد تعبيره.

أخبار سوريا ميكرو سيريا