"التغريبة التدمرية" مستمرة والمدينة خالية من السكان


لم تكن معارك النظام وداعميه الروس ومعهم ميليشيا "حزب الله" في تدمر وسط سورية معارك ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" المتطرف الذي سيطر على المدينة الأثرية في مايو/أيار الماضي فقط، بل كانت في جزء كبير منها ضد المدنيين أنفسهم، الذين اضطروا للهرب خارج المدينة.

وبحسب مراسل "السورية نت" في حمص يعرب الدالي فإن 70 ألف نسمة هُجّروا من تدمر بفعل المعارك الأخيرة التي بدأها النظام بقصد السيطرة على مدينة تدمر.

وأوضح الدالي أن مدينة تدمر خالية من السكان، مضيفاً أن بعض الأسر وصلت إلى مدن ريف حلب الشمالي والشرقي وقرى إدلب.

وفي إعزاز بريف حلب  وفي معرة النعمان بإدلب استقبل أهالي هذه المدن الأسر وآوهم في منازلهم بعد أن تجمعوا في مدارس وهكنارات ومساجد بشكل جماعي.

وأشار مراسلنا إلى أن عدد الأسر التي وصلت نحو الشمال يتراوح بين 1500 إلى 2000 أسرة. مضيفاً أن الأهالي سلكوا في رحلة نزوحهم طرقاً برية سيراً على الأقدام بشكل منفرد خوفاً من استهداف طيران النظام والطيران الروسي لسياراتهم بحجة أنها سيارات لـ "تنظيم الدولة"، مشيراً إلى أن الطيران استهدف بعض تلك السيارات وأوقع شهداء وجرحى من المدنيين.

ولأن كثيراً من النازحين لا يملكون تكاليف النقل فقد ساروا على أقدامهم نحو أطراف ريف حلب وإدلب، وكان منهم من يستأجر سيارات لمتابعة طريقه، لكن الغالبية لم يستطيعوا ذلك فتوجهوا نحو الجنوب، والتحقوا بمخيمات لنازحين من مهين وباقي قرى الريف الشرقي أقيمت بالقرب من الحدود الأردنية.

وبالإضافة إلى أن قسماً كبيراً نزح نحو الرقة. لكن "تنظيم الدولة" لا يسمح بخروجهم، وقد أخبر أحد الأهالي "السورية نت" أن عدداً من أخوته وأقربائه أرادوا الخروج نحو إعزاز لكن "تنظيم الدولة" لا يسمح لهم إلا بالتنقل ضمن مناطق سيطرته.

ولفت مراسل "السورية نت" إلى أن الأهالي خرجوا من منازلهم على عجل ولم يصطحبوا معهم أي شيء، وهم بحاجة إلى المساعدة، وقال: "بعض الأهالي كانوا من رعاة الأغنام والجمال وتسبب نزوحهم وترك أملاكهم خلفهم بتفاقم مأساتهم خاصة بعد أعمال التعفيش (سرقة المنازل) التي يقوم بها جنود النظام، بالإضافة إلى أنهم لم يستطيعوا الخروج بسياراتهم خوف القصف".

وفي سياق آخر فإن الغارات والقصف على تدمر دمّر من آثار تدمر أكثر بكثير مما حطمت آلة "تنظيم الدولة" الإجرامية.

وذكر مراسل "السورية نت" نقلاً عن ناشطين هناك أن "تنظيم الدولة" دمر تماثيل اعتبرها أصناماً، بينما طيران الأسد قصف مبانٍ وأعمدة أثرية دون مبالاة أثناء قصفه العشوائي للمدينة.

وبحسب بعض الجنود الذين شاركوا في معارك تدمر فإن النظام  كان يتقصد دفع جنوده وسط الآثار كي يستهدفهم التنظيم.

وأشار الجنود إلى أن قوات النظام اختارت بدء المعارك من محور الفنادق والمقابر الأثرية مع أنها الأضعف عسكرياً وكأن غايته الدفع بتدمير المدينة الأثرية كي يكسب الرأي العام العالمي، وبالطبع فإن "تنظيم الدولة" لا يهمه دمار أي تراث أو آثار.

الجدير بالذكر أن أول طائرة للنظام هبطت أمس في قاعدة تدمر الجوية، بحسب خبر مقتضب بثه تلفزيون النظام.

فيما التقطت مراصد طيران المعارضة اتصالات تؤكد بدء الطائرات مشاركتها في معارك الريف الشرقي وفي الوقت نفسه، بدأ جيش النظام منذ أمس عملية تمشيط المدينة وتفكيك العبوات الناسفة التي خلفها "تنظيم الدولة".