تصعيد من "جبهة النصرة" في قتال "تنظيم الدولة" بالقلمون الغربي


تجددت الاشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين جبهة النصرة (فرع تنظيم القاعدة في سورية) من جهة، و تنظيم "الدولة الإسلامية" من جهة ثانية، خلال اليومين الماضيين، في منطقة القلمون الغربي بريف دمشق المحاذية للحدود السورية اللبنانية.

ونقل مراسل "السورية نت" في ريف دمشق، نبوخذ نصر، عن مصدر مطلع في جرود القلمون، قوله: إن عناصر من جبهة النصرة شنت هجوماً مفاجئاً على عدة مقرات تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية قرب معابر مرطبية الروميات والزمراني في جرود القلمون الغربي، ما أسفر عن سقوط 10 عناصر من جبهة النصرة قتلى بعد أن تمكنوا من قتل 13 عنصراً من تنظيم الدولة."

وبحسب المصدر فإن "النصرة" تمكنت خلال الهجوم من قتل قائد ميداني للتنظيم يدعى "أبو عزام" مع بعض أفراد جماعته، بالإضافة إلى أنها استعادت عدد من النقاط الهامة في جرود الجراجير.

ويأتي ذلك عقب الرسالة الصوتية لأمير "النصرة" في القلمون، أبو مالك التلي، بثت عبر مواقع التواصل الاجتماعي في 27نوفمبر/ تشرين الثاني الفائت، والتي كانت بمثابة "النداء الأخير" لعناصر التنظيم متهماً إياهم بأنهم "أبعد ما يكونون عن الإسلام والخلافة المزعومة، بعد قتلهم عناصره المسلمين وتعاملهم مع نظام الأسد"، داعياً إياهم إلى التبرؤ من هذه الأعمال وترك التنظيم.

من جانب آخر تسعى "جبهة النصرة" لاستعادة النفوذ على عدد من المعابر والمراكز الاستراتيجية من مقاتلي التنظيم في القلمون الغربي، في محاولة منها إيجاد خطوط إمداد جديدة لها في المنطقة قبل أن تتقدم باتجاه بلدة فليطا القلمونية لطرد ميلشيا "حزب الله اللبناني" منها، واتخاذها مركزاً لها في منطقة القلمون الغربي.

وفي الإطار نفسه فإن طرد "تنظيم الدولة" من جرود بلدة فليطة سيجنب "النصرة" غدر التنظيم الذي شن هجمات متفرقة على مقرات تابعة لها في جرود القلمون العام الفائت، عند اشتداد المعارك بين "جيش الفتح" في القلمون الغربي وبين ميليشيا "حزب الله".

وفي المقابل فإن تواجد التنظيم في جرود القلمون أضعف "النصرة" أمام تقدم قوات النظام وميليشيا "حزب الله". كما يتهم التنظيم بالوقوف وراء اغتيال عدد من أبرز القادة العسكريين للمعارضة في المنطقة وعمليات سلب للأسلحة وتخزينها في مستودعاته.

وكانت "النصرة" قد نجحت بما أسمته "تطهير" مدينة التل في القلمون الغربي من عناصر التنظيم، ضمن سياستها الهادفة إلى "وضع حد للتجاوزات والممارسات التي اتبعها التنظيم في المنطقة"، حسبما تقول "النصرة". فيما تتركز خطوط الاشتباكات حالياً بين الطرفين في جرود عرسال اللبنانية ورأس بعلبك في وادي ميرا، وعند معبر الزمراني وصولاً إلى جرود جراجير.

في موازاة ذلك أصدرت وكالة أعماق التابعة لـ"تنظيم الدولة" بياناً مصوراً باسم "ولاية دمشق" أكدت فيه على مقتل 10 عناصر من "النصرة" وجرح أخرين، أثناء محاولتهم التقدم في مناطق التنظيم في وادي الزمراني، ووادي المرطبية في القلمون الغربي.

و يتواجد مقاتلي التنظيم في جرود رأس بعلبك، وجرود الهرمل/ وجرود قارة، وكانت "النصر"ة قد شنت في وقت سابق هجوما مباغتا ومن ثلاثة محاور على نقاط التنظيم الواقعة في محيط وادي الزمراني في جرود الجراجير.