‘ريم الأتاسي: هل أصبح الدولار أغلى من الدم’
29 آذار (مارس)، 2016
نعوا الليرة السورية ونقلوها إلى مثواها الأخير، وضعوها في الأرشيف ولكنهم لم يبكوا عليها، هل ينتظرون أن يتعاملوا كما أشقاءهم بلبنان بالدولار، تلك العملة التي فرض اسمها رهبة في أسواق العملات منذ الزمن الذي أصبح العملة القياسية، تلك العملة التي تصاب كثيرا بالمرض لكن الجميع يسارع بعلاجها .. على عكس الليرة السورية التي سمموها ولم يبادر أحد بعلاجها بل تكالب الجميع على احتضارها.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا هل أصبح الدولار أغلى من البني آدم، وهل تحول سعر السوري من رصاصة إلى دولار، بئسا اذا لكل سوري اينما كان، بئسا لتلك الغربة المفروضة على السوري داخل بلده وخارجها، هذا ما سعوا إليه من البداية وما يزالون.. لكن هل من أحد يعتقد بأن بشار الأسد تهزه هذه الأزمة الاقتصادية، وهل يا ترى سقوط الليرة سيحول بأسماء دون تسوقها .. هذا الاستهتار ان دل على شيء دل على أن بشار ما يزال على عرشه الهزوز ليس بدافع المواطنة أكثر ما هو بدافع الاستفزاز والتحدي .. وربما لأن الأجندة المرسومة لم تسمح له بعد بالتنازل عن عرشه .. فما يزال هناك الكثير أمامك أيها السوري فتوقع كل شيء..
توقع المزيد من الانهيارات .. توقع حتى اختفاء داعش، توقع أن ترى أوباما يقرقع متة في جبلة.. وتوقع أن يصبح سعر ربطة الخبز 2500ليرة واذا معك دولار مناخد..
مؤسفا جدا هذا الحديث.. وكل كلمة تشعرني بالأسى أكثر من سابقاتها.. اتساءل كيف يعيش إخوتي السوريون هناك وماذا يأكلون وكيف يعيشون .. ولماذا كل هذا الصمت، الكثير من الجعجعة ولا طحين ..
الكثير من الموت الصامت .. الجوع الصامد .. الاستفزاز المرتب على نحو يوحي لك بأن سوريا لم تعد لنا ..
فمتى سيفتتحون بنوك تبرع بالدولار عوضا عن التبرع بالدم? لأن الدم أصبح أرخص حتى من الليرة السورية وشقيقتها اللبنانية ..
بئسا لكم .. أضعتم أوطاننا ودمرتم معالمها .. لكننا سنعود ذات يوم وسترون!