داود البصري يكتب: شبلي العيسمي وعار النظام الإرهابي السوري؟



داود البصري

جرائم النظام الإرهابي السوري ضد شعبه وضد القوى والتيارات الوطنية والقومية لا تعد ولا تحصى، وتمثل في حصيلتها تعريفا حقيقيا للهوية الإرهابية لنظام إرهابي مجرم يعيش على الجريمة ويتحكم بقيادة دولة إستخبارية من الطراز الأول ولاعلاقة حقيقية لها بأي قيم حزبية أو نضالية، فالنظام السوري يرفع اليافطة البعثية كهوية عقائدية مؤطرة للنظام!، ولكن الزيف الحقيقي ينطلق من كون حزب السلطة السورية لاعلاقة له بحزب البعث العربي الإشتراكي ولا بإيديولوجيته ولا منطلقاته الفكرية والنظرية، لكونه مجرد تجمع عصابي إرهابي طائفي مريض سطا على الحزب وأنتحل عقيدته وشوه فكره بممارساته الإرهابية منذ 23 فبراير 1966 حيث تسلم السلطة نفر من الضباط المغامرين المرتبطين بالمخابرات الدولية وأبرزهم حافظ الاسد الذي تمكن بتخطيط إجرامي وبعقلية تآمرية من إزاحة رفاقه الأقوياء (صلاح جديد) تحديدا، والتخلص من الآخرين حتى هيمن على السلطة بالكامل عام 1971 محولا إياها لمحمية طائفية عشائرية ومباشرا سياسة التخريب القومي التي إستمرت عقودا طويلة تكرست أخيرا بإعلان سورية في عهد الوريث بشار بن حافظ مجرد محمية إيرانية رثة بعد أن إنتفض الشعب السوري وأزاح عن كاهله عذاب السنين و إضطهادها ، وفجر ثورة عارمة أزاحت الستار عن كل البلاوي المخفية وعن إرتباطات النظام الماسونية الدولية التي وفرت له حماية وحصانة و منعة بعد أن تحول لقاعدة إرهابية إيرانية/ روسية/ طائفية ، وحول أرض الشام الطاهرة وعاصمة الأمويين الخالدة أبد الدهر لموقع إيراني تدار من خلاله حلقات التآمر على ألأمن القومي العربي.

النظام السوري ومنذ إنطلاقة الثورة الشعبية في منتصف مارس 2011 كان يعي جيدا ان رأسه هو المطلوب، وإن عذاب السنين قد فجر إرادة السوريين وإن نهايته أضحت حتمية، لذلك عاد لملاذاته الطائفية وتمسك بتحالفاته المافيوزية المشبوهة وأعلنها حربا على كل الأحرار والإرادات ومارس أقصى وأقسى درجات القمع والتنكيل والقتل الشامل، لدرجة أن الإرهاب لم يستثن حتى من كان بعيدا عن لعبة السلطة وفذلكاتها وأساليبها القذرة وهو ما تمثل في إستهداف نائب الأمين العام الأسبق لحزب البعث نائب رئيس الجمهورية السورية الأسبق الأستاذ شبلي العيسمي الذي بلغ من الكبر عتيا، وطلق الحسن زميره لخطف السيد شبلي العيسمي من أمام منزل إبنته في مدينة عاليه بجبل لبنان ونقله لمخابرات مطار المزة في دمشق حيث مقر المجرم الإرهابي علي مملوك يوم 24 مايو العام2011 وحيث إنقطعت أخباره منذ تلك الفترة ، رغم ما أشيع من أخبار حول وفاته في سجن المخابرات اسياسة وأبتعد عن النشاط الحزبي منذ عام 1992، وتحول لمجرد شاهد حي على تاريخ المنطقة، وهو التاريخ الذي شارك في صناعته وشهد تحولاته وإنقلاباته وتفاعلاته وعاش مصائبه وأتراحه وأفراحه، لقد لجأت المخابرات السورية في لبنان الذي لايزال محتلا من ضباع الولي الإيراني الفقيه وبالتعاون مع عصابات حزب لسورية وهو احتمال قائم فالرجل كبير السن وإمكانية تحمله للإرهاب و التعذيب معدومة بالكامل، والغريب أن الصمت الدولي حول جريمة النظام السوري وخنوع النظام اللبناني قد ميزا الموقف العام ، فالرجل ضحية بريئة وهو مناضل وطني وقومي وسياسي من الطراز الأول ، لم تتحرك من أجله أو من أجل معرفة مصيره منظمات النفاق القومية الرثة من أمثال ما يسمى «المؤتمر القومي العربي» البيروتي الذي صمت صمت القبور حول الموضوع، ومثل العصابات المساندة للنظام كالتجمع القومي الإسلامي المؤيد لما يسمى المقاومة والممانعة من الدجالين واللصوص الذين صمتوا بخسة منقطعة النظير.

الحكومة اللبنانية وهي من تتحمل مسؤولية حماية المقيمين على أراضيها لم تفعل شيئا؟ ولا أحد في الكون تحرك لمعرفة المصير سوى عائلة المغدور، شبلي العيسمي يبقى رمزا وطنيا وقوميا معروفا ليس في سجله الوطني والنضالي أي شائبة، وبقي مرتبطا بمصير الشعب السوري بعد أن غادر الشام لأكثر من 45 عاما هربا من القتلة، فإذا به يعود اليها ليشارك شعبها مصيرهم على يد القتلة انفسهم.

شبلي العيسمي سيبقى قامة نضالية شامخة ، وستكون تحت أقدامه كل رؤوس الإرهاب للنظام السوري المجرم الذي آن أوان ترحيلها لمزبلة التاريخ… شبلي العيسمي شهيد الغدر والجحود والتواطؤ ورمز الفكر الإنساني الملتزم بثوابت الوطن والأمة.. اللعنة على خاطفيه وقاتليه والمجد والخلود لشهداء الشعب السوري.

المصدر: السياسة

أخبار سوريا ميكرو سيريا