‘قابيل وهابيل الإنسانية… (أنجلينا وأحلام) وعودة العرب للعبودية : بقلم زهرة محمد’
30 مارس، 2016
يوما بعد يوم يثبت العرب أن العبودية خلقت لنا حفرا وتفصيلا، فما من عدو يتربص بنا سوى جاهليتنا رغم أننا في القرن الواحد والعشرين، هي نظرة واحدة على برامج السفاح الأخلاقي والإنساني الممارس علينا من قبل شاشات العار حتى نعي حجم مصيبتنا الكبيرة والطامة الكبرى التي تحيط بنا من كل صوب.
نعم سيداتي سادتي الكرام نحن أكبر أعداء لأنفسنا لا أمريكا ولا لإسرائيل ولا كل الدول العاتية التي أغرقونا بكتب التاريخ أنهم يسعون للنيل منا ومن كياننا العاصف ولا كبريائنا الخلاق؟.
(الملكة ) هذا ما أرادت أن تسمى به المغنية الخليجية أحلام، تلك التي أعماها الجنون حتى صنعت لنفسها اسم وهالة من العبيد المحيطين الذين يريدون إرضاءها بل ويتصارعون بلا هدف ولا سبب، ولو بجعل نفسهم مسوخا بشرية حباها الله بنعمة الكرامة والعقل فأبت إلا أن تخلعه على مشارف صداقة وعلاقة تربطهم بالمشهورة السابقة الذكر !!!.
صدمت أحلام كل كتب التاريخ التي أتتنا بحقيقة لم تدع مجالا للتغني بالماضي العريق، فقد عاد إلينا بقصر منيف وعرش كبير وعبيد و(ملكة ) وميزانيات لبرنامج أقل ما يقال عنه أنه امتهان للإنسان العربي وتأكيدا على أن المال يحب أن يشتري كل شيء, ومبالغ رصدت فيه يمكن أن تصنع دولة’ وبهذا فعلت أحلام ما قد تريد وهو تخليد اسمها بين أكثر الشخصيات مرضا وجنونا لنفسها وعظمتها الكاذبة, ضاربة عرض الحائط كل جياع الأرض وفقرائها ومشرديها وأزمات الحروب في الوطن العربي, واللجوء والقتل والموت والحاجة .
والغريب أن كل تلك المآسي وقعت على غريمة فينة تفوقها قدرة وهي بجدارة من سلالة الملوك عالية الشأن والتي تعطي الإنسانية دروسا لم يسبق لها مثيل، فما الفرق بين أحلام مدعية الملوكية و باكية العيون والقلب وأنجلينا جولي حتى ترصد نفسها رغم كل الهالة الفنية وبالشهرة الحقيقة والنجاح التي رمت بهم لأنها رهنت نفسها لغيرها مقررة أن تكمل حياتها من خلال الآخرين، ومن مد يدها لطفل يبكي على قارعة حرب صنعها ملوك عرب ومدعي ومحدثي نعمة، كيف تأتي خالة النزاع الأول في الكون بين قابيل وهابيل، على هيئة أخرى في حرب تدور لترينا فارقا كبيرا بين السماء ومن يصبو للوصول لها وهو يحب التمرغ بالجاهلية الأولى.
كيف تنهض لنا قائمة ونحن محاطون بمن يشدنا للوراء ألف سنة وأكثر بل لعصور أهل الكهف’ لأنه يملك حجرا ماسيا وبدلة” أرماني”، وحقيبة” لوي فيتون”, كيف تقوم للشباب أنفة ومستقبل يرفعون رأسهم فيه إن كان كل نداء للكرامة مجرد دعاية بالية من أفلاطون ولن تحصل في عالمنا العربي أبدا طالما يحكمنا بعض الرعاع و ينجح بنا كل مزور للشهرة لأنه ابن فلان وزوج فلان ومعه ملايين في البنوك السويسرية.
ما الخطب الذي اقترفه العرب ليجعلوا كل تلك النقم تتربص بهم لجهلهم أن ما يهم فعلا هو ماذا تفعل ولأي قضية تنتمي’ لا ما من يلهث لهثا ككلاب السكك وراء إغداق الناس عليه بالحب والورد المغطى بالسباب والشتيمة, جائز أن أحلام قد تعلمت من بعض حكام العرب وأن العربدة قد تنفع في بعض المواقف, ومن الجائز أيضا أن أنجلينا كانت شخصية ظهرت في فيلم خيالي للمدينة الفاضلة التي لاتحدث إلا كل عشرة آلاف سنة ضوئية.
ما هو الحل بالنهوض من تحت ركام ذل ندعي أننا تخلصنا منه ونحن مهووسون في التباهي والهتاف لمن يملك ومن يحكم, وما الحل حتى بالفعل لا نرمي تدهور حضارتنا وشتات مستقبلنا على شماعة العدو الخارجي ونحن كما يقول المثل ( دود الخل منو وفي) ما هو الخلاص من تراكمات يصنعها مسيلمة الكذاب لنقع بين شراكها في خوار بقرة تقول أننا لم نعد نستحق لا ماض ولا آت وأننا كنا خاسرين ؟.
زهرة محمد – المركز الصحفي السوري