‘الهبيلة جبران باسيل : هل تصرفاتك هي «ولدنات»… أم استجابة لأوامر حزب الله؟’
1 أبريل، 2016
لم يمرّ في تاريخ الحكومات اللبنانية المتعاقبة وزير كالوزير جبران باسيل . يبصم لأدائه بالعشرة في كم الاخفاقات والمصائب التي جلبها لكل حقيبة وزارية أوكل بها. فبعد الاخفاقات في وزارتي الاتصالات والطاقة، ها هو اليوم “صهر الجنرال” ومنذ توليه وزارة الخارجية والمغتربين فان علاقات لبنان بجيرانه العرب ساءت وفترت مع بعض الدول الأجنبية وحتى مع الأمم المتحدة. ولا شك ان استمراره على هذا النمط من تأزيم العلاقات اللبنانية الخارجية يبشر بالتأكيد أنه لن يترك للبنان علاقة سويّة مع أية دولة في المستقبل.
بعد سلسلة من المواقف المحرجة للبنان التي اتخذها وزير الخارجية جبران باسيل خرج فيها بأكثر من مناسبة عن السياسة العامة للبنان التي يقرها مجلس الوزراء، لا سيما تلك المواقف التي صدرت في اجتماع وزراء الخارجية العرب ومنظمة الدول الإسلامية، حيث نأى بلبنان من التضامن مع السعودية في مواجهة الاعتداءات على بعثاتها الدبلوماسية في طهران ورفض التدخل الإيراني في الشؤون العربية.. وما عقب ذلك، من تأزم في علاقات لبنان مع دول الخليج والسعودية خصوصا ما ادى لحرمان الجيش من هبة الأربع مليارات وما استتبع ذلك من إجراءات عقابية بحق لبنان تعاقبت عليها الدول الخليجية.
لم يكتفِ باسيل بسياسة الخروج عن الاجماع العربي وتأزيم علاقات لبنان بأشقائه، بل وسّع البيكار ليشمل العلاقات اللبنانية الأممية إذ تخلّف باسيل عن استقبال الامين العام للامم المتحدة في مطار بيروت بحجة “دبلوماسية” بأن بان كي مون ليس رئيس دولة ولذا انتدب الامين العام لوزارة الخارجية لاستقباله.
هذا ما خلّف بدوره انزعاجا أمميا من مواقف باسيل غير الدبلوماسية، فضلا عما تناولته الصحف عن انزعاج بان كي مون بشكل كبير خلال زيارته إلى لبنان، بسبب المواقف التي أدلى بها باسيل وما رافقها من اتهامات أطلقها بحق الأمم المتحدة، ممثلة بأمينها العام في انه جاء ليبحث توطين النازحين السوريين في لبنان، وقد نفى “بان” هذه الاتهامات لوسائل الاعلام، فيما رأت الامم المتحدة فيها خروجاً فاضحاً عن الأعراف الديبلوماسية المتعارف عليها دولياً، في خطوة غير مسبوقة.
في هذا السياق، اعتبر الخبير في القانون الدولي الدكتور شفيق المصري في حديثه لموقع “جنوبية” أنه في المبدأ لا بد أن تنفذ سياسة لبنان الخارجية ضمن توجيهات مجلس الوزراء، ولا يجوز لأي وزير أن يتفرّد بإتخاذ أي قرار مصيري بالتعارض مع مجلس الوزراء. وتابع ان “الموضوع الأخير الذي أثار جدلا مما لا شك فيه أنه سلوك مخالف للأصول الدبلوماسية لان الأمين العام للأمم المتحدة هو الوحيد في العالم الذي يتمتع بصلاحيات ثلاث . فهو يمثل أولا المنصب الدبلوماسي الأعلى للمنظمة وبالتالي فهو الذي يستقبل ويتسلم أوراق الاعتماد لكافة مندوبين الدول إلى المنظمة الدولية. أما الصلاحية الثانية فهو الأمين العام وهو رأس الجهاز الإداري والتقني في المنظمة وهي صفة ادارية. وصلاحية الأخيرة هي سياسية لأنه يتحدث في المؤتمرات الدولية وغيرها من المناسبات باسم المنظمة الدولية”.
وفي المحصلة يقول المصري إنه ” هذه الصفات الخاصة تجعل الامين العام للامم المتحدة بمثابة رئيس دولة. بإعتبار أن المنظمة الدولية تمثل شخصا من أشخاص القانون الدولي”. مؤكدا بذلك أن “تصرف باسيل إزاء الأمين العام خاطئا وفي الإطار الرسمي غير لائق”.
وخلص إلى أن “سياسة لبنان الخارجية لا تتوقف على أي وزير فمجلس الوزراء هو الوحيد من يرسمها “.
كذلك، توقف عضو كتلة المستقبل النيابية النائب أحمد فتفت عند الدوافع التي جعلت وزير الخارجية يتصرف بهذه الطريقة في حديث لموقع “جنوبية” قائلا” للأسف، هذا جزء من “ولدنات” باسيل التي سبق ورأيناها في وزاراتي الطاقة والاتصالات. ولكنها، الآن تطال المصالح الوطنية وتسيئ للعلاقات اللبنانية الخارجية”.
ولفت إلى انه “القرار لم يكن شخصيا، إذ تبين لاحقا أن حزب الله هو الطرف الوحيد الذي أيّد تصرف باسيل”.
ووصف فتفت “تصرفات باسيل المتتالية بغير المسؤولة تجاه المصالح الوطنية والعلاقات الدبلوماسية في وقت، نحن بأمس الحاجة إلى العلاقات الخارجية الجيدة وكيف اذا كانت مع الامم المتحدة”. وتابع “الظاهر أن باسيل غير معني بالصالح الوطني ويتصرف كطرف سياسي”.
وخلص إلى أنه” باسيل من خلال أدائه يسيئ أولا لميشال عون وهو بالتالي يقلل من فرص الأخير لوصول الى الرئاسة بسب تأزيم العلاقات الخارجية “.
فبعد الغضب السعودي الخليجي الذي أنزل بلبنان بسبب اخفاق باسيل بالفصل بين توجهاته السياسية وأدائه الوزاري إضافة إلى قلّة الخبرة واللامسؤولية بقرارته وتصرفاته بجانب كبير هل سيرتب على لبنان بعد سقطة استقبال بان كي مون غضبا أمميّا؟
سهى جفال موقع جنوبية