النمسا "تشكك" في نجاح الاتفاق الأوروبي-التركي بشأن اللاجئين


قال الرئيس النمساوي "هاينز فيشر" اليوم السبت، إن لديه "شكوكاً حيال فرص نجاح الاتفاق المبرم بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة"، والذي يرمي خصوصاً إلى إعادة المهاجرين من اليونان إلى تركيا، مشيراً إلى أن الوضع "صعب للغاية على صعيد احترام حقوق الإنسان".

وأوضح "فيشر" في تصريحات لإذاعة "أو 1" النمساوية العامة رداً على سؤال حول النهج الذي تتبعه الحكومة التركية حيال الحقوق والحريات إن "هناك أموراً عدة تحدث في تركيا حالياً، وهو ما لا يعجبني".

وأضاف أن "الوضع في تركيا صعب للغاية عموماً، ومن أجل اتفاق مع الاتحاد الأوروبي خصوصاً"، على غرار ذلك الهادف إلى الحد من تدفق المهاجرين.

وقال الرئيس النمساوي الذي تنتهي ولايته نهاية الشهر الحالي "لدي شكوك في إمكان أن يفضي هذا الاتفاق إلى احتواء موجة الهجرة".

ويبدأ الاثنين تطبيق هذا الاتفاق، مع ترقب وصول أوائل السوريين الوافدين من تركيا إلى ألمانيا، وإبعاد الدفعة الأولى من المهاجرين من اليونان، على رغم احتجاجات المنظمات الإنسانية.

واتهمت منظمة العفو الدولية الجمعة أنقرة بإرغام عشرات اللاجئين السوريين يومياً وبصورة غير قانونية على العودة إلى بلادهم.

وفي سياق آخر أعلن عدد من المسؤولين اليوم إن تركيا تعمل على تهيئة مركزين لتسجيل المهاجرين الذين تتم إعادتهم من اليونان بموجب الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة الذي يدخل حيز التنفيذ بعد غد.

وتنتظر تركيا عودة اللاجئين من سوريين وغيرهم، الذين عبروا بحر إيجه في اتجاه اليونان إلى الاتحاد الأوروبي، بموجب الاتفاق المثير للجدل الذي وقع في 20 مارس/ آذار الماضي، لكن التفاصيل المتعلقة بشروط إعادة اللاجئين فيه نادرة، أما الهدف منه فهو وقف تدفق اللاجئين إلى الاتحاد الأوروبي.

وبدأت أشغال في منتجع "شيشما" في محافظة إزمير الواقع قبالة جزيرة خيوس إحدى الوجهات المفضلة لعدد كبير من المهاجرين، على حد قول رئيس البلدية "محي الدين دالغيتش" الذي أكد لوكالة أنباء "الأناضول" تمديد مجاري المياه والكابلات الكهربائية في مساحة 500 متر مربع قرب المرفأ، ستستخدم كمركز. وسيضم خياماً يمكن للموظفين فيها أخذ بصمات المهاجرين وتسجيلهم، وكذلك الطواقم الطبية.

ويوضح المسؤولون الأتراك أن هذه المراكز ليست مخيمات للاجئين بل سيرسلون منها الى مخيمات في أسرع وقت ممكن.

وقال رئيس البلدية: "سنعمل على أن تكون الإجراءات سريعة كي لا يبقوا فترة طويلة في المكان".

ويخشى عدد من أعضاء المجالس البلدية في غرب تركيا من أن يثير تدفق غير متوقع للمهاجرين استياء السكان ومخاوف السياح.

وقال أعضاء في المجلس البلدي في ميناء ديكيلي شمالاً الواقع قبالة جزيرة ليسبوس اليونانية، أنهم يبنون مركزاً لاستقبال المهاجرين الذين يطردون من اليونان، لكن لقطات بثها التلفزيون التركي "إن تي في" أمس، أظهرت أرضاً خالية في الموقع المحدد.

وتستعد اليونان لإبعاد حوالي 750 مهاجراً الى تركيا اعتباراً من بعد غد بموجب الاتفاق الموقع بين انقرة والاتحاد الاوروبي والهادف الى تقليص تدفق اللاجئين، حسب ما ذكرت السبت وكالة الانباء اليونانية "ايه أن ايه".

ولم يؤكد أي مصدر رسمي الخبر لكن العملية ستمتد على ثلاثة أيام بين جزيرة ليسبوس ومرفأ ديكيلي التركي، بحسب الوكالة.

وقال "يورغوس كيرتسيس" الناطق باسم وحدة تنسيق اللاجئين في اليونان، لوكالة "فرانس برس" إن "التحضيرات جارية" من دون إعطاء تفاصيل.

وتابع المصدر أن وكالة "فرونتكس" الأوروبية استأجرت سفينتين تركيتين من أجل العملية وان رجال امن سيواكبون المهاجرين.

ولم تعط السلطات اليونانية اي تفاصيل حول سير العملية التي تعرضت للانتقاد من قبل كانت مدار انتقاد من قبل المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة ومنظمات انسانية.

وتعرب المفوضية والمنظمات غير الحكومية عن قلقها من أن تتحول مراكز تسجيل المهاجرين في اليونان إلى مراكز أمر واقع لاعتقال اللاجئين الذين خاطروا بحياتهم ودفعوا ثروة للوصول إلى أوروبا وأن يتم ترحيلهم في النهاية الى تركيا.

وبحسب مصدر حكومي يوناني، فإن حوالى 400 شرطي من وكالة "فرونتاكس" سيصلون نهاية هذا الأسبوع إلى اليونان للمشاركة في العملية.

في موازاة ذلك، يجب أن تبدأ تركيا بإرسال لاجئين مباشرة إلى المانيا اعتباراً من بعد غد. وبحسب برلين، فإن الأمر يتعلق بعشرات السوريين "خصوصاً العائلات مع أطفال".

وتواجه تركيا منذ أشهر تدفقاً غير مسبوق للاجئين. ومنذ إقفال طريق البلقان نهاية فبراير/ شباط الماضي علق حوالى 50 ألف لاجىء غير خاضعين للاتفاق الاوروبي - التركي في البلاد.