‘تلاعب خفي بنتائج الانتخابات الروسية: الكرملين يؤمن أغلبية برلمانية لحزب بوتين’

3 أبريل، 2016

مع اقتراب إجراء الانتخابات الروسية في 18 سبتمبر المقبل، يعمل الكرملين جاهداً لضمان بقاء حزب “” الحاكم في السلطة. فقادة الحزب حريصون جداً على عدم تكرار سيناريو عام 2011، حين اجتاحت البلاد مظاهرات عارمة بدعوى التلاعب بنتائج الانتخابات حينها. هذه، وبدلاً من التلاعب بالنتائج بعد فرز الأصوات، يتطلع الكرملين للتحكم بأصوات الناخبين بشكل أوسع قبل أن تتم العملية الانتخابية حتى.

على أرض الواقع، بدأت حكومة باللجوء إلى تشريع قوانين جديدة تعزز سيطرة الحزب الحاكم. وبالفعل اقرت الحكومة عدداً من التعديلات القانونية المتعلقة بالنظام الانتخابي بما يصعب وصول الأحزاب إلى مجلس الدوما، ويزيد من القيود المفروضة على تسجيل الأحزاب السياسية، ويساهم في تقييد مشاركة الأحزاب ببعض المناطق ويحد من قدرة المراقبين على التنسيق ومراقبة مراكز الاقتراع.

ستساهم هذه الجهود في احتواء الأحزاب الليبرالية والهامشية إلى حد كبير، لكن الأحزاب الرئيسية تبقى هي التهديد الحقيقي لحزب “” الحاكم. يوجد أربع أحزاب رئيسية في وهي، “” بنسبة تمثيل في مجلس الدوما الحالي تصل إلى 53%، والحزب الشيوعي 20%، وروسيا أولاً 12% وأخيراً الحزب الليبرالي الديمقراطي 12%. في عام 2011،خسر ما يصل إلى 77 مقعداً لصالح الأحزاب الثلاثة الأخرى ما جعله يمتلك أغلبية طفيفة بـ 238 مقعداً.

هذا العام، يواجه الكرملين منافسة قوية من الأحزاب الأربعة الرئيسية في ، والتي يبدو أنها قد وصلت إلى اتفاق ما للعمل في الانتخابات القادمة. ووفقاً لتسريبات الإعلام الروسي، فإن الأحزاب اتفقت على عدم التنافس مع بعضها البعض في 40 من الدوائر الانتخابية صاحبة المقعد الواحد، وبدلاً من ذلك، قامت الأحزاب بتقسيم هذه المناطق بحيث يحصل كل حزب على 10 مقاعد. ومع هذه الصفقة، فإن حزب ” ” يبدو في طريقه للحفاظ على الأغلبية في البرلمان، في حين من المرجح ان تتضاخم قوة الأحزاب المعارضة وممثليها أيضاً.

ويبدو أن هذا التكتيك قد نجح سابقاً مع معظم الأحزاب في 2015 على مستوى الانتخابات الاقليمية، ولن يبدو أن الانتخابات البرلمانية باتت تجلب مزيداً من الاهتمام والمتابعة العالميين أكثر من ذي قبل. ومن المنتظر أن يحظى الوضع الاقتصادي والسياسي في على اهتمام مختلف الأحزاب خلال هذه الانتخابات. ويبدو أن الكرملين في طريقه لاحتواء رد فعل الناخبين هذه المرة. لكن يبدو فعلاً أن نتائج الانتخابات قد أقرت بالفعل، وسيكون الاختبار الحقيقي متعلقاً بقدرة على الصمود أمام رد الفعل الشعبي في حال ما ترشح لولاية ثانية عام 2018.