كيف أثّرت الحرب الأهلية السورية على حزب الله؟
3 أبريل، 2016
معهد بروكينغز –
تركيز وسائل الاعلام على تنظيم الدولة الإسلامية صرف الانتباه عن مجموعة أخرى متمردة وإرهابية في الشرق الأوسط، تسيطر على الأراضي وتتصرف وكأنها دولة، أتحدث عن حزب الله اللبناني. في شهادته الأخيرة أمام لجنة مجلس النواب في اللجنة الفرعية للشؤون الخارجية “في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وصف دان بايمان، مدير الأبحاث في مركز دراسات الشرق الأوسط، التحوّل المستمر لحزب الله، لا سيما منذ انخراطه في الحرب الأهلية السورية، وتداعيات ذلك على المنطقة والولايات المتحدة.
آثار الحرب
أشار بايمان أن حزب الله قد تتطور حتى قبل أن يجتاح الربيع العربي المنطقة. وقد حافظ التنظيم على العداء تجاه إسرائيل والولايات المتحدة. ولكن بعد أن أصبح لاعبًا مهيمنًا في السياسة والمجتمع اللبناني في العقود الأخيرة، انحرف حزب الله تدريجيًا بعيدًا عن هدف استيراد ثورة إسلامية على النمط الإيراني.
كحليف مقرب من إيران، التي تواصل تقديم مساعدات كبيرة والدعم والمشورة، تعرض حزب الله للتهديد من قِبل الانتفاضة ضد الحليف الإقليمي الآخر لإيران، بشار الأسد. ومع ذلك، جادل بايمان أنَّ الحرب في سوريا كانت مكلّفة للغاية لحزب الله. في السنوات الخمس الماضية من القتال، عانى حزب الله من سقوط ما لا يقل عن 1000 مقاتل، وهذا أجبره على توسيع عملية التجنيد. وبحسب بايمان، فإنَّ الحرب الأهلية السورية تعقّد موقف حزب الله في لبنان بشكل غير مباشر، كما أدى تدفق اللاجئين والتطرف الطائفي إلى زعزعة السلام الهش في البلاد المنقسّمة. وحذّر بايمان من أنَّ الانقسام الإقليمي المتزايد بين الشيعة والسُنة قد يجدد الصراع الطائفي في لبنان، وهذا من شأنه أن يشكّل تهديدًا خطيرًا على حزب الله.
تراجع الشعبية
كان حزب الله أحد الكيانات الأكثر شعبية في جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي. ولكن كما شَهد بايمان، كان للحرب الأهلية السورية تأثير تحوّلي على الصورة العامة لحزب الله. وعلى الرغم من تأسيس حزب الله للقتال من أجل مصالح المجتمع الشيعي اللبناني خلال الحرب الأهلية اللبنانية، كان الهدف الرئيسي للمنظمة طرد الإسرائيليين المحتلين، وهو الهدف الذي حققه الحزب في عام 2000. وهذا زاد من شعبية حزب الله على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي. كما حظي التنظيم بدعم خاص داخل لبنان من خلال توفير الخدمات الاجتماعية للمجتمعات غير الشيعة.
بحسب بايمان، دعم نظام الأسد في بسرعة في الحرب الأهلية الطائفية كان كارثة أضرت بسمعة حزب الله كحركة مقاومة إسلامية محاربة للصهيونية والغرب. وباعتبارها واحدة من التنظيمات الأكثر فعّالية عسكريًا التي تقاتل من أجل الأسد والمصالح الإيرانية، أصبح حزب الله منظمة سيئة السمعة في جميع أنحاء العالم السُني. وأضاف بايمان أنَّ دول مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية أعلنت حزب الله كمنظمة إرهابية، بغض النظر عن تاريخ حزب الله الطويل في الإرهاب، وهذا ما يوضح التحول الكبير في التصوّرات الإقليمية.
تهديد مستمر لكنه مشتت
في حين يجادل بايمان بأنّه من المرجح أن يستمر حزب الله في القتال داخل سوريا، وربما تأمين لبنان غير المستقر بالفعل، يقول إنَّ الحزب سيظلّ تهديدًا كامنًا للمصالح الإسرائيلية والأمريكية. وأوضح أنّه من غير المحتمل أن يجدد حزب الله، على المدى القصير، صراعه مع إسرائيل بالنظر إلى انتشار قواته في سوريا، ولكنه حذّر من أنَّ “الانتكاسات في لبنان أو في أي مكان آخر من شأنها أن تمنح الحزب حافزًا لاستعادة سمعته السابقة، ومن ثمّ فإنَّ محاربة إسرائيل هي واحدة من الطرق المحتملة للقيام بذلك.”
ثمة عامل محتمل آخر أشار إليه بايمان؛ وهو انهيار الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران. في حال وجود أي مواجهة مع إيران، جادل بايمان “علينا أن نتوقع وقوف حزب الله إلى جانب حليفه الإيراني.” حزب الله لا يزال يشكّل تهديدًا قويًا ويمتلك القدرة على دعم الميليشيات الشيعية، وإجراء العمليات الارهابية العالمية، وإطلاق ترسانته الصاروخية الهائلة ضد إسرائيل.
لا يوجد حل سهل
بالنسبة للولايات المتحدة، يبدو الوضع معقَّدًا للغاية. لا يمكن للولايات المتحدة أن تتغاضى عن تنامي نفوذ حزب الله وقدرته، وقال بايمان: “حزب الله هو أحد الخصوم الأكثر شراسة لتنظيم الدولة الإسلامية في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة محاربة التنظيم في سوريا ووقف نشر العنف في لبنان.” عرض بايمان ثلاث توصيات من شأنها أن تحدّ من تهديد حزب الله للمصالح الأمريكية الأساسية دون المخاطرة بصراع غير مرغوب فيه ضد بعضهما البعض:
- يجب على الولايات المتحدة أن تستمر في العمل من أجل تقوية وتوحيد واستقلال القوات المسلّحة اللبنانية، وهذا يتضمن الضغط على المملكة العربية السعودية لاستعادة مساعداتها التي تصل قيمتها إلى 4 مليار دولار سنويًا.
- يجب على الولايات المتحدة أن تقود جهود المساعدات المتزايدة للاجئين السوريين في لبنان على أمل تجنب الامتداد الكارثي المحتمل للعنف.
- يجب على الولايات المتحدة مواصلة دعمها طويل الأمد لإسرائيل للحفاظ على ردع حزب الله والعمل على ضمان عدم وجود تصعيد للعنف.
وأكّد بايمان أنَّ حزب الله يبقى منظمة قوية وحليف حاسم لإيران، مشيرًا إلى أنّ ترسانته الصاروخية والخبرة وكوادر الأفراد المحترفين تمثل تهديدًا مستمرًا لإسرائيل والولايات المتحدة. ولكن في هذه اللحظة، ينشغل حزب الله في المقام الأول بالحرب في سوريا والاحتدام الطائفي الإقليمي، وهي حالة من غير المحتمل أن تتحسن من خلال تجديد القتال مع إسرائيل أو الولايات المتحدة.
معهد بروكينغز –
تركيز وسائل الاعلام على تنظيم الدولة الإسلامية صرف الانتباه عن مجموعة أخرى متمردة وإرهابية في الشرق الأوسط، تسيطر على الأراضي وتتصرف وكأنها دولة، أتحدث عن حزب الله اللبناني. في شهادته الأخيرة أمام لجنة مجلس النواب في اللجنة الفرعية للشؤون الخارجية “في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وصف دان بايمان، مدير الأبحاث في مركز دراسات الشرق الأوسط، التحوّل المستمر لحزب الله، لا سيما منذ انخراطه في الحرب الأهلية السورية، وتداعيات ذلك على المنطقة والولايات المتحدة.
آثار الحرب
أشار بايمان أن حزب الله قد تتطور حتى قبل أن يجتاح الربيع العربي المنطقة. وقد حافظ التنظيم على العداء تجاه إسرائيل والولايات المتحدة. ولكن بعد أن أصبح لاعبًا مهيمنًا في السياسة والمجتمع اللبناني في العقود الأخيرة، انحرف حزب الله تدريجيًا بعيدًا عن هدف استيراد ثورة إسلامية على النمط الإيراني.
كحليف مقرب من إيران، التي تواصل تقديم مساعدات كبيرة والدعم والمشورة، تعرض حزب الله للتهديد من قِبل الانتفاضة ضد الحليف الإقليمي الآخر لإيران، بشار الأسد. ومع ذلك، جادل بايمان أنَّ الحرب في سوريا كانت مكلّفة للغاية لحزب الله. في السنوات الخمس الماضية من القتال، عانى حزب الله من سقوط ما لا يقل عن 1000 مقاتل، وهذا أجبره على توسيع عملية التجنيد. وبحسب بايمان، فإنَّ الحرب الأهلية السورية تعقّد موقف حزب الله في لبنان بشكل غير مباشر، كما أدى تدفق اللاجئين والتطرف الطائفي إلى زعزعة السلام الهش في البلاد المنقسّمة. وحذّر بايمان من أنَّ الانقسام الإقليمي المتزايد بين الشيعة والسُنة قد يجدد الصراع الطائفي في لبنان، وهذا من شأنه أن يشكّل تهديدًا خطيرًا على حزب الله.
تراجع الشعبية
كان حزب الله أحد الكيانات الأكثر شعبية في جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي. ولكن كما شَهد بايمان، كان للحرب الأهلية السورية تأثير تحوّلي على الصورة العامة لحزب الله. وعلى الرغم من تأسيس حزب الله للقتال من أجل مصالح المجتمع الشيعي اللبناني خلال الحرب الأهلية اللبنانية، كان الهدف الرئيسي للمنظمة طرد الإسرائيليين المحتلين، وهو الهدف الذي حققه الحزب في عام 2000. وهذا زاد من شعبية حزب الله على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي. كما حظي التنظيم بدعم خاص داخل لبنان من خلال توفير الخدمات الاجتماعية للمجتمعات غير الشيعة.
بحسب بايمان، دعم نظام الأسد في بسرعة في الحرب الأهلية الطائفية كان كارثة أضرت بسمعة حزب الله كحركة مقاومة إسلامية محاربة للصهيونية والغرب. وباعتبارها واحدة من التنظيمات الأكثر فعّالية عسكريًا التي تقاتل من أجل الأسد والمصالح الإيرانية، أصبح حزب الله منظمة سيئة السمعة في جميع أنحاء العالم السُني. وأضاف بايمان أنَّ دول مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية أعلنت حزب الله كمنظمة إرهابية، بغض النظر عن تاريخ حزب الله الطويل في الإرهاب، وهذا ما يوضح التحول الكبير في التصوّرات الإقليمية.
تهديد مستمر لكنه مشتت
في حين يجادل بايمان بأنّه من المرجح أن يستمر حزب الله في القتال داخل سوريا، وربما تأمين لبنان غير المستقر بالفعل، يقول إنَّ الحزب سيظلّ تهديدًا كامنًا للمصالح الإسرائيلية والأمريكية. وأوضح أنّه من غير المحتمل أن يجدد حزب الله، على المدى القصير، صراعه مع إسرائيل بالنظر إلى انتشار قواته في سوريا، ولكنه حذّر من أنَّ “الانتكاسات في لبنان أو في أي مكان آخر من شأنها أن تمنح الحزب حافزًا لاستعادة سمعته السابقة، ومن ثمّ فإنَّ محاربة إسرائيل هي واحدة من الطرق المحتملة للقيام بذلك.”
ثمة عامل محتمل آخر أشار إليه بايمان؛ وهو انهيار الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران. في حال وجود أي مواجهة مع إيران، جادل بايمان “علينا أن نتوقع وقوف حزب الله إلى جانب حليفه الإيراني.” حزب الله لا يزال يشكّل تهديدًا قويًا ويمتلك القدرة على دعم الميليشيات الشيعية، وإجراء العمليات الارهابية العالمية، وإطلاق ترسانته الصاروخية الهائلة ضد إسرائيل.
لا يوجد حل سهل
بالنسبة للولايات المتحدة، يبدو الوضع معقَّدًا للغاية. لا يمكن للولايات المتحدة أن تتغاضى عن تنامي نفوذ حزب الله وقدرته، وقال بايمان: “حزب الله هو أحد الخصوم الأكثر شراسة لتنظيم الدولة الإسلامية في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة محاربة التنظيم في سوريا ووقف نشر العنف في لبنان.” عرض بايمان ثلاث توصيات من شأنها أن تحدّ من تهديد حزب الله للمصالح الأمريكية الأساسية دون المخاطرة بصراع غير مرغوب فيه ضد بعضهما البعض:
- يجب على الولايات المتحدة أن تستمر في العمل من أجل تقوية وتوحيد واستقلال القوات المسلّحة اللبنانية، وهذا يتضمن الضغط على المملكة العربية السعودية لاستعادة مساعداتها التي تصل قيمتها إلى 4 مليار دولار سنويًا.
- يجب على الولايات المتحدة أن تقود جهود المساعدات المتزايدة للاجئين السوريين في لبنان على أمل تجنب الامتداد الكارثي المحتمل للعنف.
- يجب على الولايات المتحدة مواصلة دعمها طويل الأمد لإسرائيل للحفاظ على ردع حزب الله والعمل على ضمان عدم وجود تصعيد للعنف.
وأكّد بايمان أنَّ حزب الله يبقى منظمة قوية وحليف حاسم لإيران، مشيرًا إلى أنّ ترسانته الصاروخية والخبرة وكوادر الأفراد المحترفين تمثل تهديدًا مستمرًا لإسرائيل والولايات المتحدة. ولكن في هذه اللحظة، ينشغل حزب الله في المقام الأول بالحرب في سوريا والاحتدام الطائفي الإقليمي، وهي حالة من غير المحتمل أن تتحسن من خلال تجديد القتال مع إسرائيل أو الولايات المتحدة.