بيان حزب التغيير والنهضة السوري حول انتخابات الدور التشريعي الثاني


بيان حزب التغيير والنهضة السوري حول انتخابات الدور التشريعي الثاني

أيها الأخوة والأخوات : كنا نعتقد أن انتخابات مجلس الشعب لهذا الدور التشريعي ستشكل فارقا نوعيا بتاريخ بلادنا السياسي ، بل ستشكل بداية مرحلة نهوض سورية من جديد ، بعد استيعاب العبر والدروس من تجارب وممارسات الماضي خصوصا تلك الممارسات الخاطئة التي أوصلت بلادنا لما نحن فيه الآن من خراب ودمار .

وعلى هذا الأساس ومن خلال اعتقادنا الراسخ أن الإصلاحات الحقيقية تبدأ من الداخل ، قررنا في حزب التغيير والنهضة السوري أن نشارك في هذه الانتخابات بعدد من المرشحين ولكن وبكل أسف فقد صدمنا بالطريقة المزرية التي تعاملت فيها السلطة مع هذه الانتخابات ، فبدلا من أن تترك الانتخابات لتظهر الخيارات الحقيقية للشعب السوري تم فرض ما سمي زورا وبهتانا قوائم ” الوحدة الوطنية ” وهي في الحقيقة أبعد ما تكون عن الوحدة الوطنية ، هي ذاتها قوائم ” الجبهة سابقا ” والأدهى من ذلك أنها فرضت على الشعب السوري أشخاصا غير مرغوبا فيهم ولا يحققون أقل معايير الكفاءة والتمثيل الشعبي ، وهنا يحق لنا أن نسأل لمصلحة من هذه الخيارات التي أقصت عمدا أصحاب الكفاءات الهامة ، والتي نحن السوريون بحاجة ماسة لها في هذا الوقت العصيب . ؟؟؟

لقد تم التضييق على المرشحين المستقلين حيث تدخلت أجهزة السلطة بقوائم الظل وأقفلتها على من اختارتهم بذات المعايير المتدنية ، وبذلك تم إعدام الفرص أمام المستقلين الحقيقيين في مقابل زيادة أعداد المتحالفين من لون واحد ، ومن المستهجن أيضاً أن سلوك بعض المرشحين وخصوصا في مدينة حلب هو سلوك أقرب لسلوك العصابات المافياوية منه إلى أي سلوك حضاري ديمقراطي حيث يفرضون وضع ملصقاتهم في الأسواق وعلى واجهات المحلات تحت التهديد والضرب وصولاً لتحطيم بعضها وسرقة محتوياتها . إننا ندين هذه التصرفات ونعتبرها غير مسؤولة ونرى أن هذه الانتخابات لن تعبر عن حقيقة توجهات الشعب السوري كما أنها لن تشكل نقلة نوعية أو نموذجا جديا عن أي رغبة في الإصلاح كان ينتظره الناس بفارغ الصبر لإنهاء الأزمة التي أكلت الأخضر واليابس في بلادنا خصوصا أن هناك عدد من المحافظات لا يمكن إجراء الانتخابات فيها بسبب أوضاعها الأمنية وبالتالي فإن إجراء الانتخابات خارجها لن يعبر عن أراء وخيارات أهلها .

إننا في حزب التغيير والنهضة السوري نعلن انسحاب مرشحينا من هذه الانتخابات و ندعو جميع السوريين إلى القيام بكل ما من شأنه إصلاح الأداء فيها وتصويب الأمور إن أمكن ذلك ، وإلا فإن المجلس الذي سينجم عنها لن يكون أفضل من سابقيه ، ولا يمكن لنا أن نعالج الأزمة بذات الأدوات وبنفس الوسائل التي تسببت بها .

عاش نضال شعبنا من أجل الحرية والمجد لسورية دمشق في 4 نيسان 2016

أخبار سوريا ميكرو سيريا