بيان دائرة آثار بصرى الشام: بصرى الشام وتدمر أسرةٌ واحدة


8820609f-f86f-4eed-badb-fa839af85b09

دائرة آثار بصرى الشام-

جميعنا يعلم كيف أن قوات الأسد استباحت التراث الإنساني في سورية الحبيبة وقصفت مدننا التاريخية بكل وحشية وهمجيّة، وما ترتب على ذلك من دمار وخراب وسرقة ونهب لمواقعنا الأثريّة التي تحمل بين جنباتها تاريخَ وحضارة وثقافة شعوب العالم أجمع، لا سيما بعد أن اتخذت من القلاع والمدن الأثريّة ثكنات عسكرية ومنطلقاً لهجماتهم ضد المعارضة السوريّة بعد أن جعلت من الإرهاب ذريعة ومنطلقاً لقتلها وتدميرها للإنسان والتراث.

وذلك على مرأى ومسمع العالم أجمع من دولٍ ومؤسسات أمميةٍ وحكوماتٍ عربية وغربية.

كل ذلك تحت مسمّياتٍ واهيةٍ ومصطلحاتٍ لم تعرفها الحضاراتُ التي عاشت في سورية التاريخ والحضارة، وما مصطلح الإرهاب الذي جعله بشار الأسد شمّاعة يرتكز عليها، وما ظهور الجماعات المتطرفة التي عاثت في سوريا فساداً وخراباً وتدميراً وقتلاً باسم الإسلام وهم أبعد ما يكون عن الإسلام المتسامح، كتنظيم ( داعش )والميليشيات الأخرى، إلا خير دليل على أن هذا التنظيم صنيعة بشار الأسد ونظامه ،ويده التنفيذية التي تتبادل معه الأدوار في القتل والنهب والتخريب لتراثنا وحضارتنا، وقد تجلى ذلك من خلال تبادلهم لاحتلال مدينة تدمر الأثريّة التاريخية.

ومما يؤسف له: أن دول العالم فرحت كثيراً للتدمير والقصف الذي طال آثار تدمر وقلعتها أثناء طرد تنظيم داعش منها واحتلال قوات بشار الأسد لها مرة أخرى من أجل إتمام المسرحية الهزلية التي لا تنتهي فصولها إلا باستكمال تدمير المدينة الأثرية كاملاً. فبدأنا نسمع من اليونسكو والأنظمة الغربية والمؤسسات الأممية المهتمة بالتراث والحضارة بيانات استجداءٍ لعطف بشار الأسد ونظامه من أجل إعادة إعمار وترميم ما تم قصفه وتخريبه سواء على يد داعش أو أثناء قصف قواته لمدينة تدمر وآثارها.

ومرة أخرى تتناسى تلك المنظمات وتغضّ الطرف عن بقية المدن الأثرية والتاريخية التي طالها القصف والتدمير والخراب أثناء احتلال قوات بشار الأسد لهذه المدن وتلك المواقع التاريخية الممتدة على كامل الأرض السورية. وخاصة مدينة (بصرى الشام) تلك المدينة الأثرية التي تحررت من سيطرة قوات بشار الأسد قبل عام.

حيث رأى العالم أجمع وشاهد كيف احتضنت المعارضة تلك المواقع الأثرية وعملت على حمايتها والعناية بها وتنظيفها من مخلفات الدمار والخراب أثناء تواجد قوات بشار الأسد وميليشياته في تلك المدينة، وتم إنشاء هيئة ومؤسسة مدنية مستقلة (دائرة آثار مدينة بصرى الشام) تعمل على العناية بالمواقع الأثرية والاهتمام بها وترميمها وحمايتها من العبث والسرقة. كل ذلك بتعاون كامل واهتمام منقطع النظير من قوات المعارضة والجيش الحرّ ممثلاً بفرقة شباب السّنّة التابعة للجبهة الجنوبية.

وقد قمنا بإعداد دراسات ومشاريع ترميم وحماية لتلك المدينة الأثرية التاريخية وبادرنا بالاتصال بالمنظمات الإقليمية والعالمية المهتمة بالآثار والتراث وعرضنا أفكاراً وخططاً ومشاريعَ للنهوض بتلك المواقع وترميمها وحمايتها، كما قمنا بحملات توعية لكافة شرائح المجتمع بكيفية العناية بالآثار والاهتمام بها. وإلى الآن وبعد سنة كاملة لم نجد أذناً صاغية ولم نجد اهتماماً بمدينة بصرى الشام الأثرية كما حدث في مدينة تدمر لاحقاً.

وإننا إذ نضع منظمة اليونسكو والهيئات المهتمة بالتراث والثقافة والآثار أمام مسؤولياتهم وواجباتهم تجاه الاهتمام بمدينة بصرى الشام المسجلة على لائحة التراث الإنساني العالمي والاهتمام بباقي المدن الأثرية والمواقع التاريخية المنتشرة على كامل تراب سورية، فإننا ندعوهم مرة أخرى ونمدّ يدنا ونطالبهم بتقديم الدعم المادي اللازم وتدريب الخبرات والكوادر العاملة على الأرض من ( توثيق وترميم وحماية ) وندعوهم لاعتبار مدينة بصرى الشام مدينة محررة تستأهل الاهتمام والدعم، كما ندعو منظمة اليونسكو وكافة الجهات المعنية بالآثار لزيارة مدينة بصرى الشام للاطلاع على واقع العمل الميداني ومتابعة الخطط والمشاريع اللازمة لترميم تلك المواقع الأثرية وإعادة إحياء المدينة القديمة ببيوتها وساكنيها وتاريخها.

12938152_476129819245366_5536995415631961857_n

أخبار سوريا ميكرو سيريا