وسبق أن تحدث الأسد في حواره الأخير مع وكالة إعلام روسية عن مدى إحساسه “بالألم” لما يتعرض له السوريون “بالحرب والحرمان”، كما زعم، وكذلك استقبل بعضا من جرحى جيشه واعتذر لهم على قلة الإمكانيات المتاحة لمساعدتهم، حتى إن زوجته قالت وعلى الهواء إن العقوبات الأوروبية كانت سبباً بمنع وصول بعض المستلزمات الطبية لهؤلاء الجرحى، ليتبين بعدها، أن نظام الأسد قد عرض فعلاً ملايين الدولارات على مورينيو، وذلك في فيديو مسجل يظهر فيه رئيس اتحاد الكرة صلاح رمضان ويقول إنه خاطب مورينيو ولم يستبعد أن يكون مرتبه (ملايين) من الدولارات، كما ورد في الحوار المسجّل.

الفضيحة تركت أثرا كبيرا على النظام السوري بعد نشر تفاصيل العرض. فقد عبر الكثير عن دهشتهم كيف يتمكن النظام من دفع ملايين الدولارات لمورينيو بينما “يتهرب الأسد حتى من تقديم العون المادي المعقول حتى لمعوقي جيشه ومصابيه” والذين اجتمعوا به أخيرا ووعدهم بكراسيّ صناعية للمعوقين منهم، أما الذين فقدوا بصرهم فقد وعدهم بآليات تحسن وضع المعوق بصرياً!؟

وكيف أن سوريا التي “دمرها الأسد بحربه وقتل شعبها وهجّره وجوّعه”، يقدم الآن على فتح “خزائنه (العمرانة) بملايين الدولارات” من دماء وقوت الشعب “المسكين الذي يموت جوعا بعدما مات قتلاً”.

جوزيه مورينيو

تحت ضغط الفضيحة.. النظام يتراجع ويمسح إمضاءه!

ولتلافي آثار تلك الفضيحة، خرج اليوم الاثنين الأمين العام للاتحاد الرياضي العام اللواء موفق جمعة، وأنكر على رؤوس الأشهاد أن يكون وافق على التواصل مع أي أحد من المدربين مرتفعي الأجر. بل إنه أكد، كي يواري فضيحة النظام السوري، بأن البلاد “تمر بظروف صعبة لا تسمح بالتعاقد مع مدربين لهم تاريخهم الكبير في عالم الكرة”. وكما يقول السوريون: كذب بكذب وعلى عينك يا تاجر!

وحماية لنفسه، بعدما سعى لتأمين الحماية لنظامه بعد تلك الفضيحة، ينفي أنه وافق على العرض المقدم لمورينيو! كما ورد في نص البيان الذي نشر اليوم على الصفحة الرسمية للاتحاد العام.

علماً أن رئيس اتحاد الكرة، خاطب مورينيو رسميا، وقال بهذا على شاشة التلفزيون، بل إن المذيع سأله: “عندكن مصاري كتير؟” وحصل حديث عن ثلاثة ملايين دولار وأردف رئيس اتحاد الكرة “وربما أكثر” حتى إنه قال: “حتى لو أخذ المصاري “النقود” كلّها!” وأكد أن “مورينيو” أعلن عن موافقته وطلب من الاتحاد أن يراسله رسميا بذلك، على حد زعمه. بل إن كتاب التخاطب الرسمي موجود على وسائل التواصل الاجتماعي وتحدثت عنه وسائل إعلام مختلفة!

وأثار الأمر ما اعتبر “أفدح الفضائح” بحق نظام الأسد الذي دائما ما يخاطب السوريين وأنصاره عن مواساته لفقرهم وحاجتهم ومصابهم، بينما يراسل مدربا عالميا يتقاضى ملايين الدولارات، كان الأولى أن تكون “من نصيب يتامى الحرب التي شنها على شعبه، أو أقله يتامى ومصابي جيشه” الذين ظهروا معه في الفترة الأخيرة وحدّثهم بالحرف الواحد: “نقدم لكم ما توفره الإمكانيات” وعبرّ عن نقصها في عدة تعابير في تلك المناسبة!

بعد الفضيحة بيان ينفي ما أكده مسؤول آخر

خروج الأمين العام للاتحاد الرياضي العام لينفي ما قاله رئيس اتحاد الكرة على شاشة التلفزيون بقول البيان “نفى المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام ما يكتب في بعض المواقع الالكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي عن موافقة القيادة الرياضية للتواصل مع مدربين أجانب معروفين بكرة القدم من أجل تدريب منتخب سوريا”، يعدّ فضيحة إضافية في الموضوع الذي أثار جدلا واسعا وسخرية جعلت بيان الاتحاد الرياضي العام وبلسان اللواء موفق جمعة “يستغرب عبارات التهكم والسخرية التي تنطلق من قبل البعض”.

خصوصا أن رئيس اتحاد الكرة لا يمكن أن يخاطب مدربا أجنبيا بدون موافقة أصولية من رئيسه اللواء موفق جمعة أمين الاتحاد الرياضي العام، والأخير لا بد ويتلقى موافقة من رئيسه هو الآخر كي يوافق على عرض ملايين الدولارات على مدرب أجنبي. لأنها مسألة مرتبطة بالميزانية العامة للدولة.