on
حياة 350 مصاباً بـ (الثلاسيميا) مهددة إثر توقف المركز الوحيد في الشمال السوري
الأثاربي: المصدر
علّقت مديرية صحة حلب الحرة عمل مركز أمراض الدم الوراثية “الثلاسيميا” في ريف حلب الغربي، وهو الوحيد في الشمال السوري الخاضع لسيطرة الثوار، بسبب عدم توفر أي منظمة ترعى المركز، ما يهدد حياة المئات من المصابين الذين يحتاجون لعناية دورية.
وكان افتتح منذ أقل من عام في مدينة “الأتارب” بريف حلب الغربي مركزاً لأمراض الدم الوراثية ” الثلاسيميا” تحت رعاية مديرية صحة حلب الحرة، والذي يهدف لتقديم علاج للمصابين بهذا المرض، والذين يقدر عددهم بأكثر من 350 مريضاً.
وبعد توقف الدعم منذ عدة أشهر عن المركز، أبلغت مديرية صحة حلب الحرة منظمة فريق الصحة المنبثق عن منظمة الصحة العالمية بخطورة وضع المركز، وأنه مهدد بالإغلاق، ولم تتلق المديرية رداً رسمياً بهذا الشأن، ما اضطرها لتعليق عمل المركز.
وينتج هذا المرض عن خلل في الجينات الوراثية نتيجة فقر الدم المزمن، وهو مرض قد يسبب الوفاة عند المصابين به، فهو يؤثر في صنع الدم، ويصيب الأطفال في مراحل عمرهم المبكرة.
“المصدر” زارت المركز، وبعد انتظار لساعات حضرت ممرضة تعمل فيه، وبدأت بتقديم ما يمكن تقديمه للمرضى الذين قطعوا مسافات طويلة.
وقالت الممرضة في حديث لـ “المصدر” إن دوامهما في المركز يوم الأحد والثلاثاء والخميس من كل أسبوع، ومعدل عدد المرضى وسطياً كل يوم دوام من هذه الأيام بين 15 و20 طفلاً بحاجة لنقل دم، ويأملون دعم هذا المركز من أجل الاستمرار في تقديم الخدمات العلاجية للأطفال المرضى.
وأكدت أنهم سيستمرون في تقديم ما يمكن تقديمه خدمة لهؤلاء الأطفال المرضى وفق ما هو متاح، رغم أنهم ومنذ الشهر العاشر من العام الماضي لم يتقاضوا أي أجور، وأشارت إلى أن المركز لا يوجد فيه أبسط المستلزمات الطبية، حيث يكلَّف المريض بشراء ما يحتاجه لمرضه من الصيدليات.
وفي حديث لـ “المصدر”، قال الطبيب “حسن عبيد” إن مركز “الثلاسيميا” في الأتارب مغلق بسبب توقف الدعم المالي واللوجستي، وكان المركز يخدم أكثر من 300 طفل مصاب بداء “الثلاسيميا”، والذين يحتاجون إلى نقل دم متكرر، ومواد دوائية بشكل دائم.
ووجه “عبيد” نداءً الى كل الجهات الداعمة لتقديم دعم لهذا المركز، ولإعادة البسمة لهؤلاء الأطفال المرضى، “فيكفي فوق أزمتهم التهجير، والنزوح، وغيرها، وفوق ذلك غياب الدعم الدوائي؟، هذه مشكلة تحتاج إلى حل”.
وقال أب لثلاثة أطفال مرضى “بالثلاسيميا” من ريف حلب الجنوبي، ويسكن حالياً في مخيم أطمة الحدودي، لـ “المصدر”، أعاني كثيراً في إحضار أولادي الثلاثة إلى مركز أمراض الدم الوراثية في الأتارب، وأنقلهم على دراجتي النارية، لأنني لا أملك أجر سيارة خصوصية، وأناشد الجهات الداعمة تقديم ما بوسعها لهذا المركز، ونتمنى إبدال السلال الإغاثية بدعم طبي لهذه المراكز.
وأردف، منذ تسع سنوات وأنا أعاني من مرض أطفالي الثلاثة، وعتبي على بعض المنظمات التي تدعم حلم الطفل، وكأن أولادنا نكرات لا قيمة لهم، ولدي قناعة أنهم أهم من الأيتام، أتمنى الموت على ألا أرى أطفالي أمامي يعذبون ويموتون ببطء.
ومن جهته، نازح من ريف حمص قال لـ “المصدر”، منذ أربع سنوات وأنا أتنقل مع أولادي المرضى من مكان إلى آخر، وانتقلت إلى ريف حمص الشرقي بعد أن دمرت قوات النظام بيتي، وهناك “الطائفة العلوية” يضعوننا أمام خيارين إما تأييد للنظام أو ممنوع الدخول إلى مراكز الدم، لأن الدم والعلاج عندهم للمؤيدين فقط.
“أم أحمد” سيدة من بلدة الهبيط بريف إدلب، ترافق ابنتها المريضة، وتشكو حالها إلى الله وتقول: “نأمل من الداعمين، والجهات المعنية تأمين الدواء اللازم لهؤلاء الأطفال، لأننا لا نستطيع تأمينه، ولا يوجد هذا الدواء إلا في تركيا، ويكلفنا الكثير من المال لتأمينه”.