مغتربو درعا ينقذون ذويهم من ارتفاع جنوني في الأسعار


مغتربو درعا ينقذون ذويهم من ارتفاع جنوني في الأسعار (1)

يعرب عدنان: المصدر

انعكس الارتفاع الاخير في سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي بشكل سلبي على حياة الأهالي في المناطق المحررة، بعد وصوله إلى 520 ليرة مقابل كل دولار. وكان تأثير الارتفاع واضحاً على حركة الأسواق في المحافظة وعلى حركة النقل بسبب ارتفاع أجور المواصلات.

يقول محمد العيسى وهو صاحب محل تجاري التقته “المصدر” إن ارتفاع سعر صرف الدولار الأخير كان له تأثير كبير على الأسواق، حيث أن معظم تجار الجملة في المحافظة توقفوا عن البيع وأغلقوا محالهم بسبب التفاوت الحاصل في سعر الصرف، بينما اعتمد باقي التجار على البيع بالدولار بدل من البيع بالليرة السورية.

ويؤكد العيسى أن ظاهرة الاحتكار بدأت تظهر بشكل واضح في أسواق المحافظة من خلال امتناع التجار عن البيع.

وعن نسبة الارتفاع، يوضح أن ارتفاع أسعار السلع يتفاوت من سلعة إلى أخرى ولكن بنسبة تتراوح ما بين 40 % و150 %، وحركة البيع تنخفض بنسبة كبيرة بسبب الارتفاع الحاصل في الأسعار وثبات الدخل بالنسبة لمعظم الأسر.

الراتب يكفي لـ 5 كيلو ثوم

يشير التاجر محمد إلى رؤوس الثوم في محله ويضيف أن أسعار بعض السلع وصلت إلى مستويات قياسية، وأصبحت فوق طاقة معظم شرائح المجتمع حيث ان سعر الكيلوغرام من الثوم وصل إلى أربعة آلاف ليرة في حين يصل متوسط الدخل الشهري للأسر فقط إلى 20 ألف ليرة، وهو لا يكفي سوى لشراء باقة تزن خمسة كيلوغرامات من الثوم.

الأطفال هم الضحية

قاسم الزعبي وهو أحد المواطنين في بلدة صيدا بريف درعا الشرقي قال إنه لم يعد هناك اي مجال للمقارنة ما بين دخل الأسرة وأسعار السلع في أسواق المحافظة، حيث أن أي أسرة أصبحت تحتاج لمبلغ يتجاوز 150 ألف ليرة للعيش بشكل متوسط، بينما ما يزال دخل الأسر بشكل متوسط لا يتجاوز برأيه 25 ألف ليرة، لذا بدأت الأسر بالبحث عن موارد دخل ثانية وكان ضحية تلك الاطفال الذين خرج قسم كبير منهم إلى سوق العمل بهدف تأمين مستلزماتهم بعد عجز أسرهم عن الاستمرار بتأمينها.

راتب الموظف لا يكفي للمواصلات

وبدوره يشير عيسى الرفاعي وهو موظف سابق بالقطاع العام، إلى أن معظم الموظفين من أبناء الريف في درعا توقفوا عن الذهاب إلى دوائرهم لمجموعة من الاسباب كان أبرزها ارتفاع أجور المواصلات، حيث بات الموظف يحتاج لمبلغ 1000 ليرة بشكل متوسط كأجور مواصلات بشكل يومي إلى مركز المحافظة، بينما لا يتجاوز راتب معظمهم 30 ألف ليرة ما أجبرهم على توقف عن الذهاب الى وطائفهم.

ويشير إلى ان النظام توقف منذ بداية العام عن دفع رواتب الموظفين بعقود سنوية، وكان منهم المعلمين الموظفين كوكلاء، حيث لم يسلمهم النظام أي أجور منذ بدا العام الدراسي.

وعناصر الجيش الحر

إبراهيم الحريري هو أحد عناصر الجيش الحر في محافظة درعا قال إن راتب عناصر الجيش الحر في المحافظة يتراوح ما بين 15 و20 ألف ليرة، بينما يصل سعر علبة السجائر إلى 500 ليرة، أي ان عنصر الجيش الحر المدخن يحتاج بشكل وسطي إلى مبلغ 15 ألف ليرة ثمن سجائر، وهذه ما دفع عدد من عناصر الجيش الحر للتخلي عن سلاحهم بهدف تامين قوت يومهم ومستلزماتهم اليومية.

التعويل على المغتربين

وأفاد الناشط خالد الزعبي إلى أن ما ساعد أهالي المحافظة على الصمود في وجه موجة الارتفاع الجنوني في الأسعار هو وجود أعداد كبيرة من أبناء المحافظة في المغترب حيث أنه لا يكاد يخلو بيت من بيوت محافظة درعا من مغترب أو أكثر وهو الأمر الذي ساعد قليلاً باستمرار الحركة التجارية في المحافظة، وساهم بإيجاد فرص عمل جديدة حيث انه لم يعد هناك تعويل على الوظائف في القطاع العام في الدولة بينما توجهت بعض مناطق المحافظة إلى افتتاح مراكز تسوق مدعومة تكون نسبة الأرباح فيها منخفضة بالمقارنة مع أسعار السوق.

مغتربو درعا ينقذون ذويهم من ارتفاع جنوني في الأسعار (2)

مغتربو درعا ينقذون ذويهم من ارتفاع جنوني في الأسعار (3)

أخبار سوريا ميكرو سيريا