انتقال الكاتب والمناضل حسين العودات الى ذمة الله
7 أبريل، 2016
توفي في دمشق بعد ظهر اليوم الكاتب والمعارض السوري البارز حسين العودات عن عمر يناهز الثمانين عاماً بعد مرض لازمه في السنوات الأخيرة.
والراحل العودات أحد أبرز رموز المعارضة السورية منذ بدايات العقد الماضي، حيث كان وسط المؤسسين للحراك الثقافي والاجتماعي والسياسي السوري بعد العام 2001 المعروف ب”ربيع دمشق”، وشارك في حينه بتأسيس لجان إحياء المجتمع المدني، وكان بين قياداتها، كما شارك في نشاط المنتديات التي أطلقها السوريون للبحث والنقاش في الوضع السوري وحوله، وجرى اعتقاله من قبل الأمن السياسي في حينه، ثم شارك في تأسيس إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي عام 2005 بوصفه تحالف المعارضة الرئيس في سوريا.
وبعد انطلاق ثورة السوريين في العام 2011، كان العودات بين ابرز مؤيديها والمشاركين فيها، مما عرضه للملاحقة والمتابعة الأمنية مرات كثيرة، وشارك في العام 2011 بتأسيس هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديمقراطي، كما كان بين المشاركين النشطين في مؤتمر المعارضة السورية بالقاهرة عام 2015.
وإضافة إلى نشاطه في صفوف المعارضة السورية، كان المرحوم العودات بين كبار الصحافيين والكتاب السوريين. ففي مجال الصجافة، أسس العديد من المنابر الإعلامية بينها وكالة الصحافة العربية السورية “سانا” في العام 1966، وجريدة أخبار العرب 1990، وكتب في عشرات الصحف والدوريات العربية مقالات ودراسات، كان من آخرها كتابة مقال أسبوعي في موقع “مدار اليوم” الالكتروني 2015، وقد توقف عن متابعتها بسبب مرضه الأخير.
وفي المجال الثقافي، ترك العودات بصماته البارزة في الواقع الثقافي. فقد أسس وتولى إدارة دار الأهالي للطباعة والنشر في دمشق عام 1987، التي تعد إحدى أهم دور النشر العربية، وألف العديد من الكتب من بينها الموت في الديانات الشرقية، العرب النصارى، المرأة العربية في الدين والمجتمع، الآخر في الثقافة العربية، وثائق فلسطين (1879– 1987)، وشارك مع آخرين في تأليف كتب بينها موسوعة الصحافة في بلاد الشام، وتولى الإشراف على موسوعة المدن الفلسطينية.
الراحل حسين العودات من مواليد قرية أم المياذن من ريف محافظة درعا عام 1937، حصل على ليسانس في الجغرافيا، وآخر في اللغة الفرنسية من جامعة دمشق، كما حصل على دبلوم في الصحافة.
انخرط بداية حياته في سلك التعليم، فعمل مدرساً مابين 1956-1963، ثم مديراً للتربية في درعا 1964-1966، ومحاضراً في قسم الصحافة بجامعة دمشق 1985-1986، وتولى العديد من الوظائف الرسمية في الدولة السورية.
برحيل حسين العودات، تخسر سوريا واحداً من أعلامها الكبار، مناضلاً ومثقفاً وكاتباً وصحفياً بارزاً تجاوز حضوره الواقع السوري الى العمق العربي طوال عقود متواصلة من الزمن.
المصدر: مدار اليوم