تدمريون ضحايا تحريرهم… 110 ألف نازح يبحثون عمّن يؤويهم
7 نيسان (أبريل - أفريل)، 2016
رشا دالاتي: المصدر
لتسليط الضوء على معاناة أهالي مدينة تدمر المشردين وتدارك الكارثة الإنسانية المقبلة عليهم، أطلق ناشطو المدينة حملةً (تدمريون ضحايا تدميرهم) على مواقع التواصل الاجتماعي، بغية إنقاذ 110 آلاف تدمري شرّدوا من جديد في مختلف أنحاء البلاد.
وبحسب عضو تنسيقية المدينة الناشط ناصر الثائر فإن آخر إحصائية قدرت أن 110 آلاف شخص نزحوا من تدمر في هجمة قوات النظام المدعومة بالطيران الروسي والتي انتهت بسيطرة قوات النظام على المدينة العريقة.
وبحسب بيانٍ للحملة، فقد اتجه 30 ألف من التدمريون إلى الرقة، و25 ألف إلى مدينة إدلب وريفها، و25 ألف قد دخلوا المخيمات والأراضي التركية، و10 آلاف في ريف دير الزور، و10 آلاف في مناطق النظام، و5 آلاف في ريف حلب، و5 آلاف في مخيم الرقبان على الحدود الأردنية.
وأشار البيان إلى جميع النازحين ما عدا المتواجدين في مناطق النظام، يعانون من ظروف قاسيةٍ جداً وشح حقيقي من كافة المستلزمات المعيشية، ونقص في أدوية الأمراض المزمنة وانتشار أمراض عديدة بينهم كاللشمانيا وغيرها بعد افتراشهم المدارس والمساجد وغياب الرعاية الصحية عنهم.
وأضاف البيان: وبناءً على ذلك، نناشد كافة الهيئات والمنظمات والمؤسسات الثورية والإغاثية بما فيها الائتلاف الوطني والحكومة المؤقتة النظر بعين الرأفة وتقديم يد العون والمساعدة لأهلنا الذين جار الزمن عليهم، ونناشد أهلنا في المدن السورية الرأفة والرحمة بأهلنا ومراعات ظروفهم التي لم تقصّر مدينتنا المكلومة باحتواء ومساعدة نازحيهم سابقاً.
وأشار الناشط الثائر في حديثه لـ “المصدر” إلى أن النظام سمح للنازحين الذين كانوا يقطنون في مناطق سيطرته بالعودة إلا منازلهم، إلا أن العدد الأكبر منهم فضل عدم العودة إلى منازلهم التي تحولت إلى أنقاض.
وحول موجات النزوح من المدينة أوضح البيان أنه ومنذ سيطرة تنظيم “داعش” على المدينة في أواخر شهر أيار/مايو من العام 2015 الماضي، بدأت حملات نظام الأسد وروسيا الانتقامية من المدينة وأهلها بحجة محاربة التنظيم بشتى أنواع الأسلحة المحرمة دوليّاً بدون رحمة، بحسب البيان.
وأضاف بيان الحملة إن هذه الظروف أجبرت المدنيين على خيار مغادرة المدينة للبحث عن مكان آمن أو أخف من ناحية قصف النظام وممارسات التنظيم، والبحث عن مصدر للعيش والحياة مستغنيين عن كل ما ملكوا قسراً لا طوعاً، وحتى بعد سيطرة النظام على المدينة، لم يترك مجال للمدنيين بالعودة بعد حرق وسرقة منازلهم والانتقام منهم من قبل الميليشيات الطائفية.