on
داود البصري يكتب: الفلوجة تستغيث…انقذوا الأبرياء
07/04/2016
داود البصري
مايجري في العراق من حروب داخلية بشعة، ومن تصفيات طائفية مروعة، جعل من الوحشية والإنتقام سياسة منهجية في عرف السلطة التي تدير ملفات الصراع بطريقة بدائية متخلفة تنفذها العصابات الطائفية المسلحة عبر ميليشيات الموت والدمار التي تقف خلفها أحزاب السلطة المرتبطة بالأجهزة المخابراتية الإيرانية. فوسط عالم لايرحم، وفي خضم تهديدات قوى الظلام والتخلف والجريمة والطائفية الرثة المدمرة، تدور اليوم أعنف وأبشع صور الإرهاب السلطوي الموجه ضد الشعوب على شكل حروب إبادة جماعية في قلب القرن الحادي والعشرين، وأمام كاميرات الدنيا وعدساتها، بل أمام المنتظم الدولي الذي يقف عاجزا مرتبكا عن إيقاف المأساة أوتخفيف أضرارها على الأقل! في مدينة المساجد، وأرض البطولة والشهامة والكرامة مدينة الفلوجة العراقية التي دخلت التاريخ بحجم تضحياتها الأسطورية، وبدورها الوطني المقاوم، وبعد 13 عاما على الإحتلال التدميري الأميركي، تدور اليوم أبشع صور القتل الجماعية للشعوب، وتتكرر مآس مروعة عاشت البشرية مآسيها وكنا نتصور أن زمن الإرهاب الجماعي قد إنتهى وولى مع قيم العصر الجديد العولمية، فإذا بنا نفاجأ بأن حجم الإرهاب الموجه لإستئصال الشعوب قد تضاعف وأشتدت وطأته الثقيلة، وإن الحديث عن حماية الإنسان مجرد يافطات نفاق ترفع وقت الحاجة، وتختفي في أغلب الأوقات!، فحجم الدمار الذي حل على رأس مدينة الفلوجة وأهلها لايمكن تصوره ولا وصفه طيلة ثلاثة عشر عاما من عمر الإحتلال وأدواته لاحقا. تحملت المدينة الصامدة الأبية ما تحملت من الكوارث الإنسانية، وعمليات القصف والتدمير والتهجير ومحاولة إفناء تلك المدينة كما أعرب عن ذلك علنا كثير من قادة الحشد الإرهابي الطائفي ومنهم الإرهابي أبومهدي المهندس (جمال جعفر) الذي أوعد وأربد وهدد ودعا لتدمير الفلوجة على رؤوس أهلها الكرام بعد أن وصفها بكونها «رأس الأفعى»، وهونفس تصرف وأسلوب الإرهابي هادي العامري قائد قوات الحشد الذي وعد جماهيره بصلاة العيد قبل عام مضى في الفلوجة وعلى جثث أهلها، وهو الأمر الذي لم يستطع تحقيقه ولن يحققه مهما طال أمد المعاناة وأشتدت وطأة الحصار، وتصاعدت أحقاد الحاقدين المرضى!، الفلوجة ستبقى رمزا للكرامة والمقاومة ومصنعا للرجال الذين إشتروا الدنيا بالآخرة ورسخوا معاني العروبة والإسلام والإباء والشهادة خير ترسيخ. مدينة المساجد تعاني اليوم من حصار خانق أجهز على مواطنيها من الأطفال والنساء والمرضى، وهوحصار إرهابي تمارسه سلطة غاشمة فشلت في الدفاع عن المدينة وتخلت عن واجباتها القانونية والدستورية في الوقوف الى جانب مواطنيها، وتفننت في تكريس منهج عدواني وإدارة حصار ظالم لم يستثن منه الرضيع ولا الشيخ ولا المريض ليسجل التاريخ ان فظائع تجري في الشرق بشكل ممنهج ومخطط ومتزامن وبالادوات نفسها المشبوهة المريضة ضد أحرار المنطقة، فمدينة الزبداني ومدينة مضايا بريف دمشق عانتا ولا تزالان من الحصار الإرهابي الظالم من دون أن تركعا إلا لرب العزة والجلال، وأنضمت لهما مدينة الفلوجة بصمودها الأسطوري ومعاناتها من أسوأ حصار مزدوج يقوم به تنظيم الدولة والجماعات المسلحة وتشاركهم فيه الحكومة التي فشلت في حماية المنطقة لتتفنن في إستهداف وقتل الأبرياء الأمر الذي خلق صوراً رهيبة للمعاناة الإنسانية المتراكمة في ظل صمت وعجز الدول الكواسر التي تراقب الموقف بأنانية مفرطة وبإبتعاد تام عن ممارسة واجباتها في تطبيق القانون الدولي وفي حماية المدنيين عند الحرب والإكتفاء بالفرجة المرعبة على الوحشية والفاشية ومصارع الأبرياء. لقد ضج العالم بمعاناة الفلوجة وأهلها، وتحركت المنظمات القانونية لإدانة جريمة الحصار المزدوج الذي يشكل جريمة حرب واضحة ضد الإنسانية لم تراع فيها الحدود الدنيا لوثيقة حقوق الإنسان الدولية، الإنسانية تسحق وتضطهد، والعالم الحر أمام مسؤولية أخلاقية وقانونية تتطلب ممارسة أقصى درجات الضغط لحماية المدنيين وتجنيبهم ويلات حملات إنتقام بشعة لا ناقة لهم فيها ولا جمل، لابد من إقرار آليات ومبادئ وأسس ومتطلبات تحمي الإنسانية، وتفرمل وتمنع عمليات الإنتقام بكل أبعادها الطائفية والسياسية الرثة، لقد سقط حتى اليوم أكثر من عشرة آلاف ضحية بريئة في جريمة حصار لاتريد أن تطوي أوراقها وبما يمثل وصمة عار في جبين الإنسانية التي أنتهكت وبطريقة جعلت من المجتمع الدولي للأسف عنصرا مشاركا في الجريمة، إنقذوا الإنسانية الذبيحة في فلوجة الأحرار، لا لقتل المدنيين، وأرحموا من في الأرض، يرحمكم من في السماء. – See more at: http://al-seyassah.com/%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D9%88%D8%AC%D8%A9-%D8%AA%D8%B3%D8%AA%D8%BA%D9%8A%D8%AB-%D8%A7%D9%86%D9%82%D8%B0%D9%88%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%A1/#sthash.3E5agnf6.dpuf
المصدر: السياسة
الوسوم :الفلوجة داعش داود البصري
مقالات مشابهة
قد يُعجبك أيضاً
ارسل عبر الواتس ابيوشكا فيشر لطالما اتسمت العلاقات بين أوروبا وتركيا بالتناقض ...