on
عندما تحاضر العاهرة بالشرف ! بقلم طه عز الدين
أمام كل ما يعانيه الشعب السوري من قتلٍ وخطفٍ وتشريدٍ أو تهجيرٍ قسريٍّ على يد أسقط نظامٍ عرفه التاريخ، وبعد أن نأى معظم أبناء النخب الثقافية والفنية بأنفسهم عن هذه المأساة. على عكس الممثلة الأميركية أنجلينا جولي رسولة السلام لمخيمات النازحين السوريين الذين هجرتهم عصابات الأسد وربيبته داعش. يعمل ممثلو النظام ومثقفوه، وأقول ممثلو النظام لأنهم ليسوا ممثلي الشعب السوري بعد تجاهلهم لمعاناته وتنصُّلهم من واجبهم الفني المهني والإنساني تجاهه وتجاه ثورته العظيمة، ويعملون على طمس التاريخ و تشويه الحقيقة من خلال اختصار كل ما جرى بتصوير المعاناة، ويكونون بذلك قد بدؤوا كتابة التاريخ من النهاية متجاهلين تضحية وعظمة هذا الشعب وصموده اللامحدود بوجه السلطة القمعية، فيصورون لنا ثلاثيةً أبطالها ممثلون منفصمون أقرب للشبيحة تلمع بينهم أمل عرفة وسعد مينا بفيضٍ من الدموع واستثمارٍ رخيصٍ لقوارب الموت التي نقلت مئات الآلاف من المقهورين السوريين بعيداً عن وطنهم المحتل من عصابة يؤيدها أبطال الثلاثية ويتباكون تمثيلاً على أنغام أنشودة “موطني”، في حين أن كل دمار سوريا و شهدائها لم يؤثروا بأحساسيهم شيئاً، بل يستمتعون بالنوم على أصوات مدافعها التي تقصف الريف الدمشقي من قربهم! ثم يتاجرون بمعاناة المهجرين على طريقة المسلسل الإسرائيلي DIG الذي يصور حي سلوان المقدسي على أنه حديقة داوود اليهودية دون الحديث عن مصادرتهم وهدمهم لمنازل الفلسطينين لاحتلال هذا المكان. وهناك من تأثر و لا ألومه.
ولكن أليست هذه جريمة أخرى بحق الشعب من خلال إخفاء الحقيقة واختصار معاناته بالجوع والخوف والبحث عن الملاذ الآمن؟!!
كنت لأقف صامتاً لو أنهم تحدثوا عن جرائم داعش والنظام ولم ينصفوا الجيش الحر كنت لأقول أنهم يقفون على الحياد، ولكنهم تعمَّدوا تجاهل الثورة التي اتخذها الشعب السوري طريقاً للمستقبل، ولن يرجع عنها حتى ينتصر.
وفي النهاية لا يسعني إلا التوجه بالشكر إلى كل من مي سكاف، ولويز كريم، وعبد الحكيم قطيفان، وفارس الحلو، ويارا صبري، ومازن الناطور، والراحل الكبير خالد تاجا، ذكرتهم كباقةٍ من بستانٍ ثوريٍ جميلٍ مفعمٍ بالخير والثبات حتى النصر.
بقلم طه عز الدين
ناشط حقوقي مستقل.