‘غسان المفلح يكتب: أوباما الأسد… الجريمة المستمرة’
8 نيسان (أبريل - أفريل)، 2016
غسان المفلح
من المفترض ان تنطلق الجولة المقبلة لمفاوضات جنيف في 11 ابريل الجاري. سنشاهد كالعادة في هذه الأيام وكحال كل جولة، لعبة عض أصابع من جديد. طبعا بين كل الأطراف، بما فيها روسيا واميركا. إيران تعلن رسميا عن مشاركة قواتها البرية، في قتل الشعب السوري عبر ارسال اللواء 65 من قواتها هذه إلى سورية.
دون أي تعقيب دولي من أي نوع كان. أوباما ينتقد حرية الصحافة في تركيا اثناء زيارة اردوغان لواشنطن. في مقابل عدم انتقاد حرية القتل والجريمة في سورية. بعض المعارضة الآن لديها وهم ان هنالك احتمالاً روسياً في تغيير الأسد. حاول الروس زرع هذا الوهم، عبر فبركات إعلامية او بالونات اختبار. خلالها كان قتل السوريين قائماً على قدم وساق. واوباما ثابت على موقفه في عدم إيجاد أي حل لوقف الجريمة. حاولت قبل فترة وجيزة اقناع دبلوماسي غربي سابق، أن الأسد وروسيا وإيران هم من دمروا سورية وبقرار اسدي. كان رده ملفتا للنظر بالنسبة لي عندما رد بالقول: باراك أوباما هو من اتخذ القرار بتدمير القرى والمدن السنية في سورية!! بوساطة من ذكرتهم. اكمل حديثه بالقول: عموما اذا تمت محاكمة الأسد ورجاله في محكمة دولية، يكون كلامك صحيحاً، لكن الأسد لن يحاكم حتى لو تمت تنحيته. لأن قرار الجريمة دولي بزعامة إدارة أوباما. بالعودة إلى قرارات أوباما، التي منع فيها مرات كثيرة إسقاط الأسد، كما ذكرت صحيفة “الديلي تلغراف” البريطانية. على افتراض ان هذا تحليل صحافي، لكن المؤكد أن أوباما مثلاً هو من أوقف معركة تحرير دمشق 2013. هذا مؤكد. هو من رفض قيام منطقة آمنة في شمال او جنوب سورية. هو من يرفض ارسال قوات برية عربية تركية للقضاء على “داعش” في سورية، كما أعلنت عن ذلك المبادرة التركية السعودية. الكشف عن فساد الأسد ورجاله في وثائق بنما، في هذا التوقيت بالذات يشير أيضا، إلى أنه من المفترض أن يتغير موقف أوباما ولو قليلا تجاه الأسد. فاسد ومجرم وبالوثائق الدامغة. مع ذلك تخرج التصريحات الاميركية، ولا كأن شيئا حدث. لا يعني هذا الكلام ان للاسد قيمة شخصية لدى أوباما. لكن قيمته أنه نفذ الجريمة الاوبامية بأكمل صورة. طبعا إذا أخذنا بعين الاعتبار أن جون كيري هو عراب آل الأسد التاريخي منذ زمن بعيد، هذه لا تحتاج لبرهان، يمكن سؤال كيري عن المطعم الدمشقي.
جون كيري عندما كان عضوا في الكونغرس، كان الشخصية الأبرز في اللوبي الأميركي المساند لإيران وآل الأسد. ما اريد قوله هنا: اذا كان لاوباما خط أحمر في سورية فهو الأسد وليس غير ذلك، بمعنى أن أوباما لا يعنيه الأسد إلا بقدر تنفيذه للجريمة بحق الشعب السوري، وليس كرئيس للبلاد أو للطائفة العلوية.
كما تشيع بعض أوساط مقربة من إدارة أوباما، أن إدارة أوباما تتعامل مع الأسد مجبرة بوصفه ممثلا للطائفة العلوية، من ضمن حرصها على التعامل مع الأقليات كأولوية في سورية. نحن على اعتاب جولة جنيفية جديدة، المعارضة متمسكة بموقفها، في رحيل الأسد وقيام حكم انتقالي. مع ذلك نقول إن تدمير سورية هو قرار اسدي. معرفة أوباما بهذا الامر واستثماره في دماء أطفالنا، لا تعني انه هو من اتخذ القرار. لكن أوباما اتخذ قراره بحماية المجرم، حتى اكتمال جريمته التي لم تكتمل بعد بنظر أوباما وطاقمه. سيرحل أوباما بعد ان يترك خلفه وضعا سياسيا سوريا معقدا، لا يستطيع احد بعده إيجاد حل يضمن وقف الجريمة قبل اكتمالها. لهذا جنيف فقط من أجل تسويق بقية الأشهر المتبقية من حكم أوباما. تسويق هذه الفترة يعني المزيد من القتل والتغيير في اللوحة الداخلية السورية نحو اللاحل. لو كان بوتين يمتلك قرار رحيل الأسد، لما كان هنالك داع لجنيف من أساسه. الخط الأحمر الوحيد سورية في حياة أوباما و ان يستمر الأسد في جريمته. بعدها سيتحول أوباما إلى أهم عضو كونغرس في اللوبي المساند للأسد وايران. هذا موقعه الطبيعي، وسيتزاحم مع جون كيري على هذا الموقع بعد انتهاء ولايتيهما، لأنه يحتوي مكتسبات مالية من مصارف بنما الاسدية. جنيف لن يأتي بنتيجة.
المصدر: السياسة