قاشوش اللطامنة ينشد لمجزرة مدينته في ذكراها الرابعة
8 نيسان (أبريل - أفريل)، 2016
عبد الرزاق الصبيح: المصدر
“سجل يازمان، في 7 نيسان… مجزرة بوادينا… جلها أطفال….. ضيعتنا معلش… الحرية غالية”، يجلس قاشوش اللطامنة أبو عبد الله ينشد بصوته الحزين بين قبور شهداء أزهقت أرواحهم سكاكين وبنادق أبناء بلدهم.
شواهد القبور تشهد “الشهيد فلان” بجانبه تماماً قبر الشهيد الثاني والد فلان، قبور فوقها قبور في وادي المدينة الذي يتوسط تلالاً تظهر فيها منازل البلدة، ولكن لا طير يطير ولا سير يسير في مدينة يقول عنها قاشوشها “بالنار ضربتونا وشردتوا الأهالي… يا ظلم عنا زيح، ماتوا الأهالي”
بوم أمس الخميس صادف يوم الذكرى الرابعة لمجزرة السابع من نيسان في مدينة اللطامنة بريف حماة الشمالي، والتي راح ضحيتها سبعون شخصاً من المدنيين، معظمهم من أطفال المدينة ونسائها، قضى معظمهم ذبحاً وإعداماً ميدانياً في اقتحام المدينة في السابع من نيسان من عام 2012.
وكانت قوات النظام ارتكبت المجزرة صباحاً، في المدينة بعد اقتحامها، حيث تم تفتيش عدد كبير من منازل المطلوبين وتكسير محتوياتها وحرق المنازل، وقتلت عائلة كاملة بجوار منزل أحد قادة الثوار في تلك الفترة، بعد عدم تمكّنها من إيجاده.
ولم تكتف قوات النظام بقتل المدنيين، والذين كان من بينهم نساء وأطفال، بعد القصف العنيف، الذي سبق الاقتحام، وعلى الطريق كان أحد الآباء وهو من عائلة الخاروف، ينقل أبناءه الجرحى إلى مستشفى مدينة كفرزيتا المجاورة بسيّارته الخاصّة، فاستوقفه الحاجز، الذي أقامته قوات النظام بين المدينتين حيث أجهز عناصر الحاجز على الجرحى الذين كانوا معه.
وكانت داهمت قوات النظام مستشفى كفرزيتا الذي نقلت إليه معظم حالات الجرحى المدنيين، والذي لا يبعد عن اللطامنة أكثر من ثلاثة كيلومترات، وخطفت قوات النظام هناك عشرين جريحاً من الجرحى الذين تم إسعافهم إلى المستشفى. وتم تأكيد مقتل خمسة عشر منهم، بعد أيام من الحادثة، فيما لايزال مصير خمسة جرحى مجهولاً حتى اليوم.
وتظهر المقاطع المصورة التي بثها ناشطون الضحايا، ويظهر مقطع آخر محاصرة قوات النظام لمستشفى مدينة كفرزيتا.
أهالي مدينة اللطامنة استذكروا اليوم المجزرة، وخيّم الأسى والحزن على المدينة التي هجرها معظم أهلها، بعد أن أصبحت ساحة حرب حقيقة، وهدف للطائرات الحربية الرّوسيّة، وطائرات النظام وقذائفه الصاروخيّة.