روسيا تعد مع أمريكا مشروع دستور جديد لسورية يقترب من تصورات نظام الأسد


تعمل الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، في الفترة الحالية على إعداد مشروع دستور جديد يخص سورية، وفقاً لما نقله موقع "بلومبيرغ" الأمريكي عن مسؤولين روس وأمريكيين.

وذكر موقع "مونتي كارلو" نقلاً عن "بلومبيرغ" أن دبلوماسيين من البلديين أكدا أن الطرفين الروسي والأمريكي قد بدآ في صياغة نص المشروع، لكنهما لفتا إلى أن "المقترحات الروسية (المتعلقة بالدستور) قريبة من تصورات نظام بشار الأسد حول الدستور الجديد لسورية".

ويبدو أن الإدارتين الروسية والأمريكية عازمتين على تنفيذ ما صرحا به الشهر الماضي، حول قرارهما في صياغة دستور جديد لسورية قبل نهاية شهر أغسطس/ آب المقبل، وكان وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" قد قال في زيارة له لموسكو إنه "اتفق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على وضع إطار يتعلق بالمرحلة الانتقالية السورية وعلى صياغة مشروع نص دستور سوري جديد وذلك قبل شهر آب المقبل".

ويتوقع أن يواجه صياغة دستور جديد لسورية من قبل أمريكا وروسيا عقبات عدة، تتعلق بالموعد المحدد من قبل الطرفين، واستبعد استاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية وسام الدين عكلة، في تصريحات خاصة لـ"السورية نت" في وقت سابق  أن يكون آب المقبل مناسب لوضع دستور جديد للبلاد.

ويفسر ذلك بأن "المفاوضات التي تمت خلال الجولتين السابقتين لم تستطع حل أي من عقدة من الملف السوري، بل على العكس من ذلك، ربما زادت تعقيدات الملف مع الموقف الدولي الذي يتجاهل الحديث عن مصير رئيس النظام في هذه المفاوضات وفي عملية الانتقال السياسي المرتقب، والتستر بالقرار 2254 لعام  2015  للهروب إلى الأمام تحت الضغوط الروسية".

كما تحتاج صياغة الدستور إلى جهود استثنائية تؤدي في النهاية إلى نجاح هذا الأمر، ويتطلب ذلك آليات مدروسة وتوافق بين الأطراف المتعددة، ومع الإقرار بحجم الخلافات بين المعارضة والنظام، تتوضح صعوبة وضع دستور جديد في الوقت الحالي.

ويشير عكلة إلى وجود عقبات كبيرة ستواجه وضع مسودة الدستور الجديد، نتيجة لاختلاف المواقف والتجاذبات السياسية والمحاصصات العرقية والسياسية والطائفية التي ستبرز في وضع هذه المسودة، إضافة إلى الأجندات الإقليمية والدولية التي ستتصارع على وضع دستور يتناسب مع مصالح حلفائها في سورية.