سنوات من الضغط ولّدت انفجاراً… هذا ما جرى في درعا مع لواء شهداء اليرموك


04459f41-af41-4e1f-9775-e39b5865fe34

إياس العمر: المصدر

مرّت معارك ريف درعا الغربي بعدة مراحل، وكانت الأعنف منذ بدء الاقتتال في حوض اليرموك، وأفضت في النهاية إلى سيطرة تشكيلات الجبهة الجنوبية بالاشتراك مع حركة أحرار الشام وجبهة النصرة على بلدة تسيل، وبذلك أعادوا لواء شهداء اليرموك إلى المناطق التي كان يسيطر عليها قبل تاريخ (21 آذار/مارس) الماضي.

وتعود بداية الاقتتال في المنطقة إلى السابع عشر من آذار/مارس الماضي، عندما شنّت تشكيلات الجيش الحر في مدينة انخل هجوماً على معاقل جماعة أنصار الأقصى المتهمة بالارتباط بتنظيم “داعش”، وأسفرت عن مقتل متزعم الجماعة “مالك الفيصل”، وذلك بعد توجيه تهم للجماعة بأنها تقف وراء مجموعة من عمليات الاغتيال في المدينة، كان آخرها اغتيال رئيس المجلس المحلي في مدينة انخل المهندس بشار الدوخي، وتجاوز عدد القتلى خلال الاشتباكات حينها 24 شخصاً.

مراسل الهيئة السورية للإعلام محمد الحريري قال لـ “المصدر” إنه وبعد ما جرى في مدينة انخل، أدركت تشكيلات الجبهة الجنوبية أن خطر الخلايا النائمة قادم لذلك بدأت بحملة تطهير انطلقت من مدينة طفس بتاريخ (20 آذار/مارس) وانتهت العملية بالسيطرة على مقار كتيبة حمزة أسد الله بقيادة علاء الأكفت، وأسر مجموعة من مقاتلي الكتيبة، وكانت حصيلة الاشتباكات أكثر من 20 قتيلاً، عندها توسعت حملة التطهير لتشمل معظم مناطق الريف الغربي.

وأضاف بأنه في هذه المرحلة بدأت حركة المثنى بقطع الطرقات على مقاتلي الجيش الحر، لإيقاف الحملة، كما اعتقلت عدداً من مقاتلي الجيش الحر، لتقوم تشكيلات الجيش الحر بمهاجمة مواقع تتبع لحركة المثنى، وبتاريخ (21 آذار/مارس) بدأ تحرك لواء شهداء اليرموك، وسيطر على بلدة تسيل في ريف درعا الغربي بالتعاون مع خلايا تتبع للّواء في البلدة، وعقب السيطرة قام اللواء بتنفيذ عمليات إعدام ميداني واعتقالات.

ومن جهته، قال الناشط أحمد المصري لـ “المصدر” إن مرحلة جديدة بدأت بعد سيطرة لواء شهداء اليرموك على بلدة  تسيل، حيث أن  لواء شهداء اليرموك وحركة المثنى استطاعوا محاصرة بلدتي سحم وحيط، ومحاصرة أكثر من عشرة آلاف مدني و175 مقاتلاً من جيش فتح الجنوب، وبتاريخ (23 آذار/مارس) سيطر لواء شهداء اليرموك على بلدة سحم، بعد تفجير سيارة مفخخة، وأحكم حصار بلدة حيط، في هذه الأثناء كانت تشكيلات الجبهة الجنوبية فتحت طريقاً باتجاه بلدة حيط، من خلال انتزاع بلدة جلين التي كان تسيطر عليها حركة المثنى، ولكن دون جدوى، ودفع المدنيون ضريبة الحصار المفروض، حيث أن مئات العوائل شردوا في الوديان، وتجاوز عدد القتلى من المدنيين 30 شخصاً نتيجة القصف.

وأشار إلى أن الاشتباكات في بلدة الشيخ سعد، والتي تعتبر المعقل الأساسي لحركة المثنى لم تتوقف، وكلما ارتفعت وتيرة المعارك، لجأ لواء شهداء اليرموك وحركة المثنى إلى المفخخات، وبلغ عدد المفخخات التي أرسلوها 8 مفخخات، استهدفت حواجز ومقار الجيش الحر.

وأردف بأن وتيرة المعارك كانت في تصاعد، حيث كان مقاتلو الجبهة الجنوبية يحاولون السيطرة على مقار حركة المثنى في جلين والشيخ سعد، لفتح الطريق باتجاه بلدة حيط المحاصرة، والتي كانت تضم عشرات المقاتلين، وكان لواء شهداء اليرموك يشن هجمات بهدف حسم معركة حيط.

وأضاف الناشط محمد القاسم في حديث لـ “المصدر” بأنه ومع بداية شهر (نسيان/أبريل) الجاري بدأ الوضع يتغير، وزادت أعداد المقاتلين المشاركين في المعارك، وظهرت نتائج ذلك بتاريخ (4 نيسان/أبريل) عندما سيطر مقاتلو الجبهة الجنوبية وحركة أحرار الشام وجبهة النصرة على أهم معاقل حركة المثنى وهي (الشيخ سعد – جلين – مساكن جلين – الطيرة – المزيرعة)، وتم فتح طريق باتجاه بلدة حيط المحاصرة، كما تم إعادة فتح طريق نوى الرئيسي، والذي يمر من بلدة الشيخ سعد، وبتاريخ (5 نسيان/أبريل) تم توجيه الضربة القاضية لحركة المثنى بعد السيطرة على آخر معاقلهم في بلدة عدوان بريف درعا الغربي.

وأشار القاسم إلى أن تشكيلات الجيش الحر ارتكبت خطأً عقب السيطرة على بلدة عدوان، ويتمثل بعدم ملاحقة خلايا لواء شهداء اليرموك، والذين قاموا بتسهيل عملية تسلل مقاتلي اللواء مساء نفس اليوم إلى البلدة، والذين ارتكبوا مجزرة بحق مقاتلي الجيش الحر من المجلس العسكري في نوى، راح ضحيتها 19 قتيلاً بتاريخ (6 نيسان/أبريل)، وسيطر اللواء على البلدة من جديد.

وبعد المجزرة بدأت مرحلة جديدة، حيث أن الجبهة الجنوبية ممثلة بالمجلس العسكري في نوى قامت بإعطاء سكان عدوان وتسيل وسحم مهلة 6 ساعات من أجل الابتعاد عن مقار لواء شهداء اليرموك، بالفعل بتاريخ (7 نيسان/أبريل) بدأ هجوم الجبهة الجنوبية وحركة أحرار الشام وجبهة النصرة على تلك البلدات، وتمكنوا من استعادة السيطرة على عدوان وسحم.

وبتاريخ أمس الجمعة (8 نسيان/مارس) تم استعادة بلدة تسيل لتعود نقاط سيطرة لواء شهداء اليرموك إلى ما كانت عليه قبل تاريخ (21 آذار/مارس) عندما تمكنت من السيطرة على بلدة تسيل.

وأكد الناشط عبد الرحمن الزعبي في حديث لـ “المصدر” أن حركة المثنى كانت الخاسر الأكبر، حيث فقدت جميع نقاط سيطرتها لصالح تشكيلات الجيش الحر، وخسرت عدداً من قادة الصف الأول في الحركة، بينما تم استنزاف لواء شهداء اليرموك بشكل كبير، ولم يتمكن من تحقيق أي تقدم، في حين سيطرت الجبهة الجنوبية على مواقع ذات أهمية استراتيجية، وعقد مواصلات طالما كانت تشتكي من قيام مقاتلي حركة المثنى بقطعها، وتحديداً إبان معارك مدينة الشيخ مسكين، كما أنها طهرت مدن وبلدات ريف درعا الغربي من خلايا التنظيم.

ويذكر أن عدد القتلى تجاوز 170 شخصاً خلال الاشتباكات، كان من بينهم عدد من قادة حركة المثنى ولواء شهداء اليرموك، وكان أبو صلاح المسالمة قائد جبهة النصرة أبرز القتلى خلال المعارك المستمرة.

أخبار سوريا ميكرو سيريا