طريق صعب أمام ترامب للوصول إلى الرئاسة

9 نيسان (أبريل - أفريل)، 2016
6 minutes

يسير “دونالد ترامب” في طريق وعرة لكن سالكة، نحو تعيينه مرشحاً للحزب الجمهوري إلى البيت الأبيض، لكنه يواجه بحلول استحقاق نوفمبر/تشرين الثاني الرئاسي مساراً يبدو مثبطاً أكثر لعزيمته.

وما زال عليه صد الانتفاضة الأخيرة لخصمه “تيد كروز” مع تقدمهما نحو المراحل الأخيرة من الانتخابات التمهيدية إلى جانب حائز المرتبة الثالثة “جون كاسيك”.

لكن السيناريو الكابوس بالنسبة إلى الجمهوريين يكاد يصبح حقيقة، حيث يفوز مرشح بتعيين حزبه لكن حجم معارضيه كبير إلى حد الخسارة الفادحة يوم الاستحقاق الرئاسي، حتى إنه قد يهدد سيطرة الجمهوريين على الكونغرس.

ويظهر استطلاع تلو الآخر أن “ترامب” سيواجه مشكلة كفيلة بردعه في تحويل تعيينه المحتمل إلى حملة مجابهة قابلة للاستمرار ضد المرشحة الديموقراطية الأكثر ترجيحاً “هيلاري كلينتون”، التي تعاني كذلك من نسب شعبية متدنية.

وبين 57 استطلاعاً للمقارنة بين “كلينتون” و”ترامب” في بيانات موقع “ريل كلير بوليتيكس” اعتباراً من أيار/مايو الأخير لم يتقدم “ترامب” إلا في خمسة منها. وتتقدم “كلينتون” حالياً بمعدل وطني يبلغ 10.8 نقاط مئوية.

وفي استطلاعات المقارنة النظرية بين الديموقراطي “بيرني ساندرز” و”ترامب”، يحرز “ساندرز” تقدماً أوسع من ذلك يبلغ 16.5 نقاط مئوية.

لكن نظراً إلى إحراز أحد الحزبين ثلاث ولايات متوالية مرة واحدة فقط منذ 1952، يبدو التاريخ في صف الجمهوريين هذا العام.

لكن “ترامب” الدخيل وحملته المتمردة التي تخللتها تصريحات نارية ومهينة بحق المكسيكيين والمسلمين والنساء، قلب هذا الاحتمال رأساً على عقب.

وتقول “لارا براون” من جامعة “جورج واشنطن”: “لا شك في أن ترامب نقل توجه الانتخابات من ترجيح كفة الجمهوريين قليلاً في السابق إلى الديموقراطيين الآن”.

مع إثارة الملياردير الشهير البالغ 69 عاماً حماس آلاف الناخبين لا سيما في شريحة الرجال البيض الساخطين على وضع البلاد، تمكن من تحطيم قواعد اللياقة السياسية وبات مهدداً بأن يصبح المرشح الجمهوري الأسوأ صورة في تاريخ الانتخابات الحديث.

وكتبت صحيفة واشنطن بوست في آخر الشهر الفائت في أحد عناوينها “سيكون ترامب المرشح الأقل شعبية في حزب كبير في التاريخ المعاصر”، بعد كشف استطلاعها عن نسب معارضة مخيفة، بدءاً من نسبة معارضته الإجمالية التي بلغت 67 بالمئة.

ويترك “ترامب” انطباعاً سيئاً لدى 85 بالمئة من ذوي الأصول اللاتينية و80 بالمئة من السود، وهما مجموعتان أراد الحزب الجمهوري إحراز اختراق في صفوفهما بعد هزيمة “ميت رومني” في 2012.

لكن حتى 51 بالمئة من شريحة الرجال البيض التي تعتبر منهلاً لأصوات “ترامب”، أعربوا عن رأي سلبي بشأنه بحسب الاستطلاع.

ويبقى السؤال مفتوحاً إن كان بعض أو كثير من أولئك الجمهوريين سيمتنع عن التصويت في حال تعيين “ترامب” مرشحاً عن الحزب. فخصومه أصروا على وجود سقف لتأييده، الأمر الذي يؤيده عدد من الخبراء.

وتضيف “براون”: “لن يحصل على حزب جمهوري متحمس” إن تم تعيينه.

وأضافت أن “قسماً كبيراً من الحزب الجمهوري لا يهمه أن يكون المرشح الجمهوري شخصاً يحمل مواقف وإيديولوجيات ترامب. فهو لا يمثل ما يؤمنون به”.

وكل هذا يفسر التوتر لدى بعض الجمهوريين ولا سيما “رومني” الذي قاد حملة نخبة الحزب ضد تعيين “ترامب”.

وأكد “ترامب” أنه سيفوز في عدة ولايات ما يعرف بـ”حزام الصدأ” (أي المدن الصناعية التي أفل نجمها حتى 1970) ومنها ميشيغن، التي لم يصوت الكثير منها لصالح الجمهوريين منذ ربع قرن.

لكنه يحل متأخراً بفارق يتجاوز 10 بالمئة في استطلاعات مقارنة مع “كلينتون” في ولايات محورية منها فلوريدا وأوهايو، بحسب نيويورك تايمز.

لكن الاستطلاعات لا يمكنها التنبؤ بالنتيجة في هذه المرحلة البعيدة عن موعد الاستحقاق. إلا أن الخبراء يشيرون إلى أرقام توحي بإقدامه على مرحلة منهكة.

وحذر خبير الإحصاء والمحلل الانتخابي “نيت سيلفر” من أن حصة “ترامب” في أثناء الانتخابات الحزبية التمهيدية التي انطلقت في الأول من فبراير/شباط لم تسجل ارتفاعاً كبيراً، من 35 بالمئة في أيوا إلى معدل 39 بالمئة اليوم.

كذلك في الاستحقاق الأخير، سحق “كروز”، “ترامب” في ويسكونسن بنسبة 42.6 بالمئة مقابل 35.1 بالمئة.

الأربعاء وجه المدير الإعلامي للبيت الأبيض في عهد “جورج دبليو بوش”، “أري فلايشر” رسالة إلى “ترامب” معدداً فيها خمسة أمور عليه فعلها ليتحول من دخيل ذي شعبية إلى منافس فعلي.

في الرسالة نصح “فلايشر”، “ترامب” بوقف المشادات مع الجميع وتوسيع علمه بالسياسة علماً أن “جميع الاستطلاعات الأخيرة تكشف أنك تتراجع أمام هيلاري”.

أضاف “مهما فعلت، تذكر دوماً أنك لن تفوز إذا عجزت عن إحراز أكثرية”.

وكشف استطلاع لجامعة كوينيبياك في مارس/آذار أن عدد الجمهوريين الذين أكدوا عدم التصويت لـ”ترامب” (17 بالمئة) أبداً بلغ تقريباً ثلاثة أضعاف الديموقراطيين الذين أكدوا عدم التصويت لكلينتون ( 6 بالمئة).

كما كشف أن 54 بالمئة من المستقلين لن يصوتوا إطلاقاً لصالح “ترامب” مقابل 46 بالمئة لن يختاروا “كلينتون”.