متمردو دارفور تحولوا الي مرتزقة في ليبيا بعد طردهم من السودان


جمال محمد –

تعددت الحركات المسلحة السودانية التي تتبع دارفور أو جنوب السودان، والتي تحارب ضد الجيش السوداني، وتعددت جرائمها ضد المدنيين، ولكن هذه الحركات خمد ناشطها في الآونة الاخيرة بصورة ملفتة، فأين ذهبت؟

وثائق حصلت عليها “إيوان 24” تؤكد أن أغلبها تحول الي العيش بليبيا كمرتزقة، وجزء منهم استغلتهم حكومة جنوب افريقيا ليحاربوا معها المعارضة في الجنوب كما استغلهم القذافي في محاربة الثوار قبل اندحاره وقتله.

وأكد هذا الرئيس السوداني عمر البشير في تصريح أخير له قال فيه “إن دارفور الآن خالية من حركات التمرد، بعد أن أصبح المتمردون “مرتزقة” يحاربون في ليبيا وجنوب السودان من أجل “الدولارات”، بحسب تعبيره.

الحركات الدارفورية في الخارج

بعد أن فقدت الحركات المتمردة في دارفور بوصلتها العسكرية والسياسية، وهزيمتها عسكرياً في الميدان، وسياسياً في دارفور، شارك بعضها حكومة دولة جنوب السودان في حربها ضد معارضيها، كما شاركت ضد الثوار في ليبيا إبان حكم القذافي.

حيث اتجه ما تبقى من قواتها إلى ليبيا حيث المناطق الواقعة على الجزء الجنوبي الغربي التي تشهد صراعاً بين المجموعات الليبية، مما أوجد لها بيئة صالحة لممارسة أعمال غير مشروعة كالمخدرات وبيع السلاح بالإضافة لتهريب البشر إلى سواحل البحر الأبيض المتوسط ومنها إلى أوروبا وتجارة السلاح.

الحركات المتمرة في جنوب السودان

وقد حاولت دولة جنوب السودان تكرار تجربة القذافي في استغلال حركات دارفور المتمردة السودانية في قمع المعارضة، فوجدت ضالتها بعد ان تعرضت تلك القوات إلى هزائم متلاحقة من قبل الحكومة السودانية.

وشجعها على هذا أنها فقدت حليفها السابق القذافي واستنجدت بدولة جنوب السودان التي استغلتها هي الأخرى في حروبها ضد المعارضة الجنوبية.

وقد استغلت هذه الحركات الوضع في دولة جنوب السودان، فمارست نهب وسلب ممتلكات المواطنين الجنوبين بذات النهج الذي أتبعته في ليبيا، بالإضافة للمقابل المادي جراء مشاركتهم في الحرب بدولة جنوب السودان.

وقد احتجت المعارضة بدولة جنوب السودان على مهاجمة حركات تمرد دارفور المواطنين وحرق المنازل ونهب الممتلكات، بالإضافة لاستهدافها قبائل معينة، مما يدخل الأمر في الإبادة العرقية.

فأصبح مطلب طرد حركات تمرد دارفور من الجنوب، ضمن أجندات المعارضة في جنوب السودان، حتى يتثنى لها المشاركة في السلام بين الفرقاء في دولة الجنوب، باعتبارها مجموعات ارهابية ومرتزقة.

جرائم الحركات المتمردة في ليبيا

وبدأت علاقة الحركات المتمردة بليبيا منذ نشأتها في العام 2003م حيث وفر لها القذافي الدعم اللوجستي والعسكري بهدف محاربة الحكومة السودانية، وكان أكبر شاهد على ذلك شهادة الأسرى الذين قبض عليهم إبان هجوم حركة العدل والمساواة على مدينة أم درمان العاصمة الوطنية للسودان في العام 2008م، وكان الدعم الليبي في ذلك الوقت قد ساهم في استمرار الحرب.

وقد شاركت تلك الحركات المتمردة إلى جانب القذافي ضد الثوار إبان الثورة الليبية، وحصلت على مبالغ مالية وأسلحة وذخائر وإمدادات انسحبوا بها إلى دافور بعد سقوط القذافي، واستهدافهم من قبل الثوار الليبيين.

ولم ينقطع التواصل والدعم بين الحركات المتمردة والعناصر الموالية للقذافي بهدف دعم المعارضة في ليبيا بعد الثورة الليبية، وقالت مصادر ليبية أن من رتب دخولها إلى ليبيا هو الجنرال خليفة حفتر للمشاركة معه في حربه لاستلام الحكم بعد ان فرت تلك الحركات إلى المناطق الشمالية الغربية من دارفور (منطقة وادي هور).

ومنذ مارس 2015 شاركت الحركات المتمردة في القتال بين قبيلتي التبو والطوارق بمنطقة أوباري دعماً لقبيلة التيبو وشاركوا في الهجوم على الكفرة وخسروا في المعارك بعض عرباتهم وعتادهم وعناصرهم، كما شاركت قوات التمرد في مناطق سبها وبنغازي.

وقد هاجمت قوة مسلحة من متمردي دارفور معظمها من قوات مني أركو مناوي ومقاتلي التبو مدينة الكفرة، بهدف سلب ونهب البنوك والمؤسسات والمنازل ومحطات الوقود، ولكنها منيت بخسائر في الأرواح والعتاد.

ومع غضب سكان الكفرة من تواجد متمردي دارفور بمناطق (بوابة بوزريق شمال الكفرة وبزيمة) في الطريق الرابط ما بين الكفرة وأجدابيا باعتباره الطريق الذي يمد الكفرة بالمواد التموينية والوقود والأدوية، بالإضافة إلى نشاط متمردي دارفور بنهب وسلب وخطف المواطنين وإطلاق سراحهم مقابل فدية، بدأوا يحاربونهم.

وقد ضبطت بعض الوثائق مع الأسرى والفارين من المعارك التي دارت في زيمة التي يرتكز عليها قوات المتمرد مناوي وقوات صالح جبل وبها معسكر لتدريب المتمردين الذين تم جلبهم من دارفور.

وكشفت الوثيقة التي ضبطت عن تورط قوات حركة مني أركو مناوي في أنشطة تتعلق بنهب حقول النفط في ليبيا، حيث تشير الوثيقة والتي حررت بيد المتمرد جابر اسحق نائب القائد العام لقوات مناوي إلى خطة من أربع مراحل تتضمن المرحلة الرابعة (جلب المال بالتعاون الاستثماري مع مدير الحقول النفطية الليبية) بالإضافة إلى تجارة الأسلحة.

وحسب الوثيقة المرفقة التي تم ضبطها مع الاسرى، تم تشكيل لجنة من قادة متمردي دارفور مجموعة مني أركو مناوي الموجودة بليبيا من المتمرد جابر أسحق خطتها الاستفادة من وجودها بليبيا بتهريب وبيع الوقود بالتنسيق مع مدير الحقول بمنطقة السرير.

مرتزقة

وقد أصدرت جهات حكومية ليبية بيانات حول مشاركة متمردي دارفور كمرتزقة في ليبيا، واكدت وثائق وجود متمري دارفور بليبيا وعمله كمرتزقة لمن يدفع، ومحاور انتشارهم كالاتي:

  • محور منطقة ربيانة وتوجد بها قوات حركة المتمرد مناوي بقيادة المتمرد جابر أسحق نائب القائد العام.
  • محور حقل البترول (شمال شرق الكفرة) توجد قوات لحركة مناوي بقيادة المتمرد عباس خواجة، وقوات تابعة لحركة الوحدة بقيادة كل من المتمردين أحمد أبوتنقة ومحمد عبدالله وموسى كنقرو، بالإضافة لقوة تابعة للمتمرد عباس جبل مونى وأخرى تابعة للمتمرد عبدالواحد محمد نور.
  • محور منطقة أم الإرانب (بالقرب من سبها) وهذا المحور عبارة عن مؤخرة لقوات مناوي به عربات معطلة.
  • محور مدينة طبرق يوجد به المتمرد هارون أبوطويلة التابع لحركة مناوي والمتمرد محمد عبدالله التابع لحركة التحرير والعدالة مجموعة علي كاربينو.
  • توجد قوات تابعة لحركة العدل والمساواة بليبيا جمعت الحركة الفارين من معركة قوز دنقو وعددهم (18) فرد أبرزهم الطاهر عرجا، يحى عمدة، بخيت صابر علي تنقا سنوسي جانقي، وتحركت تلك المجموعة يوم 21/12/2015م إلى ليبيا.

القيادات الدارفورية في ليبيا

ومنذ مارس 2015م دخلت ليبيا العديد من الحركات المتمردة أبرزها:

  • مجموعة المتمرد مني أركو مناوي، أبرز قادتهم (جابر أسحق القائد العام لقوات الحركة بدارفور- محمد هارون مسئول الاستخبارات بالحركة ، رجب جو، صالح أبو طويلة وآخرين).
  • مجموعة المتمرد عبدالواحد محمد نور أبرز قادتهم (يوسف محمد يوسف كرجكولا، عباس أصيل وآخرين).
  • المجموعة المنشقة من عبد الواحد أبرعم (صالح جبل سي، أحمد جدو أبكر إدريس وآخرين).
  • مجموعة الوحدة ويقودها المتمرد عبود آدم خاطر القائد العام لقوات الحركة وآخرين.
  • مجموعة علي كاربينو أبرزهم (أحمد أبوتنقا، موسى كنقروب وفيصل ننقا).