ممارسات (داعش) تهدد بمجاعة في مناطق سيطرته بدير الزور
9 نيسان (أبريل - أفريل)، 2016
نصر القاسم: المصدر
ازدادت إجراءات تنظيم “داعش” وقوانينه والغرامات المالية التي يفرضها بحجج مختلفة من بطالة ومعاناة الأهالي القاطنين في مناطق سيطرته في مدينة دير الزور وريفها، الأمر الذي أدى إلى مجاعة أجبرت بعضهم على التسول والبعض الآخر على البحث بين القمامة عمّا يسد رمقه.
هذا الحال وصل له سكان دير الزور جراء ما اتبعه التنظيم من وسائل من أجل فرض سيطرته وهيبته على المدنيين في مناطق سيطرته في دير الزور، وما اتخذه من إجراءات وقرارات مؤخراً بفرض ضرائب مالية وغرامات بحجة المخالفات الشرعية أو رخص للعمل تراوحت من ثلاثة آلاف و25 ألف ليرة سورية، لتصل في بعض الأحيان إلى أكثر من ذلك، إضافة إلى ما يفرضه من شروط قاسية على المدنيين، وخاصة الشباب منهم، من أجل العمل والتجارة.
وانعكس ذلك سلبياً على الوضع الاقتصادي والمعيشي للمدنيين خصوصاً في مدينة دير الزور ومن ثم ريفها، لتصل تلك الضائقة بهم إلى منع إدخال أي شحنات أو تجارة غذائية إلا عن طريق الموصل العراقية، وبضرائب باهظة يفرضها التنظيم على التجار.
ويمنع التنظيم أيضاً إدخال أي مواد تجارية (غذائية -خدمية –كهربائية وغيرها) عن طريق دمشق أو حلب، ولا يسمح للتجار بالتصدير والاستيراد من وإلى خارج مناطق سيطرة النظام، ويمنع أغلب المدنيين من العمل إلا بشروط قاسية وضرائب مالية كبيرة جداً، ليلاحق التنظيم أصحاب المحلات التجارية وأصحاب سيارات النقل وأصحاب البسطات، والأطباء والصيادلة أيضاً لم يسلموا من ضرائب التنظيم المالية والباهظة، والتي منعت أغلب الأطباء عن العمل والهجرة من أجل الحصول على رخص ودفع غرامات وضرائب مالية.
وفي ذات الوقت يقدم التنظيم تسهيلات كبيرة ورخص عمل ومبالغ مالية كبيرة لمن أراد التطوع ومبايعته، ويفرض قرار بالحصول على تزكية من عنصرين من عناصر التنظيم لأي مدني يود عمل مشروع أو فتح صالة انترنت أو محلاً تجارياً.
وقال محمد العبد أحد سكان مناطق سيطرة التنظيم في دير الزور لـ “المصدر”، إن القوانين والضرائب التي يفرضها التنظيم على الأهالي في مناطق سيطرته سببت مجاعة نتيجة قلة العمل والبطالة، وحتى أن بعض المدنيين بدأوا يمارسون التسول على الأرصفة، ويبحثون في حاويات القمامة عن الطعام.
كما أكد محمود أبو عبد الله أحد قاطني مناطق سيطرة التنظيم في دير الزور لـ “المصدر” أن بعض الآباء باتوا يرسلون أطفالهم إلى القمامة المتواجدة أمام مقرات التنظيم، كي يحصلوا على بقايا الطعام الفاخر الذي يلقيه عناصره بعد تناولهم الوجبات الفاخرة.
وبدوره، مصعب أبو إبراهيم أحد أبناء مدينة الميادين في ريف دير الزور، قال في حديث لـ “المصدر” إن أطفالاً وحتى رجال شاهدهم بعد صلاة العشاء يجوبون أحياء المدينة باحثين عن أي شيء يأكلونه بين أكوام القمامة.
وأشار إلى أن التنظيم ربما يسعى من خلال ذلك إلى محاربة من يسكنون في مناطقه لإجارهم على الالتحاق بصفوفه، كما يفعل النظام في مناطق سيطرته، وربما تكون وسيلة لجمع المال فقط.