هل بدأ التحالف استراتيجية جديدة في تصفية قادات الفصائل الجهادية بسورية؟


شادي السيد - خاص السورية نت

منذ إعلان الولايات المتحدة الأمريكية ودول التحالف شن ضربات جوية ضد أهداف لتنظيم "الدولة الإسلامية" في سورية في سبتمبر/ أيلول 2014، شهدت عدة مناطق سورية تقع تحت سيطرة التنظيم ضربات جوية طالت مقار وشخصيات قيادية هامة تتبع للتنظيم، في ظل اتباع استراتيجية تقتضي بتصفية الشخصيات الجهادية النافذة الأمر الذي ينعكس سلبا على التنظيم وبالتالي إضعافه وصولاً للقضاء عليه.

ومع ظهور تحركات من قبل المجتمع الدولي للوصول إلى "حل سياسي" في سورية، كان آخرها ابرام اتفاق "وقف إطلاق النار" بين المعارضة السورية ونظام الأسد، برعاية روسية وأمريكية واستثناء "جبهة النصرة" (فرع تنظيم القاعدة في سورية) وبعض الفصائل الإسلامية الأخرى، عمد التحالف الدولي إلى القضاء على القيادات الجهادية في صفوف "النصرة" وسواها من التنظيمات المتشددة "جند الأقصى"، لا سيما العسكرية والشرعية منها، لما لهذه الشخصيات من أثر في صفوف تلك التنظيمات.

ناشطون إعلاميون من ريف إدلب وحلب، تحدثوا لـ"السورية نت" أن الأيام القليلة الماضية، شهدت تكثيفاً لطائرات الاستطلاع التابعة للتحالف وأخرى روسية في سماء المحافظتين، وخاصة في المناطق التي تعتبر ذات تواجد كبير لـ"النصرة" (ريف جبل الزاوية، طعوم، تفتناز، سلقين).

وأضاف الناشطون أن طائرات الاستطلاع تقوم بتصوير تحركات ومقار تلك الفصائل، ويتبعها ضربات جوية قد تكون عن طريق مقاتلات حربية أو طائرات الاستطلاع ذاتها كونها قادرة على حمل صواريخ وقنابل يتم التحكم بها عن طريق غرف القيادة.

والأسبوع الماضي كان قد شهد استهداف لأحد الاجتماعات على مستوى قادة "جبهة النصرة" و"جند الأقصى" قتل خلالها عدد من القادة بينهم عضوا بارزاً في مجلس الشورى المسؤول عن صنع قرارات في "جبهة النصرة" أبو فراس السوري ونجله، بالإضافة إلى 19 مسلحاً آخرين في غارة على بلدة كفرجالس بريف إدلب.

وكانت قد تلقت "جبهة النصرة" ضربة موجعة، العام الماضي بعد مقتل قائدها العسكري العام، أبو همام الشامي، وثلاثة أعضاء من مجلس الشورى، هم: أبو مصعب الفلسطيني وأبو عمر الكردي وأبو البراء الأنصاري، نتيجة انفجار في مقر لهم في ريف إدلب.

وفي هذا السياق أكد أحد قادة الجيش الحر والمنشق عن صفوف النظام (رفض الكشف عن اسمه) أن "المرحلة القادمة من الممكن أن تشهد محاولات عديدة للقضاء على قادة من النصرة، ولن تقتصر تلك الاغتيالات على الضربات الجوية فحسب وإنما ستتعداها إلى اغتيالات على الأرض عن طريق عملاء مدربين خصيصاً لذلك".

وأضاف أن "الأمر لن يكون مقتصراً على جبهة النصرة وجند الأقصى فحسب وإنما سيطال الفصائل الإسلامية الأخرى (أحرار الشام، جيش الإسلام وسواها) وخصوصاً القادة اللذين يتمتعون بفكر جهادي متشدد، ولديهم ميول تجاه فكر القاعدة".

وكان قد تعرض قائد حركة "أحرار الشام" الشيخ أبو راتب الحمصي إلى محاولة اغتيالـ قتل خلالها بعد إطلاق رصاص عليه من قبل مجهولين في قرية الفرحانية بريف حمص، وهو ما يعتبره كثيرون أحد المتأثرين بفكر القاعدة والمقربين لـ"جبهة النصرة" .