‘جاويش أوغلو: بالإمكان توجيه الجيش الحر إلى مناطق تنظيم الدولة بدلاً من قواتنا’
9 نيسان (أبريل - أفريل)، 2016
قال وزير الخارجية التركي، “مولود جاويش أوغلو”، إنه “بدلًا من دخول جيشنا للأراضي السورية، من الممكن نقل قوات تابعة للجيش السوري الحر، من مناطق شمال غربي البلاد، التي توقفت فيها الاشتباكات، إلى أخرى خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية”.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الوزير، اليوم السبت، خلال مقابلة تلفزيونية مع إحدى القنوات المحلية التركية، والتي تطرق فيها إلى الحديث عن العديد من الموضوعات المتعلقة بموقف تركيا من المنظمات الإرهابية، والتطورات الراهنة بالمنطقة.
وأكد “جاويش أوغلو”، أن الولايات المتحدة الأمريكية تعرف جيداً موقف تركيا من “ي ب ك” الجناح العسكري لتنظيم “ب ي د” (الامتداد السوري لمنظمة بي كا كا)، مستدركًا “ففي زيارتنا الأخيرة لواشنطن (لحضور قمة الأمن النووي مارس /آذارالماضي)، أبدينا مرة أخرى أنا والرئيس (رجب طيب ردوغان)، خلال اللقاءات الثنائية مع المسؤولين الأمريكيين، موقفنا الواضح والثابت تجاه التنظيم”.
وفي معرض رده على ادعاءات حول “طلب مسؤولين أتراك من نظرائهم الأمريكان خلال زيارة واشنطن الأخيرة، إيقاف دعم واشنطن لتنظيم (ي ب ك)، مقابل دعم أنقرة للفصائل العربية والتركمانية في الحرب على تنظيم الدولة”، أجاب جاويش أوغلو “نحن سندعمهم (الفصائل التركمانية المقاتلة) براً وجواً من حدودنا، ونمتلك الإمكانات لذلك، وبهذه الطريقة يمكننا ضمان تطهير المنطقة من تنظيم الدولة، كما أن دخول قوات من الجيش التركي أو الأمريكي إلى سوريا لم يطرح في أجندتنا آنذاك”.
وشدد الوزير، على أن الولايات المتحدة الأمريكية ترى تنظيم “ب ي د”، شريكاً لا يمكن الوثوق به، رغم عدم إفصاحها بذلك صراحة، على حد تعبيره.
ولفت “جاويش أوغلو”، إلى ضرورة تطهير مدينة منبج (شمال شرقي حلب) من “تنظيم الدولة”، وإقامة “منطقة آمنة”، للسورين على الحدود، مشيراً أن قدوم “ب ي د” بدلا من قوات المعارضة المعتدلة إلى منبج، لا يمكن أن يكون قابلاً للطرح، بحسب قوله.
وأوضح أن بلاده “لا تجري تقييمات على أساس المجموعات العرقية، وإنما في إطار مستقبل سورية”.
وبخصوص تطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، قال “جاويش أوغلو” لقد “أحرزنا تقدماً في المفاوضات معها بلندن، إلا أننا لم نتوصل لنتيجة نهائية”، مؤكداً أن شروط بلاده حول التطبيع “واضحة منذ البداية، وفي حال تنفيذها من الجانب الإسرائيلي، فإن العلاقات ستحرز تقدما”.
وكانت الخارجية التركية، أعلنت في بيان أمس أول الخميس، أن وفدا تركياً التقى في لندن، آخر إسرائيلي، وأن اللقاء أحرز تقدما فيما يتعلق بالصيغة النهائية لنص اتفاق يرمي إلى تطبيع العلاقات بين البلدين، التي تدهورت على خلفية حادثة السفينة “مرمرة الزرقاء” عام 2010.
جدير بالذكر أن تركيا تشترط لاستئناف العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، تقديم تعويضات لضحايا سفينة مرمرة الزرقاء، التي هاجمها جيش الاحتلال عام 2010، ورفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة.
وحول العلاقات التركية الروسية، أشار “جاويش أوغلو”، أن موسكو بدأت تتصرف بـ”حكمة وعقلانية”، بدلًا من التصرف بـ”عاطفية” الذي دأبت عليه خلال المرحلة التي أعقبت حادث إسقاط طائرتها بعد انتهاكها المجال الجوي التركي.
وتابع قائلًا في ذات السياق “هذا مؤشر جيد، وعملية إسقاط الطائرة الروسية ليس شيئا كنا نريده، بل كانت نتيجة تطبيق قواعد الاشتباك، وفي الفترة المقبل سنطّبع علاقاتنا معها، إذا ما أقدمت على اتخاذ خطوات بهذا الشأن”.
وفي سياق العلاقات بين أنقرة وطهران، أفاد “جاويش أوغلو” أن “هناك بعض المشاكل الطفيفة المتعلقة بالنقل والمواصلات بين البلدين، غير أننا عازمون دائما على تطوير علاقاتنا مع إيران، ونرمي إلى رفع حجم التبادل التجاري بيننا إلى 30 مليار دولار، ولايوجد هناك أية سبب من شأنه منع تطوير علاقاتنا”.