أبرز الكوارث الطبيعية في العالم العربي
10 أبريل، 2016
تعد الكوارث الطبيعية من أخطر الظواهر التي يصعب السيطرة عليها، خصوصاً في العالم العربي، الذي يفتقر إلى آليات مواجهة الكوارث وإدارة الأزمات. وقد تعرض بعض الدول العربية، في العقود السابقة إلى موجات عنيفة من الكوارث التي أودت بحياة الكثيرين وخسائر فادحة. إليكم أبرزها، وكيف تعاملت معها الحكومات العربية.
الكويت – الأمطار الحمضية
تعرضت الكويت عامي 2012 و2013 لموجات من الأمطار الحمضية، أثرت بشكل واضح وكبير على الطرق الإسفلتية. وقد حذرت جماعة الخط الأخضر البيئية في الكويت من أن البلاد تتعرض، منذ نحو عامين، لموجات من الأمطار الحمضية التى تعتبر خطراً يهدد الكويت وسكانه، بعد أن تشبعت الكويت بنسبٍ كبيرة من الغازات السامة نتيجة الانفجار الكبير الذي وقع في إحدى الآبار النفطية في منطقة الروضتين عام 2012، مُسبباً تصاعد الأدخنة الكثيفة التي أثرت سلباً على الغلاف الجوي فوق المنطقة. وقد لاحظت غالبية السكان خلال هذين العامين الآثار الكارثية التي خلفتها الأمطار الحمضية، في شبكة الطرقات وتآكل اللوحات الإرشادية ودعامات الجسور المعدنية، وجدران المنازل وتآكل الملابس القطنية.
السعودية – سيول جدة 2009
يوم الأربعاء 26 يناير 2011 ضربت السيول مدينة جدة، بعد أن بلغت نسبة الأمطار 111 ملم، وشكلت سيولاً جارفة شقت طريقها من جبال شرق جدة عبر وادي مريخ ووادي بني مالك الكبير إلى غربها، وصولاً إلى البحر الأحمر، قاطعة 13 كم من قلب جدة. وأغرقت السيول 80% من مساحة جدة، واستمر الهطول 3 ساعات، على مساحة 400 إلى 600 كم2 بكمية بلغت 102 إلى 120 ملم. ما يعني أن جملة الأمطار الهاطلة بلغت 6 إلى 9 مليارات متر مكعب من المياه، وهي كمية تعادل نصف الاستهلاك السعودي السنوي من المياه. وقد أودت السيول إلى مصرع أكثر من 100 شخص، وإصابة مئات آخرين، وتسببت السيول بقطع التيار الكهربائي. واستدعت نزول قوات الجيش السعودي والحرس الوطني لنجدة المنكوبين في أكبر عملية إنقاذ شهدتها السعودية في تاريخها.
الجزائر – زلزال بومردراس 2003
يوم الأربعاء 21 مايو 2003، هو يوم لن ينساه الجزائريون، إذ تعرضت مدينة بومردراس إلى زلزال مدمر، وأوقع العديد من الضحايا. حدثت الهزة الأرضية عند الساعة السابعة و44 دقيقة مساءً، بشدة 6.8 ريختر. وكان الزلزال ذا بؤرة سطحية بلغ عمقها 10 كيلومترات، وتوفي نحو 2,266 شخصاً، وأصيب 10,261، كما أدى إلى انهيار أكثر من 1,243 منزلاً، بالإضافة إلى تضرر البنية التحتية في منطة بومرداس. وتضررت كوابل الاتصال البحرية أيضاً، وقُدرت الأضرار بنحو 100 مليون دولار أمريكي.
أدى هذا الزلزال إلى تولد تسونامي قُدر ارتفاع موجته بمترين، وتسبب بتضرر القوارب على شواطئ جزر البليار الإسبانية، التي تبعد نحو 300 كيلومتر شمال مركز الزلزال. وقد شُعر بهذا الزلزال في برشلونة وموناكو.
مصر – زلزال 1992
يعتبر زلزال 1992 الكارثة الطبيعية الأسوأ في تاريخ مصر. وقع الزلزال يوم 12 أكتوبر عام 1992 الساعة الثالثة و9 دقائق عصراً بتوقيت القاهرة، وكانت نقطة مركزه السطحي قرب مدينة دهشور على بعد 35 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي من القاهرة. استمرت الهزة الأرضية دقيقتين و23 ثانية، وبلغت قوة الزلزال 5.8 درجات على مقياس ريختر. أصيب المصريون بحالة هلع، وقتل أكثر من 370 شخصاً، وإصابة أكثر من 6 آلاف. وأدى إلى تشريد نحو 50 ألفاً، وأصيبت معظم بيوت شمال مصر بتصدعات بالغة وانهار الكثير منها. وشهدت مصر عدة توابع لهذا الزلزال، استمرت على مدار الأيام الأربعة التالية.
تسببت هذه الكارثة بفضح الحكومة المصرية، التي لم تكن مؤهلة للتعامل مع تلك الكوارث والأزمات، إذ تعد تلك أول كارثة طبيعية تمر في تاريخ مصر.
لبنان – زلزال 1956
فى صباح يوم 16 مارس 1956 تعرض لبنان لزلزال قوي مدمر، بلغت قوته 5.6 درجات على مقياس ريختر، أصاب بشكل أساسي مناطق الشوف وجزين وصيدا وبعض مناطق البقاع. وأدى إلى مقتل 140 مواطناً، وجرح 500 ودمار كبير في المباني والبنية التحتية. وأدى الزلزال إلى دمار معظم المنازل، خصوصاً في شحيم، التي كانت نقطة مركز الزلزال، وعانوت ومزبود وجون، وصولاً إلى الشوف الأعلى وصيدا. وبلغ عدد المنازل المدمرة نحو 6 آلاف، وكانت مبنية بطريقة بدائية لا تحتمل قوة الزلزال. وقد سارعت الحكومة اللبنانية إلى نصب الخيم لإيواء السكان المشردين، وعددهم نحو 15 ألفاً.
العراق – فيضان بغداد 1954
في 17 مارس 1954، شهدت بغداد أخطر فيضان لنهر دجلة، هدد بغداد بالغرق بسبب ارتفاع منسوبه وقلة السدود. وكانت مدينة الرصافة الأكثر تهديداً بالغرق، وأعلنت الحكومة العراقية أن الزيادة لم يسبق لها مثيل منذ 48 عاماً. وواصلت المياه ارتفاعها، وقاربت 36 متراً في 26 مارس، وهو المنسوب الذي يفوق درجة الخطر بمتر واحد. وسهر أهل بغداد ليلة 28 مارس حتى الصباح وهم في حالة هلع، فقد بدأت المياه تتسرب إلى كثير من الدور والمؤسسات القريبة من النهر، وتحولت ساحة السراي الكبرى إلى بحيرة تعذر على الموظفين اجتيازها. وهددت مياه الفيضان التي تجمعت خلف السدود المحيطة بها من الشرق، العاصمة بغداد، ولم يحل بينها وبين الكارثة سوى سد ناظم باشا، الذي يحيط ببغداد من الناحية الشرقية، وقد أصابه التصدع بسبب ضغط الرياح الشرقية. وقد شلت حركة المواصلات بسبب قطع الطرق التي غمرتها المياه، وبات الآلاف بلا مأوى.
فلسطين وشرق الأردن – زلزال 1927
في الساعة الثالثة بعد ظهر 11 يوليو 1927، ضرب أرض فلسطين وشرق الأردن زلزال بلغت قوته 6.2 ريختر. كانت نقطة مركزه قرب جسر دامية في غور الأردن، على بعد نحو 25 كيلومتراً من شرق مدينة نابلس وقد تسبب بدمار أكثر من 600 منزل، وراح ضحيته نحو 500 شخص، منهم 100 تقريباً من سكان الأردن. وكانت مدن نابلس والسلط والقدس وأريحا الأشد تأثراً به، كما دمر السور القديم بقريتي قلنسوة والرينة.