‘جهاد مقدسي يحذر : إما الحفاظ على زخم المفاوضات وإلا سيلجأ المجتمع الدولي لخطط بديلة دون استشارة أحد و قد لا تعجب أحد’
10 أبريل، 2016
إلى جنيف بعد أيام قليلة .. للمشاركة ضمن وفد “منصة” مؤتمر القاهرة…جولة جديدة للمحادثات غير المباشرة بناء على المرجعيات الدولية المعروفة ٫ و نأمل أن يكون فيها ما يؤدي لتعزيز مسيرة الحل السياسي في بلادنا الغالية بهدف إنهاء الحرب و صياغة عقد سياسي و اجتماعي جديد في المجتمع السوري….عنوان هذه الجولة كما علمنا هو “التعديلات الدستورية” المأمولة التي من شأنها أن تضبط الانتقال السياسي ضمن إطار قانوني و تشريعي مؤقت للمرحلة الانتقالية .
بصراحة شديدة : مسار جنيف هو مكان ” للتأثير” بمجريات الأمور أكثر مما هو مكان ” لصناعة ” كاملة للحل٫ و هذا الوضع ليس ب” الشر الكامل” لأننا بالأصل كسوريين نحن موافقون على مرجعيات و قرارت الحل السياسي التي صاغها المجتمع الدولي دون استشارة السوريين التائهين ما بين تحقيق أحلامهم بسورية الجديدة٬ وكيفية الوصول إليها بظل هذا المشهد السوري/ الدولي المعقد ……نعم هذا هو المتاح لنا اليوم ٫ و هذه هي المنصة الوحيدة المتاحة حتى اشعار آخر ٫ لكن الواقعية السياسية لا تعني الاستسلام أبداً للواقع بل تعني الاستمرار بالمحاولة بالتأثير لتغييره عبرالإنخراط المباشر٫ فالمجتمع الدولي يتعاطى بزخم واضح لكنه ” مؤقت ” مع هذا المسار ..بعد أن خرج القرار من يد السوريين ( لمليون سبب )٫ لكن ومع ذلك ..هذا المسار مبني على الجهد السياسي التراكمي لجميع المشاركين السوريين كما هو حال السياسة و الدبلوماسية عموماً ….و رغم معرفتنا التامة ب “هشاشة ” هذا المسار – هذا لا يحتاج لفقهاء ليدركوا ذلك و يقولوا أنه ربما لن ينجح – فحرب الارادات الدولية على بلادنا واضحة لمن يتابع نشرة الأحوال الجوية و ليس نشرة الأخبار٬ و تبقى ضريبة الحضور و أثرها على المصلحة العامة للقضية السورية أقل بكثير من ضريبة الغياب طالما أن قرارنا بيدنا و قناعاتنا ثابتة ٫و نملك شجاعة مواجهة الناس برأينا و تقييمنا لسير هذه العملية ٫ و أن نخرج منها في حال ثبت أنها لا تخدم هدف وقف الحرب و الانتقال السياسي المشترك.
الجولة الماضية في جنيف ٬ كرست ثلاثة أمورعلى الصالح العام وليس الخاص للقضية السورية ( التمسك بالهدنة أو اتفاق وقف الأعمال العدائية٫ إدخال المساعدات الانسانية رغم العوائق٬ استئناف المحادثات بين السلطة و المعارضة و عدم انسحاب أي وفد) ٫ و نأمل أن تنجح هذه الجولة القادمة (على يد أياً كان من الأطراف المشاركة فلسنا بمنافسة مع أحد ) بالانتقال لانجاز أمور “إضافية” لها علاقة بجوهر الانتقال و العملية السياسية.
اتمنى فعلاً أن يستمر هذا التوافق الدولي لكي نحافظ كسوريين على زخم المسار التفاوضي لكي لا يلجأ المجتمع الدولي لخطط بديلة دون استشارة أحد و قد لا تعجب أحد .
يسعد مساكم.