الأنظار موجهة نحو تركيا بعد مصر: لماذا ترتيب “البيت السني” الآن؟


فالملك سلمان، كما أشارت مصادر إعلامية، يسعى إلى لملمة الخلافات الحاليَة بين مصر وتركيا، فبعد القاهرة توجه الأنظار نحو أنقرة لمحاولة تجاوز الخصومة مع نظام السيسي استعدادا للمنازلة الكبرى، فكل الحلفاء والوكلاء سيُجندون في حرب أمريكا ضد داعش”.

وكل هذه التسويات ومساعي التوفيق بين المتخاصمين داخل “المعسكر السني” ليست إلا تحضيرا واستعدادا لحرب الاستنزاف ضد داعش والجهاديين، وفقا لرأي متابعين.

وأشارت مصادر إعلامية إلى أن الملك سلمان يسعى لترتيب لقاء سيجمع الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والتركي رجب طيب اردوغان، إذ قد تشكل القمة الإسلامية التي تستضيفها اسطنبول في 13 من الشهر الجاري فرصة لعقده، في محاولة لتجاوز إرث الماضي القريب والتركيز على الاستعداد للقادم.

ويبدو أن الرياض تبدي حرصا كبيرا على أن تكون العلاقة بين هذه الدول الثلاث، السعودية ومصر وتركيا، أكثر تناغما وانسجاما، إذ إن “ثمة تحديات كبيرة سيتعين عليها مواجهتها في المرحلة المقبلة حين تسلك التسوية السورية طريقها، أبرزها مواجهة الجهاديين وتنظيم داعش”، كما تحدثت مصادر إعلامية.

ذلك أن هذه المهمّة ستناط بالدول السنية قبل سواها، وهذا ما أدركته المملكة، وفقا لرأي بعض المراقبين، فأنشأت الحلف العسكري الإسلامي الذي أجرى تمرينات ومناورات واسعة في السعودية شاركت فيها 21 دولة.

من هنا، كما يقول مراقبون، فإن “قنوات التواصل بين الرياض والقاهرة وأنقرة يجب أن تبقى مفتوحة، حتى إذا حلّت ساعة الصفر لانتقال قوات الحلف إلى الميدان السوري، كانت جاهزة وعلى مستوى متقدم من التنسيق، علما أن أزمات المنطقة وملفي مواجهة الإرهاب والحلف الإسلامي، ستحضر كلها في مباحثات القمة الإسلامية”.

فهذا “ليس هذا وقت الخصومة، ومن كانت له قضية خلافية مع آخر فليؤجلها أو ليتجاوزها، فساعة الصفر قربت ولا مجال لأي تصدع في الجبهة العسكرية ضد داعش”.

وذكرت مصادر إعلامية أن “مسعى العاهل السعودي يأتي عشية انطلاق جولة جديدة من المفاوضات بين النظام السوري والمعارضة في جنيف، وقد سبقتها أيضا مشاركة وزير الخارجية الأميركية جون كيري في اجتماع لدول مجلس التعاون الخليجي في المنامة ووصوله المفاجئ إلى العراق وزيارة للمبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا، إلى روسيا، حيث طلب من موسكو الضغط على النظام للحضور إلى جنيف وعدم التذرع بالانتخابات التشريعية التي تجري في 13 أبريل، لا سيما أنها تعرقل الحل ولا تسهله، والهدف من هذه الحركة تثبيت وقف إطلاق النار تمهيدا لإطلاق المرحلة الانتقالية والحل السياسي”.

وفي حين تتهم المعارضة قوات النظام وحلفائه بخرق الهدنة ومحاولة تحقيق تقدم على الأرض تعزز موقفها التفاوضي في جنيف، يقول متابعون إن واشنطن وموسكو أيضا لن تقبلا بدخول النظام والمعارضة إلى جنيف بسقف عال وبشروط، ذلك أن جلوس الطرفين إلى الطاولة منهكين ضروري لنجاح المفاوضات.

كما أشارت مصادر إلى أن الانسحاب الروسي الجزئي من سوريا دفع إيران لإعادة انتشارها الميداني في سوريا الانتشار، فعاودت إرسال قوات قتالية إلى الجبهات وليس مستشارين فقط، حيث تكثف عملياتها، خصوصا في حلب اليوم، إلى جانب قوات النظام لتحسين المواقع على الأرض، وهدف طهران حجز موقع لها في التسوية المنتظرة، بعد أن أُبعدت، قليلا، عن دائرة القرار بدخول موسكو إلى المنطقة.

تحدث مراقبون ومحللون أن زيارة الملك سلمان إلى مصر وما صاحبها من الإعلان عن مشروعات وتمويل واستثمارات لها أبعاد إقليمية لا تقل أهمية عن الجوانب المحلية.