المونيتور: السعودية وأمريكا سيستمران كحليفين مهمين رغم الخلافات السياسية


وأشار إلى ما كتب وقيل مؤخرا عن توتر في العلاقات بين البلدين، استند إلى خلاف فلسفي بين إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما والقيادة السعودية، فعقيدة أوباما يبدو أنها تقوم على مبدأ تجنب الولايات المتحدة التورط عسكريا أو ربما حتى سياسيا في أي صراع بالشرق الأوسط إلا إذا كان هناك تهديد خطير ووشيك لأمن واشنطن، في حين أن المملكة يبدو أنها اعتمدت سياسة خارجية مختلفة جدا إن لم تكن متعارضة تماما مع تلك الأمريكية.

وذكر أن ما يدعوها البعض بـ”عقيدة سلمان” يبدو أنها تقوم على فكرة أن الاضطرابات غير المسبوقة في المنطقة تتطلب من المملكة لعب دور قيادي، وأن المملكة عليها أن تملأ الفراغ الذي خلفته الولايات المتحدة من خلال اعتماد سياسة خارجية حازمة لتحقيق الحد الأدنى من الاستقرار في المنطقة والتي تمتد لاستخدام القوة عند الضرورة.

وتحدث عن أن الخلافات السياسية بين حكومتي البلدين لا يمكن نفيها، إلا أن العلاقات الثنائية بين البلدين لم تستمر لأكثر من 7 عقود مصادفة، فهناك عدد هائل من المصالح المشتركة ستضمن أن السعودية والولايات المستحدة سيستمران كحليفين مهمين مستقبلا.

وأضاف أن معادلة “النفط مقابل الأمن” التي حافظت على العلاقة بين البلدين لعقود أعيدت صياغتها في ضوء ثورة النفط الصخري الأمريكي التي جعلت من الولايات المتحدة أقل اعتمادا على واردات النفط في وقت تحسنت فيه القدرات العسكرية للقوات المسلحة الملكية بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة.

وأشار إلى أن البلدين استمرا في دعم بعضهما البعض في الحملات العسكرية التي يقودها كل منهما، فالمملكة تدعم الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد “داعش”، وواشنطن تقدم الدعم الاستخباري واللوجيستي الحيوي للتحالف الذي تقوده المملكة ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران وحلفاء الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.

وأكد على أن البلدين يتعاونان بشكل وثيق جدا في مجالات جمع المعلومات الاستخبارية ومكافحة الإرهاب، وموثق جدا أن وزير الداخلية السعودية ولي العهد الأمير محمد بن نايف زود واشنطن بمعلومات مهمة مكنت المسؤولين الأمنيين الأمريكيين من منع هجوم إرهابي مدمر محتمل في 2010م، كما يعملان منذ 2004م لتقليص تمويل الإرهاب من خلال رصد الكيانات والأفراد واعتبارهم داعمين للإرهاب.

وأبرز “ناظر” صفقات الأسلحة الضخمة التي وافقت الولايات المتحدة مؤخرا عليها لصالح المملكة، كما تناول حديث ولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان لشبكة “بلومبرج” الأمريكية حيث أشار إلى أن المملكة تعتبر نفسها حليفا رئيسيا للولايات المتحدة في الشرق الأوسط وترى الرياض كذلك أن أمريكا حليفة لها أيضا، ومازالت المملكة مستمرة في إرسال الآلاف من أبنائها للحصول على الدرجات العلمية من الجامعات الأمريكية، وباختصار فإن العلاقات الأمريكية السعودية ستستمر في كونها علاقات خاصة.