حرب العراق في “الأنستاغرام”
11 أبريل، 2016
غازيتا –
قام مجهولون بنشر صور فاضحة لإعدام مسلحين تابعين لعناصر تنظيم الدولة على الحساب الخاص “بالقوات الخاصة العراقية” على الشبكة الاجتماعية “إينستاجرام”.
ولا يزال الحساب التابع للفرقة العراقية الخاصّة للتدخل السريع على الإينستاجرام محلّ نقاش من قبل وسائل الإعلام وذلك على خلفية نشرهم لصور مسلحين معتقلين تابعين لعناصر”تنظيم الدولة “، ثمّ يطلبون من المستخدمين تقرير مصيرهم.
وكان أغلب المستخدمين يطالبون بإعدامهم، لذلك فإنه سرعان ما يقع إعدام هؤلاء المعتقلين و يقع نشر صور القتلى على الموقع.
وقد قامت إدارة الإينستاجرام بإزالة هذه الصور”العنيفة”،من الموقع عدّة مرّات إلاّ أنه في كلّ مرّة يقومون بإنشاء حساب جديد بأسماء متشابهة.
ويعتقد الكثيرون أن هذه الصفحة هي وهمية، وبأنّ الصور التي وقع نشرها كانت قد ظهرت في وسائل الإعلام منذ فترة طويلة، و بأنّ أشخاصا مجهولين قاموا بنسب هذه الصفحة إلى”القوات الخاصة العراقية”.
وإذا افترضنا أنّ هذه الصفحة وهمية ولا تخصّ فرقة “الكومندوس” فإنه من المفترض أن تقوم هذه القوات الخاصّة بإلقاء القبض على “اليد الفاعلة”، رغم أنّ العديد من الصور التي التقطت هي من مصادر غامضة.
والشيء المثير للاهتمام في الصور ليس فقط عمليات القتل المروعة بل أيضا نوعية الأسلحة التي يستعملها العراقيون ضد عناصر تنظيم الدولة.
ففي معظم الصور التي ظهر فيها عناصر”الكومندوس” لوحظ أنهم يستعملون أسلحة أمريكية الصنع، وخاصّة المعدات الصغيرة.
وقد كان عناصر الوحدات الخاصّة العراقية يظهرون مع “بندقيات إم-4 القصيرة “، التي أصبحت تمثل السلاح الرئيسي لهم، منذ بداية الغزو الأمريكي في عام 2003.
وقد تم تجهيز هذا السلاح بنظام “العمليات الخاصّة غريبة التعديل”، الذي يُّستخدم من قبل القوات الخاصة لمنظمة حلف شمال الأطلسي في مختلف بلدان العالم.
وهو يتضمّن مشاهد ذات جودة عالية “إيوتيك” و”تريجيكون”، إضافة إلى أضواء تكتيكية، مؤشرات ليزر، أشعة تحت الحمراء وغيرها من المعدات الحديثة.
ومن الأسلحة الصغيرة الأخرى التي تستعملها القوات الخاصّة العراقية نذكر البنادق الايطالية بينيلى إم-4، والرشاشات الألمانية اتش-كا21 و البلجيكية أم-240.
وفي واحدة من الصور ظهرت الوحدات الخاصّة ببنادق من نوع كلاشينكوف. وفي صور أخرى كذلك، كانوا يستخدمون الأقنعة البالستية وهي تستخدم لحماية الناس من شظايا صغيرة، وربما حتى من الرصاص.
وقد انتقدت وسائل الإعلام الأميركية هذه الأقنعة، وقالت أنه يجب منعها لأنها لا تحمي ضد الرصاص الصادر عن بندقية أ-كا 47 مثلا.
ولوحظ أنها ملائمة أكثر للاستخدام في الإفراج عن الرهائن أو الغارات، ولكن ليس في حالات القتال.
وأمّا المركبات العسكرية والسيارات التي هي تحت تصرف القوات الخاصة العراقية فإنّ معظمها أمريكية، مثل المدرعة أر-جي 33 و أيتش-أم-أم-دابليو، فضلا عن دبابات أبراهمس-أم1 والسوفيتية تي-55.
والسيطرة الواضحة للأسلحة الأميركية لدى القوات الخاصة العراقية ليس بالأمر المفاجئ لأن هذه الفرقة تم تنظيمها بعد الغزو الأمريكي في عام 2003، أي في فترة التعاون الفعال بين واشنطن وبغداد على الوحدة العسكرية.
وعلى الرغم من الآمال الكبيرة التي كانت معلقة بهذه القوات الخاصّة في عهد صدام حسين في العمل العسكري، إلاّ أنّها فشلت في أول تصادم مباشر مع الأميركيين، وقتل فيها قصي حسين نجل الرئيس العراقي السابق صدام حسين، ومنذ ذلك الحين والقوات العراقية الخاصّة تعمل على تحسين قدراتها الدفاعية.
وبفضل المدربين العسكريين التابعين للولايات المتحدة أمكن للقوات العراقية الخاصة الحد بشكل كبير من حجم الأراضي التي يسيطر عليها عناصر تنظيم الدولة .
والآن أصبحت المواجهة تهدف استعادة مدينة الموصل في شمال البلاد. وهذا يعني أن الولايات المتحدة ستواصل دعمها للقوات العراقية بالتمويل والتكنولوجيا، خاصّة وأنّ الأميركيين أقاموا قاعدة عسكرية قريبة من منطقة الموصل. وعلى ما يبدو، فإنه من غير المرجح أن يكون هذا كافيا لإنهاء الحرب الأهلية في بلدهم بصفة نهائية.