في ذكرى الوجع: بغداد لم تسقط بل دخلها الساقطون


بغداد – لم يمر السبت عاديا على العراقيين، فقد ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالذكرى، ذكرى سقوط بغداد (09/04/2003).

على الشبكات الاجتماعية ضمن هاشتاغ #ذكرى سقوط بغداد، تذكر العراقيون بكثير من الشجن متابعتهم المباشرة لدخول الدبابات الأميركية ساحة الفردوس، لتفتح بذلك بوابات الجحيم.

وما زال العالم إلى اليوم يتذكر صور الدبابة الأميركية وهي تسحب مجسم التمثال، وسط الساحة، وسط ذهول العراقيين.

ونظم الكثيرون أشعارا حزينة وتراوحت التعليقات ما بين مدح العراق، وأخرى تعبر عن الوجع والأنين. وأكدت تغريدات أن سقوط بغداد كان بمثابة سقوط للعروبة. ومن بين أكثر التغريدات المتداولة “سقطت الجمجمة (العراق) فمات الجسد (العرب)” و”لم تسقط بغداد بل دخلها الساقطون”. وذكر مغرد أنه “من أجمل ما قيل في ذكرى سقوط بغداد، أنه لو علم أبوجعفر المنصور أنّ نوري المالكي وحيدر العبادي سيحكمانها ما بناها!”.

‫يقول معلق على فيسبوك “طالت المسرحية ومات المشاهدون ‏ولم ينته العرض بعد! في مثل هذا اليوم من عام 2003 شاهدت سقوط تمثال صدام حسين وسقوط الأمة العربية جمعاء.. إنه ليوم حزين سيبقى في ذاكرة كل عربي إنه يوم سقوط بغداد!”.

يقول آخر “لا أنسى، عندما اجتاح مغول العصر بغداد ونهبوا متحفها، دمعة الرجل الأربعيني وهو يبكي ويقول بلهجته العراقية: 8000 سنة من الحضارة ضاعت! يا حوينتك يا العراق باعك القريب قبل الغريب!”.

وقال معلق “اليوم هو ذكرى سقوط بغداد، ولا عبرة لمن يقول سقوط النظام، بل كل القرائن تؤكد سقوط بغداد للمرة الثانية، أولا في عهد هولاكو سنة 656 هجري الموافق لـ1285 ميلادي، وثانيا في عهد جورج بوش الابن 2003”. في إشارة إلى اجتياح المغول بغداد لعاصمة الخلافة العباسية وقتلوا البغداديين ودمروا مدينتهم وقضوا على الخليفة المستعصم بالله.

مغردون: المصائب تدك بغداد منذ ثلاثة عشر عاما ولمن لا يعرف بغداد فهي عاصمة الأحزان العربية والقهر العالمي

وأكد مغردون “مصائب وفواجع وآلام تدك بغداد دكا منذ ثلاثة عشر عاما ولمن لا يعرف #بغداد فإنها عاصمة الأحزان العربية وعاصمة القهر العالمي #ذكرى سقوط بغداد”.

ولا يزال العراقيون والعرب يستميتون في تفنيد مزاعم الولايات المتحدة الأميركية التي دمرت البلاد “بحثا عن أسلحة الدمار الشامل ولتحرير العراقيين”. وقال معلق إن “استرجاع الأحداث الآن، يكشف لنا أن بلدا عظيما ومشروع دولة عظمى دُمّر بسبب كذبة”. ونشر أحدهم صورة لأحد العراقيين وهو يحمل علم الولايات المتحدة الأميركية ويلوح به من فوق قاعدة تمثال صدام حسين، وكتب عليها “عندما وصل الخائن أعلى مراتبه، عانق حذاءك”.

ولم ينس المغردون وصف ما آل إليه حال العراق اليوم في ظل انتشار الميليشيات الطائفية، وطغيان الفساد المالي والإداري منذ وصول طبقة سياسية فاسدة إلى الحكم على ظهر الدبابة الأميركية، مؤكدين أن المستفيد الوحيد من احتلال العراق هي إيران حيث توسعت وسيطرت على العملية السياسية.

الكاتب السعودي، مهنا الحبيل، قال “حفنة مصالح لمستبد دولي استثمر جناية مستبد محلي أوكل مشروعه الديمقراطي لثوب خرافي إيراني سحق العراق بدعم العرب”.

مدير المــركز العـراقي للدراسات الاستراتيجية مصطفى عياش الكبيسي ‏غرد قائلا “أيها العرب: أعيدوا بغداد قبل أن تخسروا مكة والمدينة، وتيقنوا أن من دنس #بغداد عيونه الشريرة تتحين بكم الفرص كل يوم”.

وقال الإعلامي السعودي تركي الدوسري، إن دولة العراق ضاعت بين “عربي خائن ورافضي عميل وفارسي قذر حاقد وأميركي ظالم طاغ”.

النائب البحريني السابق ناصر الفضالة، قال “اليوم تعاودنا ذكرى #سقوط بغداد.. وأكذوبة تحرير العراق ولا يشبه هذا اليوم في سواده إلا ذكرى #احتلال القدس”.

وقال محسن العزاوي” في مثل هذا اليوم قبل 13 عاما بكى التاريخ وانتحبت الحضارة بـ #احتلال بغداد تبا لمن دنس أرضك يا بلادي!”. واعتبر معلقون أنها كانت “حربا استعمارية للقضاء على مجتمع عربي، ولكن التاريخ لا يكذب ستعود يوما”. وأكد آخرون أن العراق لا يزال ينزف دما.

ورغم اختلاف المسميات في هذه المناسبة حيث أسمى البعض الذكرى بيوم “سقوط بغداد” أو “احتلال العراق”، فيما سماه البعض “يوم التحرير”، يبقى الـ9 أبريل عام 2003، بمثابة أحد أهم الأحداث التي غيّرت تاريخ المنطقة العربية.