إيران على أعتاب انقلاب داخلي

12 أبريل، 2016

الصراع الداخلي الإيراني يزداد سخونة.. فالجيش يتورط بعد الحرس الثوري الإيراني في سوريا، والاتهامات بتسليح الحوثي واستضافتهم والتنسيق معهم تواجه الحكومة.

والخسائر تزداد والمعارضة تستنكر الأوضاع، والإصلاحيون يتهمون القيادات بالخيانة، والشعب يريد تحسين أوضاعه، والحقوقيون يستنكرون حملات الإعدامات التي يواصلها النظام.. هكذا تسير وتيرة الأوضاع الداخلية بإيران، مما ينذر بأن إيران على أعتاب انقلاب داخلي على النظام.

خاصة في ظل استمرار النظام الإيراني في تدخلاته وتصعيده في المنطقة، حيث أكدت المعارضة الإيرانية أن خامنئي أرسل أعداداً جديدة مما يسمى بالحرس الثوري والميليشيات العميلة له، ومجموعات من الجيش النظامي الإيراني، إلى سوريا.

وقال بيان صادر عن لجنة الأمن ومكافحة الإرهاب في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أمس، إن هذه القوات أرسلت لتعزيز قدرات نظام الأسد، لشن هجمات جديدة ضد المعارضة والجيش الحر في محافظة حلب.

وأوضح البيان أن خامنئي وفي عمل غير مسبوق منذ نهاية الحرب الإيرانية العراقية، يرسل وحدات من الجيش النظامي على نطاق واسع، في خدمة تصدير الإرهاب وإثارة الحروب خارج الحدود الإيرانية.

واليوم، سربت وسائل إعلام إيرانية وسط تكتم رسمي شديد، نبأ مقتل أول ضابط إيراني من القوات الخاصة في الجيش الإيراني بسوريا، الاثنين، في حين تحدثت وكالات أخرى عن مقتل أربع ضباط آخرين.

وقال موقع “تابناك” المقرب من الحرس الثوري الإيراني، إن الجيش الإيراني “قدم أول شهدائه في سوريا”، على حد وصفه، دون أن يحدد مكان مقتله، في حين قالت وكالة “تسنيم” المقربة من الحرس الثوري الإيراني إن أربعة ضباط من الجيش الإيراني قتلوا في سوريا.

وأكد رئيس الموفد التليفزيون الرسمي الإيراني الأسبق بسوريا حسين شمشادي، خبر مقتل محسن قيطاسلو، من أصحاب القبعات الخضر، في لواء 65، من الجيش الإيراني في سوريا.

إصلاحي إيراني يصف خامنئي بـ(طاغية إيران)

وخرج الزعيم الإصلاحي الإيراني مهدي كروبي عن صمته منذ العام 2009، من خلال رسالة وصف فيها رأس نظام ملالي طهران علي خامنئي بـ”طاغية إيران”.

وقال كروبي الذي لا يزال قيد الإقامة الجبرية في إيران عقب انتخابات العام 2009، التي جاءت بأحمدي نجاد رئيسًا لإيران، مخاطبًا الرئيس الإيراني الحالي حسن روحاني: “أطالبكم بالتدخل وفقًا للمادة 168 من الدستور الإيراني في الدفاع عن حقوق المواطنين الإيرانيين، وتقديم الطلب لدى (طاغية إيران) لإقامة محاكمة علنًا، حتى يرى الشعب الإيراني من هو الصالح ومن الفاسد في هذا النظام”.

وأضاف كروبي: “أريد أن أحضر وأدافع عن نفسي ضد الاتهامات التي وجهت ضدي، كما أريد أن أحضر لإثبات بطلان الانتخابات الرئاسية لعام 2009، ليعلم الشعب الإيراني بأنها كانت غير قانونية”.

وتابع “سأكشف ما جرى من تزوير في الانتخابات الرئاسية، وخفايا السجون والمعتقلات غير القانونية، وأن ظهور هذه المحكمة سوف يكشف من الذي انحرف عن المسار الحقيقي للثورة الإيرانية ومن هو الفاسد؟”.

وزاد: “وسائل إعلام النظام تشن ضدي هجومًا شرسًا لتشويه صورتي، ولم تتح لي الفرصة للدفاع عن نفسي والرد على كل الاتهامات التي وجهت إلي، حتى يعرف الشعب الإيراني من هم الفاسدون الذين يلعبون بمصيره وبمقدراته، ومن هم الذين يسرقون وينهبون ثرواته، ولأكشف كيف تم نقل 22 مليار دولار إلى الإمارات وتركيا”.

وهاجم كروبي التوسع الإيراني في المنطقة، قائلًا: “الجشع وحب السلطة والطموح التوسعي لبعض الشخصيات، جعلهم يتصورون ويعتقدون بأن مصير الشعوب ودول المنطقة أصبح يقرر بأياديهم”.

وبين أن ثروات ومقدرات الشعب الإيراني نهبت على أساس هذا الطموح التوسعي، ووصل الأمر بهذه الشخصيات إلى التضحية بالإيرانيين من أجل تحقيق مطالبهم التوسعية في المنطقة، مشيرًا إلى أنه من أجل تحقيق ذلك جاء الحرس الثوري بأحمدي نجاد، الذي وصفه كروبي بـ”الكذاب الماكر”، الذي قاد أفسد حكومة إيرانية لم تشهدها إيران لا في العهد الملكي ولا الجمهوري.

وانتشرت رسالة كروبي بشكل واسع بين وسائل الإعلام الإيرانية، وأصبحت حديث الساعة داخل الأوساط السياسية، فيما تتهم دوائر المحافظين رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام رفسنجاني، بأنه المحرض الأساسي لرسالة كروبي، وأن رفسنجاني يقف وراء هجوم كروبي على المرشد والحرس الثوري، بعد هجوم المرشد الأخير، الذي وصف فيه رفسنجاني بالخائن.

تصاعد رغبات التغيير في إيران

وتأتي رسالة “كروبي” في الوقت الذي تسبب فيه المعارضة الإيرانية صداعًا في رأس النظام، حيث كشفت زعيمة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية المعارض، مريم رجوي، أن طهران أرسلت 60 ألف عسكري إلى سوريا لحسم المعارك في بعض المناطق لصالح نظام بشار الأسد، ولكن “دون أمل بالانتصار”.

وأكدت رجوي في كلمة لها خلال اجتماع مع نواب في الجمعية الوطنية الفرنسية، في باريس، الثلاثاء الماضي، أن “روحاني الذي كان يدّعي الاعتدال ضاعف عدد الإعدامات، وصعّد من الحروب والمجازر في سوريا والدول الأخرى في المنطقة، وصرف الأموال المفرج عنها من خلال إلغاء العقوبات لقوات الحرس وللحروب في اليمن وسوريا والعراق، ولم تكن حصة الشعب الإيراني سوى مزيد من الفقر”.

وقالت زعيمة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في الاجتماع الذي حضره كل من النائب برونور لورو، رئيس الكتلة الأغلبية الاشتراكية في الجمعية الوطنية، ومجموعة أخرى من نواب البرلمان الفرنسي: إن “مختلف شرائح الشعب الإيراني تريد التغيير في إيران”.

وأكدت رجوي: “لقد أثبت أبناء الشعب الإيراني هذا المطلب من خلال 6500 حركة احتجاج نظموها خلال العام الإيراني المنصرم”.

وشددت مريم رجوي على أن النظام الإيراني يمر بمرحلة ضعف، وقالت: “في الوقت الحالي هناك ما لا يقل عن 60 ألف عسكري وميليشيا تابعة للنظام الإيراني في سوريا. لكن ليس هناك منظور للانتصار لملالي في سوريا. الملالي بحاجة إلى أسد لبقائهم في السلطة، وإنهم في أسوأ ظروفهم. كما أن اختبار الصواريخ البالستية من قبل هذا النظام انتهاك لقرار مجلس الأمن، ويشير إلى مواصلة سياسات النظام نفسها، كما أنه يريد من خلال ذلك التستر على ضعفه وهشاشته”.

دعوة لتشكيل جبهة عربية ضد النظام الإيراني

سبق لـ”رجوي” أن دعت العام الماضي، إلى تشكيل جبهة موحدة من شعوب المنطقة ضد النظام الإيراني، وذلك في اليوم الختامي للتجمع السنوي للمعارضة الإيرانية في باريس، الذي استمر يومين تحت شعار “إيران ديمقراطية حرة، وإسقاط ولاية الفقيه عراب التطرف الديني والإرهاب”.

وأجمع المشاركون في اللقاء على “الخطر الإيراني الذي يهدد المنطقة”، ودعوا إلى “تنسيق عربي مع المعارضة الإيرانية لمواجهة سياسة إيران العدوانية”.

وكانت رجوي قد أكدت في خطابها في اليوم الأول للتجمع، أن “إسقاط نظام الملالي هو الحل لإطفاء نيران التطرف الديني في المنطقة”، وقالت: إن “إيران وتنظيم الدولة الإسلامية وجهان لعملة واحدة”.

ودعت رجوي الوفود العربية إلى تشكيل “جبهة موحدة ضد ولاية الفقيه والتطرف لإنقاذ المنطقة”، وقالت: “آن الأوان لتتكاتف شعوب المنطقة مع الشعب الإيراني ومقاومته، لوضع حد للكارثة التي حلت في إيران وفي المنطقة برمتها”.

رفض للانتهاكات الحقوقية بإيران

من جهته، دان النائب، برونو لورو، انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، وقال: “نحن– الفرنسيين- نقول إننا نرفض انتهاك حقوق الإنسان، نحن نرفض أحكام الإعدام، نحن لا يمكن أن نقبل أنظمة تقمع شعوبها بهذا الشكل”.

وتحدث في هذا الاجتماع عدد آخر من النواب الفرنسيين، منهم دومينيك لوفور رئيس المجموعة البرلمانية لإيران ديمقراطية، وقال: إن “النظام الإيراني يواصل مشروعه الصاروخي بهدف زعزعة المنطقة”.

كما عبر النائب ميشيل ترو، من الحزب الجمهوري، عن أمنيته بأن “يكون العام الجديد الإيراني عام إقرار نظام ديمقراطي في إيران”.