سيناريوهات سقوط الطائرة الروسية في سورية


تبرز سيناريوهات عدّة للطائرة الروسية، التي أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الثلاثاء، أنّها سقطت قرب حمص. فبالإضافة إلى الرواية الرسمية، كان تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، قد أعلن إسقاط طائرة للنظام السوري، أمس، فيما يرجح معارضون أن تكون الطائرة التي أعلن عن سقوطها في حمص هي نفسها، التي أسقطت في محيط مطار “الضمير” العسكري بريف دمشق، على اعتبار أنّهم لم يلاحظوا سقوط أي طائرة في ريف حمص.

ومن بين هذه السيناريوهات، ما جاء على لسان وكالة “أعماق”، التابعة لـ”داعش”، أمس الإثنين، عندما ذكرت أن “التنظيم أسقط طائرة حربية لقوات النظام السوري إثر استهدافها خلال المعارك في محيط مطار الضمير العسكري”.

وأضافت أن “ثلاث طائرات حربية رابضة داخل مطار الضمير العسكري في القلمون الشرقي بريف دمشق، تضررت نتيجة سقوط الطائرة، التي تم استهدافها على أرض المطار”. فيما ورد على لسان وزارة الدفاع، في بيان، صباح اليوم، تحطم الطائرة قرب حمص، ومقتل طاقمها المكون من شخصين، لافتةً إلى أنه تم نُقل جثتي الطيارين إلى قاعدة جوية روسية في حميميم، دون أن تحدد المكان بدقة.

وأوضحت الوزارة، أن المعلومات الأولية لا تظهر أن المروحية تعرضت لإطلاق نار، مشيرةً في الوقت نفسه، إلى أن فريقاً من المحققين الروس يعمل في مكان الحادث، للكشف عن أسباب تحطم المروحية.

وفي ظل الغموض الذي يكتنف حادثة سقوط الطائرة بالتحديد، وعدم معرفة جميع النشطاء الذين تواصلت معهم “العربي الجديد” في حمص عن مكان سقوط الطائرة، رجح المتحدث الرسمي باسم “حركة تحرير حمص” صهيب العلي، أن تكون الطائرة الروسية التي سقطت هي نفسها التي أعلن عنها التنظيم.

وأرجع العلي سبب ذلك، خلال تصريحات لـ”العربي الجديد”، إلى عامل الزمان أولاً، بعد إعلان التنظيم أولاً وبعدها وزارة الدفاع الروسية، وثانياً إلى أن الأخيرة لم تحدد مكان سقوط الطائرة في ريف حمص، وعلى اعتبار أن هناك مناطق متداخلة بين ريف حمص الجنوبي وريف دمشق الشرقي، فإن الوزارة لجأت إلى بيان فضفاض.

وحول إعلان “داعش”، أنّ الطائرة التي سقطت هي للنظام وليس لروسيا قال العلي إن “مقاتلي التنظيم شاهدوا الطائرة عن بعد، ولم تسقط عندهم حتى يتمكنوا من تحديد الطائرة بدقة”.

ولوحظ نسب حسابات عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي مقربة من “داعش”؛ سقوط الطائرة إليه، وسط تمجيد وتهليل.

في المقابل، قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، إنّ مصير الطيار الذي أسقطت طائرته بمنطقة الضمير بعد استهدافها من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” لا يزال مجهولاً، لافتاً إلى ورود معلومات مؤكّدة أن الطيار تمكّن من الوصول إلى مناطق سيطرة قوات النظام بعدما قفز من الطائرة عقب إصابتها بمضادات الطيران.

من جانبه، يرى القائد السابق لـ”جبهة حمص”، في هيئة أركان “الجيش السوري الحر”، العقيد فاتح حسون، أنّه “إلى الآن لا توجد بالنسبة لنا أي أنباء مؤكّدة، لا سيما مصادر الأخبار حول الحادثة هي روسية وداعشية، وهي مصادر لا نعتمد عليها”.

المصدر: العربي الجديد – أنس الكردي