في ذكراها الثالثة… ناشطون يصدرون وثائقي (مجزرة الصنمين الكبرى)
12 أبريل، 2016
إياس العمر: المصدر
أنتج ناشطو مدينة الصنمين بريف درعا، وبعد ثلاثة أعوام على مجزرة مدينتهم والتي أطلقوا عليها اسم (مجزرة الصنمين الكبرى)، فيلماً وثائقياً يروي ما جرى يوم المجزرة في (10 نيسان/أبريل) من العام 2013، والتي راح ضحيتها أكثر من 80 شخصاً، إثر اقتحام قوات النظام وميلشياته أحياء المدينة.
ويوثق الوثائقي القصير شهادات من عايشوا المجزرة المروعة ولقطات من اقتحام قوات النظام للمدينة وما خلفته من قتل ودمار في المدينة التي ما زالت تخضع لسيطرة النظام.
وبشهادة عن المجزرة التي وقعت قبل ثلاثة أعوام، قال عضو المكتب الإعلامي في مدينة الصنمين نادر محمد في حديث لـ “المصدر” إنه منذ ساعات الفجر الأولى في يوم 10 نيسان/أبريل من عام 2013، تحشّدت قوات النظام وميليشياته في مقرات الجيش المنتشرة كالطوق حول مدينة الصنمين، وكانت القوات عبارة عن ميلشيات حزب الله مع قوات الدفاع الوطني (الشبيحة) وقوات من الأمن العسكري وبعض من قطع الجيش كالفرقة التاسعة واللواء (15) والفرقة السابعة، ومن التل الموجود على أطراف المدينة من الجهة الشمالية، كانت هذه القوات قد أطبقت الخناق على جميع مداخل ومخارج المدينة في نية لاقتحامها.
وبعدها بدأ توغل قوات النظام للحي الجنوبي والذي يطل على مقرات الأمن العسكري والسياسي ومساكن الضباط العسكرية والطبية العسكرية وحاجز مفرق قيطة، وذلك في الساعة الخامسة من صباح ذلك اليوم، وبدأت دبابات ومدرعات قوات النظام وميليشياته بدخول الحي تحت غطاء ناري كثيف من القناصة الذين تمركزوا على الأبنية العالية، وكانت تستهدف أي شيء يتحرك داخل المدينة في جميع الأحياء، وكان في بداية الاقتحام تمشيط عشوائي للحي بالرصاص والقذائف، في هذه الأثناء حاول الجيش الحر الموجود في الحي بأسلحتهم الخفيفة مناوشة الجيش ومحاولة صد اقتحام الحي الذي يتواجد فيه عدد كبير من المدنيين والنازحين.
وبقي إطلاق الرصاص والقذائف على كافة أحياء مدينة الصنمين لمنع مؤازرة الحي المراد اقتحامه من عناصر الجيش الحر المتواجد في باقي أحياء المدينة، وبقي الجيش الحر يحاول صد الاقتحام إلى الساعة الواحدة على الرغم من قلة الإمكانيات والسلاح، وحتى قلة أعداد عناصر الجيش الحر، وفي هذه الأثناء كان الحر يحاول إخراج أكبر عدد من المدنية خارج الحي إلى أحياء أكثر أمانا، ومن بعدها انسحب من الحي لتدخل قوات النظام وميليشيات حزب الله المدينة، وتبدأ بقتل واعتقال كل شخص يصادفهم.
وحاول عناصر من الجيش الحر إسعاف الجرحى من المدنيين، وحاولوا إجلاءهم إلى أحياء أخرى أكثر أمناً، وبالرغم من القصف العنيف ورصاص القناصة استطاع الجيش الحر تكبيد قوات النظام خسائر تعد بسيطة مقارنة بالعدد الهائل الذي أتى لاقتحام الحي.
وقتل جراء الاشتباكات عنصرين من الجيش الحر، وكانت ميليشيات حزب الله تقوم بأعمالها الطائفية بقتل الناس بالسواطير والسيوف، وكانت قوات الأسد مشغولة أيضاً بحرق البيوت وسرقة كل شيء ثمين من المصاغ والنقود وقتل الناس بدم بارد وحرقهم في أقبية إحدى المنازل، ومن بينهم حرق طفلة مجهولة الهوية، وكان كل من قوات النظام وميليشيات حزب الله يتفننون بطرق قتل الناس بين حرقهم أو ذبحهم أو إعدامهم بالرصاص، وكانوا يجمعون الناس في غرفة واحدة ويفتحوا النار عليهم ليقتلوهم جميعاً، ويحرقوهم بعد ذلك.
وكان من بين الشهداء أطفال صغار ورجال طاعنين بالسن ونساء، عدا عن سحب الجثث التي تم التنكيل بها وتم أخذها إلى مقر الفرقة التاسعة مع المعتقلين الذين تجاوز عددهم 120 معتقلاً، وكانت حصيلة الشهداء تقدر بأكثر من 80 شهيداً وثقوا بالاسم، والجدير بالذكر أنه استشهد في هذه المجزرة أكثر من 20 شخصاً كانوا في سيارة ذاهبين باتجاه إحدى القرى المجاورة للمدينة، وتم قتلهم بعد استهدافهم بقذيفة دبابة، وأصبح كل من فيها رماد، وهم: (عائلة سلطان العتمة 10 شهداء، عائلة محمود النصار وتقدر بـ 8 شهداء جميعهم أطفال، عائلة موسى العتمة 3 شهداء، الشهيد أحمد علي الفلاح وجد جانب السيارات مقتولاً إعداماً ميدانيا).
وبعد كل عمليات الإبادة التي حصلت في الحي، ولعدم إمكانية بقاء قوات وميليشيات النظام في المدينة ليلاً، انسحبوا عند غروب الشمس تـم توثيق عـدد مـن الانتهاكات بحـق المدنييـن أهمـها:
– قتـل أكثـر مـن ثمانين مدنياً قضى أكثر من نصفهم ذبحاً ونحراً بالسكاكين، وتم التعرف على 62 جثـة وتوثيقها بالاسم، ولم نستطع إحصاء العدد الكلي للشهداء بسبب إحراق العائلات بالكامل، وفقدانهم نهائياً، ولم نجد لهم أثرا.
– استخدام عناصر أجنبية (حرس ثوري إيراني) للمدنيين كدروع بشرية بهدف ردع نيران الجيش الحر، ومنعه من بالتصدي لهم، وتم تأكيد هـذا الأمر بشهادة عدد من شهود العيان الذين كانوا ضمن الـدروع البشرية، وقيام هذه العناصر نفسها بارتكاب المجازر والإعدام الميداني والتمثيل بجثث الشهداء.
– استهداف أكثر من عشر سيارات برصاص القناصة والأسلحة المتوسطة، كانت تقوم بنقـل المدنيين الذين ينزحـون إلى خارج المدينة، وتم تأكيد وجـود 21 شهيداً معظمهم من الأطفال علـى طريق كفر شمس القديم.
– وجـود أكثر من 8 أطفال تحت سن التاسعة بيـن الشهداء، منهم من تم إعدامه ميدانياً، إضافة إلى أكثر من 45 جريحاً معظمهم بحالة حرجة بسبب النقص الحاد في المعدات الطبيـة وغياب أي كادر طبي متخصص، وأكثر من 40 شخصاً مفقوداً لم يتم تأكيد خبر اعتقال أو استشهاد أي منهـم
– حرق أكثر مـن 57 منزلاً وتدمير أكثر من 43 منزلاً بقذائف الدبابات، ووثقنا العدد الكامل للبيوت المحروقة والمهدمة بما يقارب 113 منزل.
ويذكر أن مدينة الصنمين شهدت عدداً من المجازر، وكانت ثاني مدينة يرتكب فيها النظام مجزرة بتاريخ (25 آذار/مارس) من عام 2011، وراح ضحيتها أكثر من 15 شخصاً، كما أن قوات النظام مازالت متواجدة في المدينة وعلى أطرافها، وتقوم بابتزاز الأهالي بشكل مستمر.