مسابقاتٌ للأطفال في كفرنبل والهدايا لكل المشاركين

12 أبريل، 2016

رزق العبي: المصدر

أقامت صفحة “كفرنبل نيوز” و “منظمة سورية للإغاثة والتنمية” بالتعاون مع مركز الوسيم “للإنترنت” في ريف إدلب سلسلة من الأنشطة الخاصة بالأطفال في مدينة كفرنبل، تضمنت احتفالية توزيع باقات انترنت للأمهات وألعاباً خاصة بأطفالهن، إضافة لبعض المسابقات التشجيعية.

وبدأت الأنشطة بإطلاق مسابقة خاصة بالرسم، ضمت أكثر من عشرين متسابقاً، أعمارهم بين 6 و12 سنة، وجرى خلال المسابقة التي استمرت ثلاثة أيام، جو من المنافسة والحماس.

فسحة للترويح عن الأطفال

يُعرب “محمد حلاق” عن سعادته بتلك الأنشطة، خصوصاً وأن ابنته (8 أعوام) لطالما اشتاقت لمثل هذه الأجواء، حيث تعرف الأطفال على أطفال جدد، بعدما مرت سنوات وهم حبيسي بيوتهم، خوفاً من قصف مفاجئ، يقول: “ابنتي فرحت جداً بالأنشطة، وانشغلت كثيراً بالرسم، ثم تلى مسابقة الرسم، مسابقة لقراءة جزء من سورة في القرآن، لمشاهدة طرائق الأطفال في الرسم حسبما أخبرتنا الجهات الراعية للأنشطة، وظلت ابنتي تسجل الصوت وتحذفه، حتى اقتنعتْ أخيراً بأن المقطع المقدم للمسابقة مناسب”.
وترى السيدة “أم أحمد”، أن ابنها الذي شارك في الأنشطة يحتاج المزيد من تلك الأنشطة، خصوصاً وأن الأطفال بشكل عام يعانون من مشاكل نفسية لا تظهر عواقبها إلا مستقبلاً، نتيجة الحرب والخوف، حيث فقد الطفل الشعور بالفرح الحقيقي مع أقرانه الصغار”.

وقال “عبيدة دندوش” المدير اللوجستي في منظمة سورية للإغاثة والتنمية أن هذه الفعاليات تعبر مهمة من جانب معنوي بغض النظر عن الهدايا، وأردف “دندوش” في حديثه لـ “المصدر”: “تسعى المنظمة التي تعمل ريف إدلب وحلب على التركيز على الأنشطة التي تهم الأطفال، خصوصاً وأنهم يعانون ظروفاً صعبة، من قصف ورعب ودمار، ونفسية الطفل بحاجة ماسة لأشياء تجعل منها أكثر إصراراً على الحياة، ليشعر الطفل أنه غير آبه بما يجري، ومن جهة أخرى يشعر أن الجميع منشغل بفرحته، خصوصاً وأن الفعالية كانت جماعية وبحضور أهاليهم”.
وعن واقع العمل الخاص بالمنظمة يقول “دندوش”: “للمنظمة الكثير من المراكز الطبية في ريف إدلب، وهي تقدم رعاية صحية للأمهات وأولادهن بالدرجة الأولى، حيث يتوافد عليها الكثير من الناس، لكونها تقدم خدماتها في أماكن ريفية مختلفة في إدلب”.

للأطفال كلمتهم

وعبر الأطفال عن سعادتهم بالجو العام الذي عاشوا، تقول “وئام” التي شاركت بمسابقة الرسم: “أحب الرسم كثيراً، ومنذ فترة طويلة لم نشارك في مسابقات خاصة بالرسم، وعندما أخبرتني أمي بالمسابقة جهزت فوراً رسمتي وشاركت، صحيح أنني لم أحقق المركز الأول إلا أنني فرحتُ كثيراً”.

ويعرب الطفل الذي حقق المركز الأول في مسابقة الرسم عن سعادته بالمشاركة والفوز، والذي اعتبره ناتج عن جهد ومثابرة، وهو فرصة لمتابعة الأنشطة التي نسيها الأطفال على حد وصفه.

بطاقات انترنت للأمهات

وعلى هامش المسابقات وزعت شركة “الوسيم نت” بطاقات انترنت للأمهات، كهدايا رمزية، للمرأة الريفية التي ضحت وقدمت الكثير على حد وصف الشركة.

وتقول “أم خالد” التي حصلت على بطاقة 5 جيغا كهدية: “الانترنت مكلف هنا في ريف إدلب، واضطر للحديث المتكرر مع أقربائي وأولادي كل يوم لأن كل واحد في مكان من هذا العالم، والحقيقة أن تأتيك 5 جيغا في عيد الأم أو في نشاط خاص بأطفالنا فهو أمر جيد، من ناحيتين معنوية ومادية، فكل عام وسورية وأمهات سورية بألف خير”.

ويقول “وسيم درويش” المدير العام لشبكة الوسيم أن هذا العمل يأتي ضمن توظيف الإعلان في مناسبات وحالات اجتماعية، وأوضح “درويش” خلال حديث لـ “لالمصدر” أن الشبكة تسعى لكسب ود مستخدميها وتقدم بين الحين والآخر عروضاً وهدايا، مضيفاً: “الهدية لها قيمتين مادية ومعنوية، خصوصاً وأن الانترنت مكلف في ريف إدلب، لقد شعرت الأمهات بالسعادة لما قدمناه رغم بساطته، حيث أننا استهدفنا الطبقة المتوسطة والفقيرة الحال من الناس”.

جرى في نهاية كل مسابقة حساب دقيق للنتائج، من خلال لجنة مختصة بجمع الأصوات وتقييم الأعمال من رسومات وأصوات قراءة قرآنية، وأكد القائمون على الأنشطة أنه لولا الخوف من القصف، لأقيمت رحلات ترفيهية مع نهاية كل نشاط، لكن القصف لطالما استهدف التجمعات في ريف إدلب.

ويذكر أن الجهات الراعية للأنشطة استطاعت توصيل فكرتها من النشاط وهدفها لأكثر من 400 طفل في كفرنبل ومحيطها، من خلال عدد من الأنشطة غير المكلفة، والتي لا تسعى للشهرة، ولفت الأنظار، على حد وصفهم.

أخبار سوريا ميكرو سيريا