الإرهاب يضرب أوروبا ويضيق على المسلمين فيها حياتهم

12 نيسان (أبريل - أفريل)، 2016

6 minutes

رغداء زيدان ـ خاص السورية نت

مع كل هجوم إرهابي يضرب أوروبا يجد المسلمون أنفسهم في موضع المتهم الذي يحاول بكل طرق الإقناع إثبات براءته.

والمشكلة التي بات المسلمون في أوروبا خاصة يشعرون بها بشكل جلي هي أنهم لن يستطيعوا إثبات براءتهم، وخصوصاً في ظل انتشار “الإسلاموفوبيا” (الخوف المرضي من الإسلام) التي أصبحت داءً يجد كثير من المفكرين والمحللين أن على أوروبا حماية نفسها منه.

وبحسب رئيس الشؤون الدينية في تركيا “محمد غورماز”، فإن على “الغرب أن يحمي نفسه من العنصرية وإقصاء الآخر”، مضيفاً “إن انتشار الإسلاموفوبيا يؤدي إلى إقصاء المسلمين”.

تداخل الأوراق

وبرأي الباحث الدكتور “عماد العبار” الذي تحدث لـ”السورية نت” قائلاً: فإنه “مع كل عمل إرهابي تتعرض له أوروبا تزداد صعوبة حياة المسلمين فيها، وتتداخل الأوراق ليس على مستوى أوروبا فحسب بل على مستوى العالم بأكمله”.

وأضاف العبار المقيم بفرنسا منذ سنوات: “تعيد هذه العمليات ترتيب الأولويات العالمية، فعلى الصعيد السوري يكاد يغيب اليوم الحديث عن مصير النظام في سورية لتصبح مواجهة الإرهاب الأصولي على قائمة الأولويات”.

ويتابع الباحث المهتم بالقضايا الفكرية: أن “هجمات باريس كانت ضربة موجعة لدولة كانت تقف موقفاً حازماً من النظام السوري وتقدم للمعارضة السورية كل الدعم السياسي، ثمّ جاءت هجمات بروكسل لتضرب من جديد في قلب الاتحاد الأوروبي، بما يعني أنّ المرحلة القادمة ستحمل عنواناً وحيداً وهو: الحرب العالميّة على الإرهاب”.

من جهته يجد الدكتور علاء الدين آل رشي في تصريح لـ”السورية نت” أن فقدان الحياة الدستورية والانحراف السياسي مازال يهيمن على الحياة في البلاد الإسلامية.

وقال: إن “تأميم الدين وجعله منصة سلطوية وحرق الخطاب الاصلاحي؛ وميل العدالة العالمية وتراخي الإرادة الدولية يكثر المجانين،  تعقيل المجنون ليس فقط في المهدأت بل أيضاً في حجره عن الحياة العامة كل جنون إسلامي وراءه تطرف سلطوي”.

وأضاف آل رشي الباحث المهتم بحقوق الإنسان والمقيم بألمانيا: “ما لم تقر الدول العظمى بضرورة التزام الأخلاق في الجانب السياسي وإسقاط المجنون الديكتاتور الأول (يقصد رأس النظام بشار الأسد) فلن نضع حداً للإرهاب وراء كل انتحاري استخبارات قاتلة”.

وتابع: “كي لا يتكرر ما يحصل في أنقرة واسطنبول وسورية والعراق ومصر واليمن وليبيا لتجتمع قرارات الأمن الدولي على محاسبة المتطرف السياسي الذي حول المجتمع إلى قنابل موقوتة ” مؤكداً: “إذا أردت أن تعرف لماذا حصل في بروكسل فتش عما يحصل في دمشق واليمن والبلاد العربية والإسلامية العالم قرية ولن يسلم جانب من أذى جانب”.

نسيان حقائق

بيّنت السلطات في باريس وبروكسل أن من قام بالهجمات الإرهابية الأخيرة فيهما هم شباب مسلمون اسماَ، وليسوا متشددين، بل كان منهم أصحاب سوابق ومتهمون بجنح وجنايات لا علاقة لها بالإرهاب.

وبحسب العبار الذي قال لـ”السورية نت” إن العالم ينشغل بتسليط الضوء “على الأصولية الإسلامية بوصفها منبعاً للإرهاب، وينسى الجميع أنّ معظم الذين قاموا بتنفيذ العمليات الإرهابية في أوروبا هم من المهمّشين والمجرمين أصحاب السجلات الجنائية: منهم المحكوم سابقاً لإطلاقه النار على الشرطة، ومنهم من ضبطت بحوزته أسلحة كلاشنكوف، ومنهم من يتعاطى المخدرات أو يبيعها، ومنهم من كان متهماً أصلاً بالتورّط في هجمات باريس”.

ويتساءل العبار: “هل الأولى بحكومات أوروبا الذهاب إلى الشرق الأوسط لمحاربة الإرهاب الإسلامي، أم إيجاد حلول للإنسان الهامشي في الغرب، ومتابعة المشبوهين وأصحاب السوابق وتجريدهم من الأسلحة ومسببات الضياع: كالكلاشنكوف والمخدّرات؟!”.

إلا أن الدكتور آل رشي يقول: “أعتقد أن الأمن وضبطه عملية إدارية وتنظيمية ولكل دولة طرقها، ولا أعتقد أن القرائن التي تحاسب عليها بعض البلاد ومنها تركيا شبيهة بأوروبا. ففي أوروبا المتهم بريء حتى تثبت إدانته، وهذا ما يعلل تصرف بلجيكا الأمني على الرغم من تنبيهات الحكومة التركية”.

وأضاف: “الحياة الدستورية والأمنية في أوروبا تستوجب عدم إنزال عقوبة بأحد ما لم يثبت وبالدليل القاطع اتهامه ليس في أوروبا أي تساهل كما لا يوجد نظام أمني مهما كان قوياً إلا ولديه بعض المفاصل الرخوة التي يتسرب منها العابثون”.

الجدير بالذكر أن رئيس دار فكر “سينكوت” في بلجيكا، “بكر غونش”، أشار مؤخراً إلى زيادة التعصب والتمييز ضدّ المسلمين في أوروبا، وأوضح أنّ أوروبا بدأت بإيلاء المزيد من الاهتمام بالسياسات الأمنية، وأنّ هذه السياسات تقيّد حقوق المسلمين بشكل تلقائي، داعياً إلى عدم تقييد حقوق المسلمين بحجة الإرهاب.

ولفت “غونش” إلى عدم وجود عقوبات رادعة في أوروبا للحد من الاعتداء اللفظي والجسدي تجاه المسلمين، حيث لا توجد في أوروبا لوائح قانونية، تفرض عقوبات رادعة على الذين يعتدون على المسلمين.