جبهات جنوب سورية إلى مزيد من الاشتعال وتساؤلات حول طبيعة التحرك الأردني
12 نيسان (أبريل - أفريل)، 2016
يشهد جنوب سورية تطورات متلاحقة ترجح تصاعد المواجهات بين فصائل المعارضة السورية، وتنظيمي “حركة المثنى”، ولواء “شهداء اليرموك” الداعمين لتنظيم “الدولة الإسلامية”.
وفيما شهدت الأيام الماضية معارك عنيفة بين الجانبين انتهت بسيطرة المعارضة على نقاط هامة منها بلدتي تسيل، وسحم الجولان، أعلن لواء “شهداء اليرموك”، أمس، في بيان له عزمه على شن هجوم يبدو بحسب البيان أنه كبير على مناطق تسيل، وحيط، وسحم، والبكار، وصيدا، والمجاحيد الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وطالب اللواء من أهالي المناطق المذكورة إخلائها بأقرب وقت كي “لا يعرضوا أنفسهم للخطر”، وذكر اللواء في بيانه أنه سيستخدم “كل ما لديه من الأسلحة المتوفر وليس كل الأسلحة الذكية أو ذات التأثير المحدود”، وأضاف: “فلا يمكن لها (الأسلحة) أن تميز بين عوام المسلمين والصحوات”، حسب تعبيره.
ويبدو أن عزم المعارضة على إنهاء أي تواجد لموالين لـ”تنظيم الدولة” في الجنوب الغربي لسورية أثار مخاوف حركة “المثنى، وشهداء اليرموك”، إذ أعلنت “حركة المثنى” في بيان لها “اندماجها الكامل في لواء شهداء اليرموك”، وقالت في بيان لها: “إدراكاً منا لحجم المخاطر والتحديات تعلن حركة المثنى الإسلامية اندماجها الكامل على كافة المستويات السياسية، والعسكرية، والإدارية تحت اسم واحد، وهو لواء شهداء اليرموك”.
وكانت قوات المعارضة أعلنت الجمعة الماضية مناطق “عين ذكر، ونافعة، والشجرة” مناطق عسكرية، طالبة من المدنيين الابتعاد عن أماكن تواجد مقار ومقاتلي “لواء شهداء اليرموك، وحركة المثنى”، وذكرت مصادر قيادية لـ”السورية نت” أن “قراراً حاسماً قد اتخذ بالقضاء على تواجد لواء شهداء اليرموك وحركة المثنى الإسلامية الذين يتهمان من قبل جميع الفصائل بأنهما مبايعين لداعش بحسب التصرفات والتقديرات الميدانية”.
هذه التطورات في الريف الغربي لدرعا ومع تواجد التنظيمين الداعمين لـ”تنظيم الدولة” على الحدود الأردنية، باتت تؤرق عمّان إذ تدور المواجهات بالقرب من أراضيها، وهو ما بدأت بعض أقلام الصحفيين الأردنيين على ترديده في الصحافة الأردنية، عبر التحذير من أن ما يجري في الجزء الجنوبي من سورية يمس الأمن القومي الأردني.
وكانت الأردن التي تدعم جزءاً كبيراً من الفصائل في الجنوب السوري قد اتخذت مؤخراً خطوة إلى الوراء في مساندة فصائل “الجبهة الجنوبية”، والدليل على ذلك السماح لقوات النظام بمساندة طيران روسي ومشاركة عشرات الميليشيات من السيطرة على الشيخ مسكين في يناير/ كانون الثاني الماضي.
لكن مع احتدام المعارك قرب الأراضي الأردنية وسماح روسيا لقوات النظام والميليشيات الإيرانية بالتقدم في الجنوب السوري، يبدو أنه سيدفع الأردن إلى إعادة تقييم لحساباتها في التعامل مع التطورات الأخيرة لا سيما وصول المعارك بين المعارضة والتنظيمين الموالين لـ”تنظيم الدولة” إلى أشدها.
ويقول الصحفي الأردني محمد أبو رمان في مقال نشره، اليوم الثلاثاء، في صحيفة الغد الأردنية: ” التهديدات والمخاوف التي تولّدت عبر كسر الضمانات الروسية تركت مطبخ القرار في عمان في حيرة وشكّ تجاه ما يمكن أن يقوم به، فلا توجد هنالك نيّة للدخول في مواجهة مع الروس، وفي الوقت نفسه بدا واضحاً أنّ مقاربة النأي بالنفس غير مجدية في درعا، وأنّها مزّقت مقاربة الوسادات الأمنية التي كانت معتمدة سابقاً”.
ويضيف: “تراجع الدعم الروسي وتطبيق الهدنة العسكرية في درعا (ارتباطاً بمحادثات جنيف) خدم الأردن كثيراً، وأعطانا وقتاً مهماً لإعادة تقييم المرحلة الماضية، ثم جاء بروز داعش ليخدم الرواية الأردنية بضرورة دعم الفصائل المعتدلة، ودعمها لمواجهة التنظيم، لذلك هذا الظهور في الريف الغربي من المفترض أن يخدمنا أكثر مما يضر الأردن”.
ويردف: “لماذا؟ لأنّه سبب مهم ورئيس يؤكّد على أهمية الدور الأردني في دعم الجبهة الجنوبية، للوقوف في وجه التنظيم، ويدفع بمطبخ القرار إلى أن يجلس على الطاولة في المرات القادمة، حينما يتم الحديث عن الوضع في سورية، فما يحدث في درعا أصبح يمسّ تماماً الأمن الوطني الأردني!”.
وكان أبو رمان المتخصص بالحديث عما يجري جنوب سورية قرب الأردن، ألمح في مقال سابق له قبل أيام إلى أن الأردن قد يخطو إلى الإمام لدفع خطر التنظيمين الموالين لـ”تنظيم الدولة” عن الأراضي الأردنية، مرجحاً استخدام كل السبل في تحقيق ذلك بما فيها الخيارات العسكرية.