شبكة الدعم اللوجيستي لتنظيم الدولة تصل إلى فالنسيا الإسبانية

13 نيسان (أبريل - أفريل)، 2016
5 minutes

الباييس –

يكشف حدث حجز 20 ألف زى عسكري في ميناء مدينة فالنسيا الإيطالية بكل وضوح شبكة  الدعم اللوجستي الذي يتمتع به تنظيم الدولة.

 

قال السيد خوسي مانويل جارثيا مرغالو ، وزير الشؤون الخارجية الإسباني أننا “لا نستطيع تصنيف تنظيم الدولة على أنه مجموعة إرهابية فقط، هو تنظيم منسق و على مستوى عالٍ” ولهذا الغرض، إلى جانب انتداب محاربين أجانب، من الواجب تجنيدهم وتجهيزهم بالملابس العسكرية والسلاح لكي يشهر في صورة الجيش الحقيقي.

 

من المهم هنا طرح الأسئلة حول كل ما له علاقة بالتنظيم اللوجستي للتنظيم: من أين تمكنوا من الحصول على سيارات من نوع “SUV” الضخمة المتطورة التي تظهر في مقاطع الفيديو الخاصة لهذه الجماعات الإرهابية؟ ما يتولى صناعة الصواريخ والرشاشات الطائرة التي يستعملونها؟ من أين جاءتهم تلك الأزياء الموحدة البالية التي يلبسونها؟ من يتولى خياطتها لهم وكيف يقومون بالدفع؟ 

 

ضبطت الشرطة حاوية في ميناء الجزيرة الخضراء تحتوي على ملابس مستعملة، كما جاء من مصادر جمركية، واخرتين في فالنسيا تحتويان على آلة تغليف مخبأة تحت أكوام من الملابس المستعملة و خمس أطنان من الرصاص مغلفة بعناية شديدة مع حوالي 20000 زي عسكري دون علامة تجارية وهو ما يكفي لتجهيز جيش برمته. 

 

وصلت هذه الحاوية من المملكة العربية السعودية، على الرغم من أن الأزياء العسكرية تبدو قادمةً من أحد بلدان حلف شمال الأطلسي وجاهزةً للإرسال إلى تركيا وذلك إلى ميناء مرسين أولاً أمام قبرص، ثم عبر البر إلى مدينة باد الهوى عبر الحدود السورية.

وقد استمرت العملية، بأمر من قاضي المجلس الوطني ايلوي فلاسكو، إلى السابع من فبراير/شباط حين القوا القبض على سبعة أعضاء يشتبه في انضمامهم إلى شبكة دعم لتنظيم الدولة الإسلامية في أوتينيان (فالنسيا )، سبتة وعدد من المناطق الأخرى.

ولد القائد عمار، المتهم في مؤامرات “ترمانيني”، في مدينة حلب (سورية)، سنة 1972 وسفرة إلى إسبانيا في 2012, بعد أن قضى سنوات من عمره بين هولندو بلجيكية والمملكة المتحدة.

وقد أسس عمار شركةً في إسبانيا تحميل اسم “النمر الأسود” ترأسها وحده. وكانت الشركة متخصصة في تصدير وتوريد منتجات النسيج. وقد أرسل هذا الأخير العديد من البعثات إلى سوريا، أين يسافر غلباً، في شكل مساعدات إنسانية.

 

إن مؤامرات “ترمانيني” لا تخفي حقيقة هذا الرجل: فقد شوهدت له صور على موقع الفايسبوك مع أسلحة يدوية في باد الهوى وفي ادلب، المحاصرة من قبل النصرة. وقد كشفت عملية التنصت الالكتروني الطريقة التي غيرها ولاءه، كغيره من الكثير من الجهاديين، وعمله مع فرع تنظيم القاعدة في سوريا لخدمة الخليفة كما يزعمون. وقد ضبط من خلال التسجيل بمسدس محذر حمله.

 

ولدت كريمة محمد أبو الروب، المسؤولة على العمليات المالية “لترمانيني”، في الأردن سنة 1960 وتقطن في الأونتنيانت. وقد تم العثور على الأزياء الموحدة التي ضبطت في ميناء فالنسيا على متن قاربها في المنطقة الصناعية.

يقوم النظام المصرفي الإسلامي التقليدي على الثقة التي تمنح لهم وتخول لهم نقل الأموال بين الدول وجمع الأموال و القيام بالدفوعات دون ترك أي أثر.

 

ومن بين المعتقلين مغربي وسوري، عملا في شركة “النمر الأسود”، ومن بين المشتبهين فيهم شاب إسباني يدعى سيمون ريشارد لوكس. هو لا يعتبر من المعتنقين الإسلام أو الجهاديين المتعصبين ولكنه ينتمي إلى رجال الأعمال عديمي الضمير والمستعدين إلى مساعدة الشركات المشبوهة .

 

 لم تقم الشبكة بإرسال الأزياء الرسمية لتنظيم الدولة الإسلامية، لكنها أيضاً تمكنت من تأمين كل أنواع الطلبات، نذكر على سبيل المثال، إرسالهم لنوع من الأسمدة التي لا تباع في اسبانيا وتستخدم لإنتاج المتفجرات.

تعد شبكة دعم الدولة الإسلامية معقدة جدا وحيا تمتلك فروعاً في العديد من البلدان. بدأ الباحثون الكشف عنهم الآن، لكن هذا ليس كافيا..من المفروض أن نقطع تمويلاتهم و طرق الإمداد اللوجستية.