مزارعو درعا على موعدٍ مع الموسم الزراعي الأسوأ منذ أعوام

13 أبريل، 2016

إياس العمر: المصدر

يترقّب أهالي محافظة درعا أسوأ موسم زراعي يمر بهم منذ أكثر من عشر سنوات، فانخفاض معدل هطول الأمطار، وغلاء أسعار الوقود وانقطاع التيار الكهربائي وعوامل أخرى ساهمت بشكل كبير في تدني المستوى الزراعي في المحافظة.

وقال أبو أحمد أحد المزارعين في ريف درعا الشرقي، في حديث لـ “المصدر” إن الموسم الزراعي لهذا العام هو الأسوأ خلال الأعوام العشرين الماضية، كون معدل الأمطار هطول الأمطار كان أقل نصف المعدل السنوي، مما انعكس بشكل مباشر على المحصول.

وأضاف بأنه في السنوات الماضية كان يلجأ مزارعو المحافظة إلى ري حقولهم من الآبار الارتوازية، ولكن هذا العام أصبح الأمر صعباً للغاية، كون تلك الآبار تحتاج للقود أو الكهرباء حتى تعمل، ومع انقطاع الكهرباء عن المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار منذ أكثر من عامين، وارتفاع أسعار الوقود بشكل جنوني، أصبح خيار الري خياراً مستبعداً.

وأشار أبو أحمد إلى أن الزراعة في ظل الظروف الراهنة تحولت إلى تجارة خاسرة، نتيجة ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج، فكيف إذا كان الموسم الزراعي من أسوأ المواسم، ذلك يعني أن الخسارة ستكون مضاعفة.

ومن جهته، قال الناشط عبد الرحمن الزعبي في حديث لـ “المصدر” إن التحدي الأكبر يتمثل بالانخفاض الكبير المتوقع في إنتاج القمح، والذي تعتمد عليه المحافظة بشكل كبير من أجل إنتاج الخبز.

وأشار إلى أن مجلس محافظة درعا الحرة فشل العام الماضي باستجرار محصول القمح من الفلاحين، وتم تصدير أكثر من 75 في المئة من محصول محافظة درعا إلى صوامع الحبوب التابعة للنظام في مدن ازرع والصنمين، وذلك بعد الفشل في تأمين ثمن المحصول للفلاحين، فوجدوا أنفسهم مجبرين على تصدير القمح للنظام عن طريق وسطاء، وقامت قوات النظام بفتح أربعة معابر لدخول المحصول.

وأكد الزعبي أن معظم بلدات المحافظة لا يوجد لديها مخزون احتياطي من مادة القمح، وأن معظم المخزون المتواجد في صوامع الحبوب ببلدة غرز أصبح غير قابل للاستهلاك البشري، وجميع الهيئات والفعاليات الثورية عملت على إهمال الملف الزراعي، علماً أنه الملف الأهم، كونه السلاح الذي تستطيع من خلاله قوى الثورة التصدي لمخططات النظام وحلفائه الهادفة إلى تجويع الشعب السوري.

وبدوره، رأى أحمد الرفاعي أحد أبناء ريف درعا الشرقي، أن شتاء عام 2016 كان له آثار إيجابية على النازحين، حيث أنه وخلال الشتاء الماضي كان أكثر من 100 ألف نسمة من أهالي المناطق التي يسيطر عليها الثوار في محافظة درعا نازحين عقب الحملة الروسية على المحافظة، والتي بدأت بتاريخ (28 كانون الأول/ديسمبر) من العام الماضي، وشملت معظم مناطق المحافظة، واستمرت حتى إعلان اتفاق وقف الأعمال العدائية بتاريخ (27 من آذار/مارس) الماضي.

وأضاف الرفاعي في حديث لـ “المصدر” بأن انقطاع الأمطار وارتفاع درجات الحرارة ساهم بعدم حدوث كوارث إنسانية، كون معظم النازحين قاموا بالاحتماء في السهول المحيطة ببلداتهم، كما أدى إلى انخفاض نفقات التدفئة بنسبة وصلت إلى 50 في المئة مقارنة بالعام الماضي، ذلك لأن فصل الشتاء خلال الموسم الحالي كان أقل برودة من المواسم الماضية، مشيراً إلى أن كل أسرة احتاجت كمعدل وسطي إلى مبلغ 200 ألف ليرة سورية نفقات تدفئة خلال المواسم الماضية.

أخبار سوريا ميكرو سيريا